فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين للانتخابات التشريعية

17 يونيو 2024
اليمينية ماري لوبان واليساري ميلونشون، فرنسا 16 يونيو 2024 (جويل ساجيت/فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- فرنسا تستعد لانتخابات تشريعية مبكرة بعد حل الجمعية الوطنية من قبل الرئيس ماكرون، مع توقعات بتقدم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف استنادًا لنتائجه السابقة، وسط ارتباك وتسرع الأحزاب في تقديم مرشحيها.
- مظاهرات ضد اليمين المتطرف تجمع 250 ألف شخص، بمشاركة شخصيات بارزة مثل كيليان مبابي، وتحركات اليمين واليسار لتوضيح مواقفهما، بما في ذلك تحالفات محتملة لحزب التجمع الوطني.
- اليسار يسعى لتوحيد صفوفه عبر تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة لمواجهة اليمين المتطرف، مع تركيز النقاش على القضايا الاقتصادية والقدرة الشرائية، وتعتبر الانتخابات المقبلة استفتاءً على مستقبل فرنسا.

بعد أسبوع على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون المفاجئ بحل الجمعية الوطنية، تبدأ فرنسا رسمياً غداً الاثنين حملتها للانتخابات التشريعية المبكرة استناداً إلى اللوائح النهائية للمرشحين التي توصلت إليها الأحزاب وتحالفات تم تشكيلها على عجل.

وبعد المفاجأة التي حدثت الأحد الماضي بإعلان ماكرون، كان أمام الأحزاب مهلة حتى يوم الأحد لتقديم مرشحيهم في 577 دائرة انتخابية فرنسية. ومن المقرر إجراء التصويت الذي يُعتبر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الأوفر حظاً للفوز فيه بعد حصوله على 31.4 بالمائة من الأصوات في الانتخابات الأوروبية، التي جرت في 30 حزيران/يونيو.

وشهدت فرنسا خروج نحو 250 ألف شخص (640 ألفاً بحسب الكونفدرالية العامة للعمل سي جي تي) معارضين لوصول اليمين المتطرف إلى السلطة ما حمل الطبقة السياسية على إجراء مفاوضات مكثفة. وأظهر نجم المنتخب الفرنسي لكرة القدم وقائده، كيليان مبابي، موقفاً واضحاً، يوم الأحد، حيال الانتخابات التشريعية المفصلية المقبلة في البلاد بقوله إنه "ضد التطرف والأفكار المثيرة للانقسام"، مضيفاً: "نرى أن المتطرفين باتوا على أبواب السلطة ولدينا الفرصة لاختيار مستقبل بلادنا".

وبعد أسبوع من الارتباك، يُفترض أن تتيح قائمة المرشحين للناخبين رؤية أوضح بالنسبة لليمين ومعرفة من في صفوف الجمهوريين (يمين) سينضم إلى الأغلبية الرئاسية أو حزب التجمع الوطني. وأعلن زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاماً)، الذي اعتبره الرئيس السابق نيكولا ساركوزي "عديم الخبرة" لتولي منصب رئيس الوزراء، أنه سيكون هناك "مرشح مشترك" مع اليمين "في 70 دائرة انتخابية"، كما أكد اليوم الأحد رغبته في خصخصة قطاع الإعلام المرئي والمسموع العام "على المدى الطويل" في حال وصول حزبه إلى السلطة. وأعلنت ماري كارولين لوبان شقيقة زعيمة نواب التجمع الوطني مارين لوبان، الأحد، ترشحها.

اليسار وانتخابات فرنسا

أما بالنسبة إلى اليسار، فإن العرض معروف منذ تشكيل الجبهة الشعبية الجديدة على عجل، وهو تحالف يضم فيليب بوتو المناهض للرأسمالية وحتى رئيس الجمهورية السابق فرنسوا هولاند الذي تمكن خلال أيام قليلة من الاتفاق على برنامج وترشيحات. ونال هذا التحالف أيضاً دعم رئيس الوزراء الاشتراكي السابق ليونيل جوسبان (1997-2002) الذي رأى فيه "الحصن" الوحيد القادر على احتواء التجمع الوطني، لكن لا يزال يتعين على هذا التحالف أن يقنع بأنه قادر على مقاومة عدم تجانس مكوناته.

وتتهم القوة المهيمنة في اليسار "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) بالقيام "بالتطهير" عبر رفضها إعادة نواب انتقدوا نهج رئيس الحزب جان لوك ميلانشون، الشخصية المثيرة للانقسام والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية، وقال زعيم اليسار المتشدد إن "الترشيحات لمدى الحياة غير موجودة" وبدا متصالحاً مع نفسه بشأن ترشحه لمنصب رئيس الوزراء وهو ما لا يريده كثر، وأضاف لشبكة فرانس 3 "إذا كنتم تعتقدون أنه يجب ألا أكون رئيساً للوزراء، فلن أكون".

وأثار ترشيح آخر لمقرب من جان لوك ميلانشون هو أدريان كاتنانس، النائب المنتهية ولايته عن الشمال والذي حُكم عليه في 2022 بالسجن لأربعة أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة العنف الأسري، استغراب شركاء اليسار الراديكالي، وأعلن أدريان كاتنانس اليوم الأحد سحب ترشيحه.

وفي معسكر إيمانويل ماكرون، بعد الهزيمة في الانتخابات الأوروبية التي شهدت تقدم حزب التجمع الوطني بفارق كبير ومفاجأة حل الجمعية الوطنية، هناك محاولات لإعادة التعبئة بقيادة رئيس الوزراء غابرييل أتال.

وبشأن القدرة الشرائية، والتي هي الهم الأول للفرنسيين، وعد أتال أمس السبت بإجراءات عدة في حال الفوز مثل تخفيض فواتير الكهرباء بنسبة 15 بالمائة "اعتباراً من الشتاء المقبل" أو زيادة مبلغ المكافأة المعروفة باسم "ماكرون" الذي يمكن للشركات أن تدفعه لموظفيها. وحذر وزير الاقتصاد برونو لومير، يوم الأحد، من رفع الحد الأدنى الشهري للأجور إلى 1600 يورو صافٍ كما يقترح اليسار والذي سيؤدي بحسب قوله إلى "بطالة بأعداد كبرى".

من جهة اليسار، وبعد أسبوع شهد تطورات إثر الخيار الفردي لرئيسه إريك سيوتي بالتحالف مع حزب التجمع الوطني، يحاول الحزب قدر المستطاع الحفاظ على خط مستقل عن السلطة التنفيذية وكذلك اليمين المتطرف، وفي نيس رشح حزب الجمهوريين مرشحاً ضد إيريك سيوتي.

وبحسب استطلاع أجراه "إيلاب" لشبكة "بي إف إم تي في" وصحيفة "لا تريبون"، اليوم الأحد، فإن واحداً من كل ثلاثة فرنسيين يرغب في فوز حزب التجمع الوطني، وواحداً من أربعة يرغب بفوز تحالف اليسار وواحداً من خمسة يأمل بفوز حزب النهضة.

(فرانس برس)