اندلعت اشتباكات عنيفة، صباح اليوم الثلاثاء، بين فصائل محلية مسلحة من محافظة السويداء ومجموعات من مليشيات "الفيلق الخامس" التابعة للنظام السوري وروسيا في منطقة القريا بريف السويداء الغربي جنوبي سورية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين فصائل محلية وفصيل "حركة رجال الكرامة" من جهة، ومجموعات تابعة لـ"الفيلق الخامس" من جهة أخرى على أطراف بلدة القريا.
ولم يتبين بعد وقوع أي قتلى من الطرفين، بحسب المصادر ذاتها التي رفضت الكشف عن هويتها، في وقت يقوم فيه كل طرف بحشد قواته واستقدام تعزيزات إلى المنطقة التي تشهد المعارك، منذ الصباح الباكر.
وقالت مصادر من السويداء، لـ"العربي الجديد"، إنّ الفصائل المحلية هاجمت مواقع لمليشيا من "الفيلق الخامس" التابعة لأحمد العودة، بهدف استعادة أراض كانت قد سيطرت عليها في وقت سابق، مشيرة إلى أنّ الاشتباكات أسفرت عن وقوع جرحى من فصائل السويداء.
وأكدت مصادر محلية من درعا، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاشتباكات وقعت إثر هجوم من فصائل السويداء على مواقع لـ"اللواء الثامن" الذي يقوده أحمد العودة؛ القيادي السابق في فصائل المعارضة المسلحة والحالي في "الفيلق الخامس" التابع للنظام والمدعوم من روسيا.
وأوضحت المصادر أنّ الاشتباكات استخدمت فيها أسلحة رشاشة ثقيلة فضلاً عن استخدام قواذف "أر بي جي" ما أثار مخاوف لدى المدنيين في المنطقة، مضيفة أنه تم إغلاق المدارس في بلدة القريا؛ تخوفاً من وقوع قصف متبادل أو تطور الاشتباكات إلى عمليات اقتحام وكرّ وفرّ.
وتعد بلدة القريا بالإضافة لمنطقة نمرة الواقعة جنوبها، بؤرة توتر مستمرة نتيجة وقوعها عند خط التماس بين الفصائل المحلية في السويداء ومجموعات "الفيلق الخامس" المتمركزة في محيط مدينة بصرى الشام التي تعد أيضاً معقل الفيلق في الريف الشرقي من درعا.
يذكر أنّ مسلحين من "الفيلق الخامس" هاجموا مواقع للفصائل المحلية في منطقة القريا في مارس/ آذار الماضي على خلفية عمليات خطف متبادلة بين الطرفين وأدت الاشتباكات لوقوع خسائر بشرية من الطرفين، فضلاً عن قيام "الفيلق" بالسيطرة على أراض في محيط القريا ورفع سواتر ترابية فيها.
وفي نهاية إبريل/ نيسان الماضي تجددت الاشتباكات بين الطرفين في المنطقة ذاتها، وبعد وقوع خسائر بشرية من الجانبين تدخلت الشرطة العسكرية الروسية لفض الاشتباك وحل النزاع إلا أنّ التوتر استمر في المنطقة.
وجاءت الاشتباكات حينها، وفق مصادر محلية، على خلفية عمليات خطف متبادلة وقعت سابقاً، وأشارت مصادر بأصابع الاتهام إلى عملاء تابعين للنظام يهدفون إلى إثارة الفتنة في المنطقة.
وبعد التدخل الروسي لحل الخلاف حينها، أعلن عدد من الشيوخ والوجهاء في بصرى الشام تشكيل لجنة للتفاوض مع أهالي السويداء وإنهاء الخلاف بين المحافظتين.
وأطلقت فصائل مدينة بصرى الشام في ذلك الوقت سراح مجموعة من مسلحي السويداء تم القبض عليهم خلال الاشتباكات بين الطرفين، بينما أفرج مسلحو السويداء عن الشيخ نواف شحادة الحريري من أهالي الصنمين وكان قد تم اختطافه في وقت سابق.