فريق إيراني في العراق للاطلاع على اتفاق إبعاد جماعات كردية معارضة عن الحدود

02 أكتوبر 2023
تحدث كنعاني في المؤتمر الصحافي أيضاً عن الاتفاق النووي وتطورات القوقاز (فرانس برس)
+ الخط -

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، أن موعد الاتفاقية الأمنية مع العراق، الخاصة بتفكيك معسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، شمالي العراق، حلّ في 19 من الشهر الماضي، مشيراً إلى أنه "حسب تقديراتنا فقد نفذت أجزاء من الاتفاقية ولم تنفذ أجزاء أخرى منها".

وكشف كنعاني عن إرسال إيران فريقا إلى العراق للاطلاع عن قرب على عملية تنفيذ الاتفاق الأمني مع بغداد وإعداد تقرير بشأن ذلك، وتابع أن الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان أكدتا التزامها بتنفيذ الاتفاق و"أعلنتا أن عددا كبيرا من المقار جرى إخلاؤها ونقلها إلى عمق العراق". 

وقبل أيام قليلة، كشفت مصادر عراقية في العاصمة بغداد، لـ"العربي الجديد"، عن زيارة مرتقبة للجنة أمنية عسكرية إيرانية إلى العراق للاطلاع على تنفيذ الاتفاق الأمني، الذي يقضي بتفكيك معسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة الموجودة في إقليم كردستان، شمالي العراق، بالقرب من الشريط الحدودي مع إيران.

ونهاية أغسطس/ آب الماضي، أعلنت كل من بغداد وطهران توقيع اتفاقية أمنية تقضي بتفكيك معسكرات المعارضة الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان على الحدود مع إيران.

وفي السياق، مع قرب حلول موعد انتهاء تنفيذ الاتفاق، زار مسؤولون عراقيون رفيعو المستوى طهران خلال الشهر الماضي، منهم وزير الخارجية فؤاد حسين، فيما وصل مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي إلى طهران، أمس الأحد، وأجرى مباحثات مع نظيره الإيراني علي أكبر أحمديان، الذي أكد خلال اللقاء ضرورة "تنفيذ الاتفاقية بشكل كامل ودقيق".

كنعاني: مستعدون للعودة إلى "النووي"

من جانب آخر، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن بلاده "على استعداد كامل للعودة إلى الاتفاق النووي"، رابطا ذلك باستعداد الطرفين الأميركي والأوروبي للعودة إلى الاتفاق. 

وأضاف كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن إيران "ملتزمة" بالتفاوض للعودة إلى الاتفاق النووي، قائلا إن المبادرة التي طرحها سلطان عمان هيثم بن طارق تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين طرفي الاتفاق للعودة إليه، وشدد على أن المبادرة العمانية "ليست اتفاقا جديدا ولا مشروعا جديدا"، مشيرا إلى أن "العملية الدبلوماسية وتبادل الرسائل مفتوحان ومستمران".

وكانت الولايات المتحدة وإيران قد توصلتا، في 11 أغسطس/ آب الماضي، عبر وساطة قطرية، إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين محتجزين لدى إيران مقابل الإفراج عن خمسة إيرانيين مسجونين في الولايات المتحدة، والإفراج عن 6 مليارات دولار هي أرصدة إيرانية مجمدة لدى كوريا الجنوبية، وعبرت الدوحة عقب ذلك عن مواصلتها المساعي للتوسط بين البلدين لإنجاز اتفاق نووي.

العلاقات الإيرانية السودانية

وعن تطورات العلاقات بين بلاده والسودان على خلفية القطيعة الدبلوماسية بينهما، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن "خطوات إيجابية" قد اتخذت في أعقاب لقاء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان مع نظيره السوداني علي الصادق في باكو على هامش اجتماعات مؤتمر دول عدم الانحياز. 

وأضاف كنعاني أن طهران "ترغب في استئناف العلاقات مع السودان، وقد شهدنا مواقف ووجهات نظر إيجابية" من الخرطوم، مشيرا إلى وجود "مبادرات إيجابية في هذا الصدد".

وأعرب المتحدث الإيراني عن أمله في وصول هذه المبادرات إلى نتيجة على طريق استئناف العلاقات الثنائية بين طهران والخرطوم. 

وعام 2016، قطعت السودان علاقاتها مع إيران في سياق قطيعة دبلوماسية عربية معها، على خلفية تعرض المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد الإيرانيتين لهجوم من قبل متظاهرين غاضبين على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر. 

تطورات جنوب القوقاز 

وبشأن التطورات في القوفاز على وقع العملية الخاطفة الأخيرة لأذربيجان لإعادة السيطرة على إقليم كاراباخ بالكامل، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن بلاده تدعم وحدة الأراضي الأذرية والأرمينية، معلنا دعم طهران عودة كاراباخ إلى سيطرة الحكومة الأذربيجانية. 

غير أن كنعاني حذر، في سياق مخاوف إيرانية بشأن تغييرات حدودية في هذه المنطقة، من "أي تغيير جيوبوليتيكي في الحدود" في المنطقة بين أذربيجان وأرمينيا. 

وفيما وصل مستشار الأمن القومي الأرميني أرمين كريكوريان، أمس الأحد، إلى طهران لإجراء مباحثات مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن التطورات والتحركات العسكرية الأخيرة في المنطقة و"توظيف إمكانيات الجوار لعقد سلام بين أرمينيا وأذربيجان كانت من ضمن أجندة المباحثات" مع الضيف الأرميني. 

وأكد كنعاني ضرورة تسوية النزاع والخلافات بين أرمينيا وأذربيجان "عبر الحوار وبعيدا عن التدخلات الأجنبية".

يشار إلى أنه ثمة مخاوف إيرانية زادت أخيرا في ظل التطورات العسكرية الأخيرة في منطقة القوقاز من وجود مخطط أذري وتركي، بدعم إسرائيلي، لإحداث تغييرات جيو ـ سياسية في منطقة القوقاز، عبر إنهاء حدودها مع أرمينيا، وذلك من خلال السيطرة على الشريط الحدودي الممتد من جمهورية نخجوان إلى الأراضي الأذرية، والذي يشكل الحدود الإيرانية الأرمينية في محافظة سيونيك الأرمينية، وذلك بغية ربط تركيا بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.

المساهمون