فلسطينيون من إسبانيا وبلجيكا يناقشون التحضير لعقد "المؤتمر الوطني"

23 يونيو 2024
+ الخط -
اظهر الملخص
- في مبادرة تاريخية، شخصيات فلسطينية من إسبانيا وبلجيكا اجتمعت عبر "زووم" للتحضير للمؤتمر الوطني الفلسطيني بهدف معالجة الانقسام السياسي وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل قيادة موحدة.
- النداء الموقع يدعو لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وإقامة قيادة وطنية موحدة، معتبراً هذه المبادرة ثمرة جهود نخب فلسطينية ناشطة على مر السنين.
- تمت مناقشة دمج الحركات الطلابية والمنظمات الشبابية في الكيان الوطني الجديد، مع التأكيد على دور الشباب والدعم الواسع للمبادرة من أكثر من 1300 شخصية من حوالي 45 دولة.

عقدت شخصيات فلسطينية مقيمة في إسبانيا وبلجيكا اجتماعاً أول أمس الجمعة عبر برنامج مؤتمرات الفيديو "زووم"، للتحضير للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، الذي يهدف إلى معالجة حالة الانقسام السياسي وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وتشكيل قيادة فلسطينية موحّدة ترقى إلى تحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وتكون قادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية لما يسمّى "اليوم التالي" لحرب الإبادة في قطاع غزّة.

افتتح اللقاء الكاتب والصحافي الفلسطيني أحمد فراسيني من بلجيكا، وقال إنّ "النداء" الذي وقّع عليه المجتمعون، ومئات من الشخصيات والفاعليات الفلسطينية في الوطن والشتات، ودعا إلى إعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، وإقامة قيادة وطنية موحدة، "نتيجة جهد تراكمي لمبادرات ومحاولات عديدة أطلقتها نخب فلسطينية ناشطة في السنوات الماضية للوصول إلى مؤتمر وطني يلبي طموحات الفلسطينيين داخل وطنهم وخارجه". وأضاف أنه "على الرغم من أنّ الكثير من هذه المحاولات فشلت أو أُفشلت، فإنّ آمالاً كبيرة معلّقة على هذه المبادرة، نظراً إلى الظروف الراهنة والضرورة الملحّة لها".

وتحدّث الناشط الفلسطيني سيف أبو كشك من إسبانيا، مشدّداً على أهمية تفعيل دور النشطاء في المناطق المختلفة لدعم القضية الفلسطينية ومناهضة الاحتلال. وقال: "ننتظر مبادرة كهذه منذ فترة طويلة، حيث إننا بحاجة إلى رؤية استراتيجية شاملة تلبّي طموحات الفلسطينيين بالتحرّر". وشدد على أن منظمة التحرير ليست ملكًا لأي جهة، بل هي ملك للشعب الفلسطيني، وتتحقق إعادة بنائها بالعمل الجماهيري المشترك بهدف تحقيق مشروع التحرّر.

وتحدث عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الكاتب والناشط الفلسطيني، معين الطاهر، عن مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني. وركز على أهمية إعادة بناء منظمة التحرير، موضحاً أنّ ذلك "يعني إنشاء منظمة ديمقراطية وتمثيلية لجميع الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها، تضم نخباً من مختلف الأطياف الفكرية والأيديولوجية والسياسية، وتستقطب نشطاء ومثقفين ومنظمات جماهيرية تمثل جميع فئات الشعب". وأكد أن لهذه المنظمة برنامجاً نضالياً للتحرّر من الاستعمار يرتكز على دحر الاحتلال، وحق العودة، وحق تقرير المصير، ويعتمد على ثوابت الشعب الفلسطيني.

وأضاف الطاهر أنّ هذه المبادرة مستدامة، "تهدف إلى إنشاء هيئات ولجان ومؤسّسات مهمتها الرئيسية إعادة بناء منظمة التحرير، ومتابعة الحراك والنضال ضد الأبارتهايد الإسرائيلي، وتنفيذ برامج إغاثية في غزّة، في قطاعات التعليم والصحة وإعادة البناء والإعمار والتكافل الاجتماعي".

وأشار عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أحمد غنيم، إلى الاجتماع التحضيري الذي عقد في رام الله، مسلّطاً الضوء على التحدّيات التي واجهها القائمون على المبادرة من أجل عقده. وشدّد على الحاجة الماسّة للفلسطينيين، داخل فلسطين وخارجها، إلى العمل الجماعي المشترك، مؤكّداً أن هذا التعاون هو السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنية، وتجاوز العقبات التي تعترض طريقهم.

وقد ناقش المجتمعون الكيفية التي يمكن بها دمج الحركات الطلابية والمنظمات الشبابية في أي كيان فلسطيني وطني قيد التشكل، مثل المؤتمر الوطني الفلسطيني، والدور المتوقّع من الشباب في هذا المؤتمر. وتطرّقوا إلى كيفية تمكين الشباب من العمل بوجود العوائق والحواجز أمام عملهم، وكيف يمكن للمؤتمر أن يوفر للشباب فرصة للتغيير وتجاوز هذه العراقيل.

ونوقشت في الاجتماع آليات إعادة بناء منظمة التحرير وجمع الجاليات الفلسطينية في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى خطط العمل للقائمين على هذه المبادرة لتحقيق تلك الأهداف. وناقش الحاضرون أيضاً كيف يمكن أن تكون طبيعة الموقّعين على المبادرة مكسباً للمؤتمر الوطني، وكيف يمكن استغلال مشاركة هذه النخب الفلسطينية في عمله. وشدّد المجتمعون على ألا تقتصر هذه المبادرة على أنها مجرد نداء، بل صوت فلسطيني قوي لمواجهة المخاطر المقبلة. ونوقشت كذلك آليات عمل المؤتمر في العالم والمجتمع الأوروبي ودعمه للطلبة والجامعات.

وكانت مبادرة المؤتمر الوطني الفلسطيني قد انبثقت من لجنة تحضيرية صاغت "نداءً" يدعو إلى عقد المؤتمر لتعزيز الوحدة الفلسطينية وإعادة بناء منظمة التحرير، صدر في فبراير/ شباط 2024 بعنوان "نداء من أجل قيادة فلسطينية موحّدة". وقد وقّع عليه أكثر من 1300 شخصية فلسطينية من حوالى 45 دولة، من مختلف القطاعات، مثل النشطاء، والمهنيين، والباحثين، والأكاديميين، والأساتذة، والفنانين، والكتّاب، والصحافيين، والشخصيات القانونية، وطلبة الجامعات، وبالإضافة إلى أسرى سابقين وسياسيين من خلفيات متنوّعة بصفاتهم الشخصية.

ويعقد الموقّعون على المبادرة من كل دولة اجتماعات أولية لتنسيق المواقف والترتيب للمشاركة في المؤتمر الوطني الفلسطيني، حيث عُقدت عدة اجتماعات تحضيرية في فلسطين المحتلة، وبريطانيا، ولبنان، وقطر، والكويت، ومن المقرّر عقد عدة لقاءات إضافية في الأسابيع المقبلة في دول أخرى. وتناقش الاجتماعات ورقة سياسية أعدّتها اللجنة التحضيرية في مايو/ أيار 2024، تحدّد سياق المؤتمر ورؤيته وأهدافه، حيث تُعرض خلال هذه اللقاءات وستُعرض أيضاً في المؤتمر الوطني الفلسطيني عند انعقاده قريباً.