أجبر عناصر الأمن التابعين لجامعة النجاح في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، الخميس، عددا من طلبة الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة "حماس"، على مغادرة الحرم الجامعي، وفض الاعتصام الذين شرعوا به في ساعة مبكرة من صباح الخميس احتجاجا على ملاحقتهم من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.
وأظهر مقطع مصور إخراج موظفي الأمن الجامعي طالبين على الأقل، أحدهما هو منسق الكتلة الإسلامية في الجامعة الطالب عبيدة يامين، ومعه زميله جعفر الأقرع، إلى خارج أسوار الجامعة وإغلاق بواباتها في وجههم.
وكان يامين قد لجأ للاعتصام داخل الحرم الجامعي بعد فشل محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في اعتقاله فجر الخميس، بعد أن داهمت منزله في قرية تل غربي نابلس، حيث لم يكن موجودا، فاعتقلت شقيقه وصادرت مركبتهم للضغط عليه لتسليم نفسه.
ونشر يامين عقب ذلك على صفحته في فايسبوك الخبر مستنكرا ما تعرض له، وقال: "في الوقت الذي يعاني منه شعبنا من اقتحامات واعتداءات المستوطنين، أجهزة السلطة اقتحمت منزلنا فجر اليوم لاختطافي، وشاءت الأقدار أن أكون خارج المنزل، وقامت باعتقال أخي سامي، ومصادرة سيارة العائلة للضغط عليّ لتسليم نفسي".
وتابع يامين: "أنا الآن موجود في جامعة النجاح، أطالب إدارة الجامعة بالضغط والتدخل لوقف ملاحقتي لأجل النشاط النقابي والخدماتي داخل الجامعة".
وعقب ذلك، أصدرت الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بيانا، وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، استنكرت ما قالت إنه "مواصلة أجهزة أمن السلطة حملتها الممنهجة على أبناء الكتلة الإسلامية، ونطالبها بالإفراج العاجل والفوري عن المختطفين لديها، وكف يدها عن ملاحقة الطلبة الجامعيين على خلفية العمل النقابي".
وأكدت الكتلة أن "اعتقال كوادر الكتلة الإسلامية هو محاولة فاشلة للنيل من عزيمتهم، وأن الاستهداف لن يثنينا عن مواصلة الطريق".
ورأت الكتلة أن "استمرار صمت إدارة جامعة النجاح تجاه ما يتعرض له طلبتها يعدّ تهديدًا حقيقيًا للمسيرة التعليمية التي بات يفقد فيها الطالب الأمن والأمان"، داعية كافة الكتل الطلابية ومكونات الجامعة لـ"الوقوف يداً واحدة أمام محاولات النيل من الحركة الطلابية، والتصدي للاعتقال السياسي"، على حد وصفها.
ممارسات "تعزيز الكراهية"
من جهته، قال رئيس لجنة الحريات في الضفة الغربية خليل عساف، في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن ممارسات السلطة غير قانونية وتعزز الكراهية"، ولفت إلى أن "الاعتقالات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان تتعاظم بالضفة الغربية، وهي مس خطير بالقيم الإنسانية وكرامة المواطن، كما أن ملاحقة النشطاء واعتقالهم ومحاكمتهم تجرى من دون وجود أي مبرر لذلك".
وأوضح أن الاعتقالات السياسية "تستهدف خاصة النشطاء وطلبة الجامعات في الضفة"، مشددا على أن "ما تقترفه أجهزة السلطة الفلسطينية يدمر الحالة الوطنية المجتمعية، ويظهرها كأنها جهاز رديف لإسرائيل وتابعة للاحتلال".