قائد الحرس الثوري الإيراني يهدّد المحتجين: "اليوم هو آخر أيام الشغب"

29 أكتوبر 2022
استمرار الاحتجاجات في بعض الجامعات الإيرانية (فرانس برس)
+ الخط -

حذّر قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، المتظاهرين من أن اليوم السبت سيكون آخر يوم يخرجون فيه إلى الشوارع.

وقال سلامي، في كلمة له خلال تشييع قتلى شيراز، اليوم السبت، إن "اليوم هو يوم انتهاء أعمال الشغب"، في إشارة إلى الاحتجاجات، مخاطباً الشباب الذين قال إنهم انخدعوا: "تخلوا عن الأعمال الشريرة. اليوم يوم انتهاء أعمال الشغب، لا تنزلوا إلى الشوارع مرة أخرى".

وشيّعت حشود إيرانية، اليوم السبت، جثامين قتلى اعتداء شيراز وسط دعوات عسكرية وسياسية متصاعدة بالانتقام من "الآمرين والمخططين" للحادث الذي خلّف 13 قتيلاً وأكثر من 30 جريحاً، بعد هجوم مسلح قيل إنه أجنبي على مزار ديني في مدينة شيراز مركز محافظة فارس جنوبي إيران، الثلاثاء الماضي.  

وحظيت مراسم تشييع جثامين القتلى بتغطية إعلامية واسعة في التلفزيون ووكالات الأنباء الرسمية وشبه الرسمية. وندّد سلامي، في كلمته، بالهجوم على الضريح الديني ومقتل 13 إيرانياً.  

وأشار سلامي إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ السابع عشر من الشهر الماضي على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من إيقافها من قبل شرطة الآداب بتهمة عدم التقيد بقواعد الحجاب، واصفاً إياها بأنها "مؤامرة"، وقال إن "هذه المؤامرة الأميركية البريطانية السعودية والصهيونية ستفشل كغيرها".  

وأكد سلامي أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية "لن يتزعزع من خلال الأعمال الشريرة للبعض المغرر بهم"، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بأنها تسعى إلى إعادة نظام الشاه البهلوي السابق "الذي اضطهد شعبنا"، كما قال.  

ولفت إلى مشاركة الإيرانيين في تشييع جثامين قتلى الهجوم في شيراز، داعياً الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية إلى مشاهدة "صورة إيران الحقيقية"، ومؤكداً أن "أميركا لن تتمكّن من فعل أي شيء ضد إيران". 

وهاجم قائد الحرس الثوري الإيراني السعودية، متهماً إياها بـ"التآمر" ضد إيران، وقال إن الرياض "تواصل التآمر على إيران بعد الخيبة التي أصابتها نتيجة فشل العدوان على اليمن". 

وفيما تتواصل الاحتجاجات الطلابية في إيران، اتهم سلامي واشنطن بأنها تسعى إلى "أمركة" الشباب الإيراني، داعياً من سمّاهم "الغافلين" إلى إدراك "حجم المؤامرة". وأضاف أن "أميركا تريد مشاهدة الشباب الإيراني وهم أموات".

وتابع أن "أميركا تريد تعطيل الجامعات والتمرد في الشوارع وإحراق ممتلكات الناس في الشوارع"، داعياً الشباب الإيرانيين الذين قال إن أميركا "غررت بهم" إلى "ألا تبيعوا بلادكم". 

واتهم سلامي ما سماه بوسائل إعلام "العدو بشن مؤامرة" على إيران، قائلاً إن بلاده "ستنتقم" منهم. 

وخاطب قائد الحرس الشباب الجامعيين بالقول: "أدركوا الحقيقة ولا تحولوا باحات الجامعات إلى ساحات تخدم الأميركيين. ولا تكونوا لعبة في أيدي أميركا الشيطانية"، قائلاً إن الإدارة الأميركية تستهدف "ديننا لكننا سندمر دنياهم وسنهزمهم". 

وتشهد إيران احتجاجات منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق لها الشهر الماضي. فيما عزت الشرطة الإيرانية وفاة مهسا أميني إلى "نوبة قلبية مفاجئة"، ثم أكدت منظمة الطب العدلي الإيراني، في تقريرها النهائي في وقت سابق من الشهر أن أميني توفيت بسبب أمراضها السابقة، نافية تعرضها لـ"أي ضربة" أثناء الاعتقال، لكن الرواية لم تقنع أهلها والمحتجين الإيرانيين الذين نزلوا إلى الشوارع للاحتجاج على ذلك. 

