فلسطينيو بريطانيا غاضبون من تهميش "العمال" لقضيتهم: لسنا تحصيل حاصل

10 مايو 2021
خلف ستارمر كوربن في إبريل 2020 (Getty)
+ الخط -

على وقع أحداث العنف الإسرائيلي المتصاعد أخيراً في حق الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، والناجم خصوصاً عن تراكم سياسات اليمين الإسرائيلي في عهد بنيامين نتنياهو، وتغول الاستيطان، يأتي كشف صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، اليوم الإثنين، عن مناشدات لوجوه فلسطينية – بريطانية، منذ أشهر، لزعيم حزب "العمال" البريطاني كير ستارمر، الذي خلف جيريمي كوربن في إبريل/نيسان الماضي، من أجل "تفكيك البيئة المعادية" التي يقولون إنها غلّفت الحزب، لاسيما لجهة القضية الفلسطينية. لكن هذه المناشدات، لم تلق أي صدى من ستارمر، أو رد من حزبه، الذي يؤكد دائماً تمسكه بـ"حل الدولتين"، فيما يواصل حالياً الجنوح نحو اليمين، ومحاولة إرضاء اللوبي الإسرائيلي في بريطانيا، ونزع صبغة "معاداة السامية" عنه.

خلق التوجه الذي يسعى إليه ستارمر، فجوة كبيرة بين الحزب، والقاعدة الفلسطينية البريطانية المؤيدة له

لكن التوجه الذي يسعى إليه ستارمر، خلق فجوة كبيرة بين الحزب، والقاعدة الفلسطينية البريطانية المؤيدة له. هذا الأمر، بدا واضحاً، مع تأكيد مجموعة كبيرة من الفلسطينيين البريطانيين البارزين، أن ستارمر قد أهمل اتصالاتهم ومناشداتهم لحزب "العمال" لتفكيك "البيئة المعادية" داخله. وفي رسالة شديدة اللهجة لستارمر، أعربت المجموعة في شهر إبريل/نيسان الماضي، عن إحباطها من معاملة أفرادها من داخل الحزب.
وأشارت المجموعة، التي حظيت بدعم عشرات التواقيع من وجوه من الجالية الفلسطينية في بريطانيا، ثقافية وأكاديمية، إلى "حظر" مفروض من قبل الحزب المركزي، على أي نقاشات حول القضية الفلسطينية، معتبرة أن ذلك يشكل "مصدر قلق"، وهو أمر "يتعارض مع ديمقراطية الحزب". 

وبحسب "ذا إندبندت"، فقد كتب الموقّعون ما مجموعه خمس رسائل حتى اليوم، إلى ستارمر، تطالبه بالتدخل، وذلك منذ يناير/كانون الثاني الماضي، لكنها لم تلق رداً حتى الآن. وقال عطالله سعيد، الرئيس السابق للاتحاد البريطاني العربي، ومؤسس المجموعة العربية في حزب العمال، للصحيفة: "إن إهمال رسائل عدة من أعضاء بارزين في المجتمع البريطاني الفلسطيني، يعني أن هذا المجتمع غير مرحب فيه داخل الحزب". وأضاف سعيد: "إن زعيم الحزب يعامل عملياً جميع هذا المجتمع (الفلسطيني) كمنبوذين، وهو يرفض لقاءهم أو حتى الإجابة (على رسائلهم)". وأكد أنه "لا يمكن فصل ذلك، عن الانعطافة المخيفة لمقاربة العمال لمسائل تتعلق بالعرق، وأو لموقفهم من فلسطين". وختم بقوله إن "الرسالة من وراء ذلك واضحة: نحن لا نهتم بكم، أو بقضاياكم".

كتب الموقعون خمس رسائل  إلى ستارمر، تطالبه بالتدخل، لكنه لم يرد

وتتضمن الرسائل أيضاً اتهامات لقيادة الحزب، باستهداف الموظفين الذين يسهلون الحوار حول فلسطين. كما أنها تعرب عن قلقها الشديد مما نقل عن موقف ستارمر من النائب البريطاني ستيفن كينوك حين حاول الأخير إثارة موضوع المحاسبة وفق القانون الدولي، لسياسة الاستيطان الإسرائيلية. ورأى الموقعون أن الحزب يهمشهم، لأنه يعتبر الأقليات في بريطانيا تقف "تحصيل حاصل" مع حزبه. ورأى عمر مفيد، سكرتير المجموعة العربية في الحزب، أنه "وجه آخر من تبلور قضايا العنصرية التي واجهها حزب العمال خلال العام الماضي، مع شعور الكثير من الأقليات بالتهميش".

من جهته، قال متحدث باسم الحزب للصحيفة، إن "حزب العمال هو حزب فخور بمحاربة العنصرية"، وأن أي حكومة بقيادة الحزب "ستكون ملتزمة بالتصدي للعنصرية الممنهجة وتمرير قانون للمساواة العرقية"، و"سنستمر بالتواصل مع ممثلين عن فلسطين وإسرائيل ونعلي الصوت ضد أي انتهاكات لحقوق الإنسان وللقانون الدولي".