فرنسا تستعد لإجراء انتخابات تشريعية بعد مكاسب اليمين المتطرف في تصويت البرلمان الأوروبي

10 يونيو 2024
رد فعل على دعوة ماكرون لإجراء انتخابات تشريعية، 9 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فرنسا تستعد لانتخابات تشريعية مبكرة بدعوة من الرئيس ماكرون عقب خسارة حزبه أمام حزب التجمع الوطني اليميني، مما قد يعزز من موقف اليمين المتطرف ويقلص من سلطات ماكرون.
- الانتخابات مقررة في 30 يونيو ويوليو، بالتزامن مع الألعاب الأولمبية في باريس، حيث يسعى ماكرون لاستعادة زمام المبادرة وإجبار حزب التجمع الوطني على خوض الانتخابات مبكرًا.
- الكرملين يعبر عن اهتمامه بالتطورات السياسية في فرنسا وصعود الأحزاب اليمينية المتطرفة، مشيرًا إلى التوترات بين فرنسا وروسيا وأهمية التحولات السياسية في فرنسا للعلاقات الدولية.

بدأت فرنسا، اليوم الاثنين، الاستعداد لانتخابات تشريعية بعد أن دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مفاجئة عقب خسارة فادحة في تصويت البرلمان الأوروبي أمام حزب يميني متطرف تنتمي له مارين لوبان. ويمكن أن يسلم قرار ماكرون غير المتوقع، والذي يصل إلى حد المخاطرة بمستقبله السياسي، سلطة سياسية كبيرة لليمين المتطرف بعد البقاء على هامش المشهد السياسي لسنوات وقد يقلص سلطاته قبل ثلاث سنوات من موعد انتهاء ولايته الرئاسية.

ومن المقرر عقد المرحلة الأولى من الانتخابات التشريعية في 30 يونيو/ حزيران الحالي، أي قبل أقل من شهر من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وتعقد الجولة الثانية في يوليو/ تموز المقبل. ويقول محللون إن قرار ماكرون يهدف إلى الاستفادة القصوى من موقفه الضعيف واستعادة زمام المبادرة وإجبار حزب التجمع الوطني الذي تنتمي له لوبان على خوض الانتخابات بأسرع مما كان يود.

جوردان بارديلا مرشح لمنصب رئيس الوزراء

وصرح نائب رئيس حزب التجمع الوطني، سيباستيان تشينو، لراديو "آر.تي.إل" عن الانتخابات التشريعية الفرنسية قائلاً: "لم نعتقد أنها ستكون مباشرة بعد الانتخابات الأوروبية، حتى لو أردنا ذلك... الانتخابات نادراً ما تكون هدية وفي هذا السياق، فهي ليست كذلك". ودعا تشينو المشرعين اليمينيين من خارج حزب التجمع الوطني إلى حشد صفوفهم في معركتهم للتغلب على ماكرون. وقال إن رئيس الحزب جوردان بارديلا البالغ من العمر 28 عاما سيكون مرشح الحزب لمنصب رئيس الوزراء، مضيفا: "انتخب جوردان بارديلا نائبا أوروبيا، وهو حصل بالتالي على المباركة الشعبية.. إنه مرشحنا لرئاسة الوزراء".

وتمكن التجمع الوطني بقيادة بارديلا من الفوز بنحو 32% من التصويت على اختيار أعضاء البرلمان الأوروبي الذي جرى أمس الأحد، وهو ما يزيد بأكثر من المثل عما حققه حزب ماكرون بنسبة 15% وذلك وفقا للنتائج المستخلصة من استطلاع آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع. وجاء الاشتراكيون بعد ماكرون بفارق ضئيل وحققوا 14%.

وقال ماكرون اليوم الاثنين على وسيلة للتواصل الاجتماعي "أثق في قدرة الشعب الفرنسي على اختيار الأفضل له وللأجيال القادمة... طموحي الوحيد هو أن أكون مفيدا لبلدنا الذي أحبه كثيرا".

وكان ماكرون قد اعتبر أن نتيجة الانتخابات الأوروبية "ليست جيدة للأحزاب التي تدافع عن أوروبا". وتابع قائلاً إن "صعود القوميين والديماغوجيين يشكل خطراً على أمتنا وأيضاً على أوروبا وعلى مكانة فرنسا في أوروبا وفي العالم". وكان جوردان بارديلا قد أعلن بالفعل أنه سيطالب بحل الجمعية الوطنية بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تقدمه قبل الانتخابات، وطالب بذلك مجدداً مساء الأحد، واصفاً ماكرون بـ"الرئيس الضعيف".

الكرملين "يتابع بانتباه" تقدم اليمين المتطرف في فرنسا وأوروبا

وأكد الكرملين، اليوم الاثنين، أنه يتابع "بانتباه" صعود أحزاب اليمين المتطرف التي تعتبر عموماً أكثر تأييداً لروسيا، في أوروبا وفرنسا بعد انتخابات البرلمان الأوروبي.

ورأى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن "الغالبية (في البرلمان الأوروبي) ستكون مؤيدة لأوروبا ومؤيدة لأوكرانيا... لكن يمكننا أن نرى ديناميكية الأحزاب اليمينية التي تزداد شعبية". وتابع "يبدو أنه مع الوقت، ستقترب أحزاب اليمين كثيراً من (الأحزاب المؤيدة لأوروبا) ونتابع هذا المنحى بانتباه".

وأمّا في ما يخص فرنسا حيث دعا الرئيس إيمانويل ماكرون إلى انتخابات تشريعية مبكرة بفعل تصدر التجمع الوطني اليميني المتطرف النتائج، فقد أكد بيسكوف أنه لا يود "التدخل في الشؤون الداخلية" لهذا البلد، لكنه أشار إلى أن موسكو تتابع الوضع من كثب، ولا سيما أن ماكرون بات من أشد منتقدي الكرملين بسبب اجتياح أوكرانيا. وقال بيسكوف "سنتابع كل ذلك بانتباه، خصوصاً أننا نواجه موقفاً غير ودي إطلاقاً، بل معادياً من القادة الفرنسيين تجاه بلادنا".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)