"فوضى المسيّرات"... توتر يتصاعد في أجواء العراق

21 يناير 2024
باحث في الشأن الأمني: الفصائل المسلحة قد تزيد من نشاطها ضد القواعد العراقية (Getty)
+ الخط -

سقطت ثلاث طائرات مسيّرة في العراق خلال الـ24 ساعة الماضية، إحداها تابعة لقوات الجيش العراقي، في وقت يؤكد فيه مراقبون أن الحركات المسلحة في البلاد ستكثف نشاطها بعد عملية قتل قيادي إيراني يتبع لفيلق "القدس" في العاصمة السورية دمشق.

وسقطت طائرتان مسيرتان في محافظة ديالى شرقي البلاد، فيما سقطت ثالثة في محافظة صلاح الدين.

وذكرت مصادر أمنية من بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن "قوات الجيش العراقي تمكنت من إسقاط طائرة كانت تحلق بالقرب من منطقة الفاضلية التابعة لمحافظة ديالى والحدودية مع بغداد، ولم تكن تحمل أي أسلحة، لكن بعد الفحص تبيَّن أن بعض أجزائها إيراني الصنع، وتتبع لفصيل مسلح".

وأضاف المصادر أن "مسيّرة أخرى أسقطتها القوات العراقية على أطراف قضاء المقدادية في ديالى، وهي من طراز MQ9، تابعة للقوات العراقية، إلا أن الفصائل تحدثت عن كونها أميركية".

وتبنت فصائل المقاومة العراقية، أمس الجمعة، إسقاط طائرة أميركية مسيرة على الأراضي العراقية، وذكرت في بيان أنها "استهدفت طائرة مسيَّرةً من نوع MQ9 تابعة للاحتلال الأميركي في سماءِ محافظة ديالى بالسلاحِ المناسب"، مشيرةً إلى أن الطائرة "كانت قادمة من قاعدة علي السالم في الكويت".

وأشارت مصادر أمنية من محافظة صلاح الدين إلى أن "طائرة مسيرة أميركية سقطت في قاعدة بلد الجوية"، مبينةً لـ"العربي الجديد" أن "الطائرة سقطت بسبب خلل فني أصابها، كانت تهدف إلى التجسس على بعض المقار التي يحتمل أن تكون تابعة لبعض المليشيات العراقية".

وقال مسؤول عسكري عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ 4 جهات تمتلك طائرات مسيّرة الآن في الأجواء العراقية، وهي الأميركية، وتتوزع بين طائرات مراقبة وتصوير وقاصفة، بالإضافة إلى القوات العراقية وهي لأغراض المراقبة والرصد، وطائرات مسيّرة مفخخة تتبع لفصائل مسلحة نافذة، وفي الجزء الشمالي، تنشط الطائرات المسيّرة التركية".

ووصف المسؤول ذلك بأنه "فوضى أمنية كبيرة وتداخل في الجبهات، دفعا إلى تسجيل أخطاء في استهداف طائرات يمكن اعتبارها صديقة" على حد وصفه، مضيفاً أنه "من غير المرجح أن تنتهي هذه الفوضى مع استمرار حالة التوتر الحالي في العراق، بين الفصائل والقوات الأميركية".

في السياق، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي مهدي تقي إنّ "الفوضى الأمنية التي تشهدها بعض مدن العراق تعود إلى تمادي نشاطات قوات التحالف الدولي، وتحديداً القوات الأميركية، عبر استفزاز الفصائل المسلحة من جهة، وتوجيه ضربات سافرة لمواقع هذه الفصائل من جهة أخرى، ولعل أبرزها ما وقع أخيراً في بغداد وقتل قيادي مهم في الحشد الشعبي (أبو تقوى السعيدي)".

وأضاف تقي، لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة العراقية بات موقفها واضحاً تجاه وجود قوات التحالف الدولي، وهو عدم الحاجة لبقائها، مع منع وردع أي استهداف أميركي لقادة الفصائل المسلحة والحشد الشعبي"، موضحاً أن "فصائل المقاومة الإسلامية ستواصل عملها ونشاطها بالضد من مصالح القوى المساندة للحرب على أهالي غزة".

وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قد أكد، الأسبوع الماضي، مساعي بلاده لإنهاء مهام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق، معتبراً أنه "ضرورة لأمن واستقرار البلاد".

وقال السوداني، خلال جلسة حوارية ضمن أعمال منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في سويسرا: "نكن التقدير والاحترام للموقف الدولي ووقوفه معنا ضد (داعش)"، مؤكداً أن "جاهزية القوات المسلحة عامل استقرار للوضع في العراق، ومن أجل ذلك، بدأنا بتنفيذ التزام للحكومة بترتيب حوار انتهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد".

وأضاف: "سندخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق. هذا مطلب شعبي ورسمي وجادون بهذا الأمر، وانتهاء مهام التحالف الدولي ضرورة لأمن واستقرار العراق واستمرار العلاقات الطيبة بين العراق ودول التحالف".

وتابع أن "الشعب العراقي خرج منتصراً على المحن التي واجهت البلاد طوال السنوات الماضية، ونحاول المضي بخطوات ثابتة في مجالي توفير فرص العمل والخدمات".

بدوره، لفت الباحث في الشأن الأمني أحمد الشريفي إلى أن "الفصائل المسلحة العراقية قد تزيد من نشاطها ضد القواعد العراقية المستضيفة للقوات الأميركية والتحالف الدولي، مع استمرار أميركا وإسرائيل استهداف القادة المهمين في الحرس الثوري الإيراني في مناطق متفرقة، من بينها سورية"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "حدوث الأخطاء العسكرية من أي طرف يعني بلوغ حالة الفوضى، بالتالي فإن الحكومة بحاجة إلى تنظيم عسكري وجوي خاص بالطائرات المسيّرة، وضبط حالة الفوضى في استخدامها، سواء التابعة للجيش أو الفصائل أو الأميركيين".

وتصعّد الفصائل المسلحة الحليفة لإيران هجماتها على القواعد العسكرية لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق وسورية، لا سيما بعد بدء الهجمة الوحشية من قبل الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أعقاب انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، وتبنت الفصائل العراقية أكثر من 120 عملية قصف ضد القواعد المستضيفة للقوات الأميركية في مناطق عراقية وسورية متفرقة، مستخدمة الصواريخ والطائرات المسيرة.

المساهمون