بدء محاكمة المحتجين المعتقلين 

في هذه الأثناء، نظمت محكمة الثورة في طهران، أول محاكمة عدد من المتهمين بـ"أعمال الشغب"، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.  

وحسب الوكالة، فإنه صدرت حتى اليوم لوائح الاتهام ضد 1019 معتقلاً خلال الاحتجاجات الأخيرة في ثماني محافظات. كما أن المحاكم في محافظات أخرى تعمل على استصدار لوائح اتهام ضد من تصفهم السلطات بأنهم "مثيري الشغب".  

وعدد من المعتقلين في طهران قد يواجهون أحكاماً بالإعدام حيث تتضمن لوائح الاتهامات ضدهم اتهامات "بالحرابة" و"الإفساد في الأرض". وغالباً من يواجه هذه التهم يصدر بحقه حكم بالإعدام. 

وذكرت وكالة "إرنا" في تقرير لها عن جلسة محاكمة عدة متهمين اليوم في طهران أن المتهم محمد قبادلو يواجه تهمة الإفساد في الأرض لدهسه بسبارته عدداً من قوات الأمن الداخلي ما أدى مقتل واحداً منهم وإصابة خمسة آخرين.

كما يواجه المتهم محمد بروغتي تهمة الخرابة لاتهامه بإشهار السلاح الأبيض والهجوم مع آخرين على مكتب حاكم مدينة باكدشت بالقرب من طهران وإحراقه ومهاجمة شرطي. فضلا عن أن المتهم أبو الفضل مهري حسين يواجه تهمة "محاربة الحكومة الإسلامية عبر إحراق وسيلة نقل عامة بهدف الإخلال بالأمن.

والمتهم محسن رضا زاده أيضاً تتضمن لائحة اتهامه تهمة الحرابة "للتواطؤ في ارتكاب الجريمة ضد الأمن الداخلي".

ويواجه المعتقل سعيد شيرازي أيضاً تهمة الإفساد في الأرض "تحريض وحث الناس على ارتكاب الجريمة ضد أمن البلاد".

إلى ذلك، أفادت وكالة "نور نيوز" المقربة من مجلس أمن القومي الإيراني، بأن طلاب في جامعات طهران، نددوا في مسيرات باعتداء شيراز مع رفعهم الأعلام الإيرانية. 

وانتشرت فيديوهات عن تفريق قوات مكافحة الشغب حشود المشاركين في تشييع جثمان الشاب مهرشاد شهيدي، اليوم السبت، في مدينة أراك. ويتهم نشطاء ومحتجون هذه القوات بضرب شهيدي على رأسه، بعد اعتقاله قبل أسبوعين. وأطلق المشيعون هتافات سياسية ضد السلطات الإيرانية. 

إلا أن السلطات المحلية في المحافظة الوسطى نفت مقتل هذا الشاب في الاحتجاجات على أيدي قوات الشرطة، مشيرة إلى أنه تم اكتشاف جثته في أحد شوارع مدينة أراك، وفق ما أوردته وكالة "إرنا". 

علماً بأنه خلال الأيام الأخيرة، انتشرت أنباء على شبكات التواصل عن مقتل عدد آخر من الشباب والشابات في مدن إيرانية، قيل إنهم قتلوا في الاحتجاجات، لكن السلطات تنفي ذلك، وتعزو وفاتهم إلى أسباب أخرى، مثل الانتحار والمرض.   

استمرار الاحتجاجات الطلابية

وإلى اليوم، تظهر فيديوهات منتشرة على شبكات التواصل الاجتماعي استمرار الاحتجاجات الطلابية في بعض الجامعات الإيرانية.

وتشير هذه المشاهد إلى تجمّعات احتجاجية في كلية التقنيات بجامعة طهران، وجامعة العلوم الطبية في كردستان، وجامعة جني شابور في خوزستان، وجامعة في كرمان. كذلك تُظهر المقاطع المصوّرة استقرار قوات مكافحة الشغب في شوارع وساحات بعض المدن الإيرانية.

كما تظهر فيديوهات إصابة طالب محتج في جامعة العلوم الطبية في مدينة سنندج وسط إطلاق الطلاب المحتجين هتافات ضد الحكومة مع سماع إطلاق النار.

وشهدت جامعة أمير كبير وجامعة لورستان أيضاً تجمعات احتجاجية.