أكد قائد المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، الجمعة، أن لا قطع للعلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، التي طالبها بسحب قواتها، نافياً من جهة أخرى انتشار مرتزقة تابعين لمجموعة "فاغنر" الروسية في البلاد.
وكانت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، تنشر قوات خاصة في واغادوغو، لكن انتقادات متزايدة باتت توجّه للوجود الفرنسي في المنطقة، دفعت فرنسا إلى سحب سفيرها لدى بوركينا فاسو على خلفية طلب للمجلس العسكري بهذا الصدد.
وقال تراوري خلال مقابلة متلفزة مع صحافيين محليين: "نهاية الاتفاقيات الدبلوماسية، كلا!"، مضيفاً: "لا قطع للعلاقات الدبلوماسية، ولا حقد تجاه دولة معينة".
ونفى تراوري في سياق آخر، وجود مرتزقة لمجموعة "فاغنر" الروسية في بوركينا فاسو، على الرغم من تعزيز المجلس العسكري علاقاته مع موسكو. وقال: "نسمع مراراً بأن فاغنر باتت في واغادوغو... هذه الشائعة خُلقت لكي ينأى الجميع بأنفسهم عنّا".
وكانت باريس قد أكّدت الشهر الماضي أن قواتها الخاصة التي نشرت في إطار مؤازرة جهود مكافحة التمرد الجهادي، ستغادر في غضون شهر. وشهدت بوركينا فاسو انقلابين العام الماضي، كان الدافع لهما الاستياء داخل المؤسسة العسكرية من إخفاق الحكومة في كبح تمرد جهادي تشهده البلاد منذ عام 2015.
وتضاعفت الهجمات التي تشنّها جماعات مرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة" في بوركينا فاسو منذ عام 2015، وأدت إلى مقتل الآلاف ونزوح مليوني شخص على الأقل.
منظمة تتهم الجيش بقتل 25 مدنياً على الأقل
في سياق آخر، اتهمت منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في بوركينا فاسو، الجمعة، الجيش بقتل 25 مدنياً على الأقل الأسبوع الماضي، بينهم نساء وطفل في شرق البلاد، بحسب بيان نشرته "فرانس برس".
وقالت منظمة "تجمّع مناهضة الإفلات من العقاب" في بيان، إن مساء الأربعاء (1 فبراير/ شباط)، "أبلغ أقارب العديد من الضحايا، تجمّع مناهضة الإفلات من العقاب ووصم المجتمعات، بمزاعم عن إعدام مدنيين خارج نطاق القضاء بأيدي عناصر في قوات الدفاع والأمن في بوركينا فاسو في بلدات بييغا، وساكواني، وكانكانغو".
ورجحت المنظمة أن الإعدامات حصلت في أثناء مرور موكب يضم "أكثر من 100 مركبة" في البلدات الثلاث الواقعة على طول طريق "ناسيونال 4"، كان متوجهاً الأربعاء إلى منجم بونغو للذهب، "ترافقه نحو 10 مركبات بيك آب رباعية الدفع، تُقلّ العديد من قوات الدفاع والأمن بالزي" العسكري.
وأشارت المنظمة الى سقوط ثلاث نساء وطفل في بلدة ساكواني على بعد حوالي 125 كيلومتراً من فادا نغورما، عاصمة المنطقة الشرقية، وسبعة قتلى بينهم أربع نساء، في بلدة بييغا الواقعة على بعد 60 كيلومتراً من فادا نغورما، وستة قتلى في منطقة كانكانغو الصغيرة الواقعة ضمن أراضي بلدة سامبييري. وأكد سكان في ساكواني اتصلت بهم وكالة "فرانس برس"، العثور على "11 جثة" بعد مرور الموكب.
وقالت المنظمة: "تستمر حصيلة الضحايا بالارتفاع، مع تلقينا معلومات تباعاً من الميدان". وأكدت أنّ الضحايا وُصفوا في شهادات متطابقة بـ"مدنيين عزّل". وطالبت المنظمة بوضع حد لـ"الجرائم ضد الإنسانية"، مؤكدةً مواصلة "جمع المعلومات من أجل التمكن من تقديم جميع المسؤولين عن الجرائم إلى العدالة"، ومطالبة بـ"إجراء تحقيق مستقل ومحايد بشأن هذه الجرائم".
(فرانس برس)