فيدان: يجب التعاون مع النظام السوري في قضايا الأمن والإرهاب وعودة اللاجئين

25 يوليو 2024
خلال مقابلة هاكان فيدان في أنقرة، 24 يوليو 2024 (الأناضول)
+ الخط -

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن هناك خطوات يجب أن تتخذها تركيا بالتعاون مع النظام السوري في ملفات مثل أمن الحدود ومكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين، فيما تحدثت بيانات للأمم المتحدة عن عودة قرابة 20 ألف لاجئ سوري من دول الجوار إلى بلدهم خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، بزيادة نحو 20 بالمائة على الفترة نفسها من العام الماضي.

وقال فيدان في مقابلة مع وكالة "الأناضول" الأربعاء إن أنقرة تريد "تطبيع العلاقات مع سورية على غرار تطبيع العلاقات مع دول في المنطقة. أعلن رئيسنا على أعلى مستوى سياستنا في هذا الشأن، نحن مستعدون لبدء الحوار على كل المستويات، بما في ذلك الرئاسة، لحل المشكلات القائمة"، مضيفاً: "هذه دعوة قيّمة ومهمة جداً، هناك حاجة للاجتماع والتحدث لحل المشكلات".

وأشار فيدان إلى أن الجانبين أجريا محادثات عبر قنوات متعددة منذ عام 2017، "ساهمت في وقف الاشتباك بين المعارضة والنظام في سورية، وأتاحت فترة الهدوء المستمرة من 6 - 7 سنوات، وأتاحت للنظام السوري الفرصة لحل بعض مشكلاته السياسية وحل مشكلات البنية التحتية والاقتصاد". وأضاف: "الآن علينا تحويل هذه الحالة المؤقتة إلى حالة أكثر ديمومة". ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن أكثر من نصف السوريين يعيشون حالياً خارج البلاد، ويجب تمكينهم من العودة إلى بلادهم بأمان.

والملف الآخر الذي تطرق إليه باعتباره ميداناً للتعاون مع النظام السوري، هو ما سماه "مسألة الإرهاب"، الذي قال إنه يجب تطهير سورية منه، "خصوصاً مناطق العرب المحتلة من قبل تنظيم بي كي كي (حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا)، وهناك منشآت نفطية استولى عليها التنظيم، ما يعني أن هناك منظمة إرهابية اغتصبت موارد الشعب السوري". وشدد على ضرورة محاربة التنظيم لتحرير النفط ومصادر الطاقة منه وإعادتها إلى الشعب السوري، معتبراً أن التنظيم يموّل حربه ضد الشعب السوري والدولة التركية من إيرادات تلك المنشآت النفطية.

وتسيطر "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مناطق واسعة في شرق سورية، تضم أبار النفط والغاز الرئيسية، إضافة الى حقول القمح والقطن، فيما تعتبر أنقرة أنها إحدى أذرع "حزب العمال الكردستاني".

وحول الموقف من المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، وتعارض أي تقارب مع نظام بشار الأسد، قال فيدان: "بالطبع، هذه مواضيع للنقاش على مستوى متقدم جداً، ومسألة المعارضة السورية والمناطق التي تسيطر عليها كلها قضايا يجب أن تُناقش في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". وأضاف: "وجهة نظر وتفضيلات المعارضة السورية الشرعية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي والنظام الدولي هي الأساس"، مشيراً إلى أن المعارضة السورية شاركت النظام في أعمال صياغة دستور جديد للبلاد في جنيف. واعتبر أن قرار مجلس الأمن رقم 2254، بشأن الحل السياسي، قدم "خريطة طريق مختصرة وواضحة للغاية بشأن ما يجب أن تفعله المعارضة والنظام معاً، هذه خريطة وضعتها المنظومة الدولية، ونحن ندعم عمل الطرفين في إطار هذه الخريطة".

وأضاف: "نحن نتحدث عن دولة خرج منها ملايين الناس، ولا يمكن الحديث عن اقتصاد، أو زراعة أو صناعة أو استثمار في بلد أكثر من نصف سكانه لاجئون". وحول اشتراط النظام السوري خروج القوات التركية من سورية، أشار فيدان إلى أنه "حتى الآن لا يوجد أي شرط مسبق جرى التواصل بشأنه، أساساً، لدينا بعض القضايا في منظورنا، وهناك بعض القضايا في منظورهم".

 وأكد أن تركيا "دولة قوية، ولا تبحث عن محادثات بسبب عجز أو يأس، على العكس، ما يدفعنا إلى هذا هو نضجنا، ونحن نركز على تأثيرنا الدبلوماسي وحاجة المنطقة للسلام أكثر من التركيز على شيء آخر". وأشاد بالدعم الذي تقدمه الجامعة العربية والدول الأعضاء فيها إلى جهود تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، وخصوصاً الدول المجاورة لسورية.

قرابة 20 ألف لاجئ يعودون إلى سورية

من جهة أخرى، ذكرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أن 3162 لاجئاً سورياً غادروا الأردن خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وعادوا إلى بلادهم، بزيادة قدرها 63% مقارنة بالفترة الزمنية ذاتها في العام الماضي 2023. ونقلت وسائل إعلام أردنية الأربعاء عن بيانات مفوضية اللاجئين أن 19729 لاجئاً سورياً عادوا من الأردن ومصر ولبنان وتركيا والعراق إلى سورية في عام 2024، مقابل 16529 لاجئاً خلال الفترة الزمنية ذاتها في العام الماضي 2023، أي بزيادة قدرها 19.3%.

وتشير بيانات مفوضية اللاجئين إلى أن معدل العودة اليومي للاجئين السوريين إلى بلادهم خلال العام الحالي 108 لاجئين، في حين يبلغ المعدل الشهري 3288 لاجئاً. وعلى صعيد إعادة التوطين، ذكرت بيانات مفوضية اللاجئين أن 10605 لاجئين غادروا إلى بلد ثالث، كان من بينهم 3625 لاجئاً سورياً من الأردن.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ووفق دراسة مسحية أجرتها الأمم المتحدة، العام الماضي، فإن قضايا السلامة، والأمن، وسبل العيش، والعمل، والخدمات الأساسية، والإسكان في سورية، شكلت العوامل الرئيسية المؤثرة بعملية اتخاذ قرار العودة. وتقول مفوضية اللاجئين إنها "لا تشجع أو تسهل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في هذا الوقت"، بالنظر إلى حقيقة أن الأوضاع الحالية في سورية غير مناسبة لعودتهم الآمنة، وأن قرار العودة يجب أن يكون طوعياً تماماً.

المساهمون