"فاغنر" ستواصل عملياتها في مالي وأفريقيا الوسطى رغم تمردها في روسيا

26 يونيو 2023
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (ألكسندر زيمليانيتشينكو/فرانس برس)
+ الخط -

مع التطورات الأخيرة في روسيا عادت العلاقة بين الكرملين ومجموعة فاغنر إلى الواجهة، لا سيما مع اعتماد الكرملين على هذه المجموعة لمد نفوذه في أماكن عدة في العالم، ولا سيما أفريقيا، حيث تتنافس روسيا مع أوروبا والولايات المتحدة على موارد القارة السمراء.

وفي هذا الاتجاه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الاثنين، أن مجموعة فاغنر ستواصل عملياتها في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وشدّد على أن تمرّد قائدها، يفغيني بريغوجين، لن يؤثر على علاقات موسكو بحلفائها.

وقال لافروف في مقابلة أجرتها معه قناة "آر تي" الروسية إن عناصر فاغنر "يعملون هناك بصفة مدربين، بالطبع سيتواصل هذا العمل"، بحسب "فرانس برس".

واعتبر لافروف أن أوروبا وفرنسا "بتخلّيهما عن جمهورية إفريقيا الوسطى ومالي" دفعتا بهذين البلدين إلى الانفتاح على روسيا ومجموعة فاغنر للحصول منها على مدربين عسكريين و"ضمان أمن قادتهما".

ويعتبر الغربيون مجموعة فاغنر أداة للنفوذ الروسي، هدفها خدمة مصالح موسكو ومنافسة مصالح الأوروبيين، وفاغنر متهمة أيضاً بارتكاب تجاوزات في مناطق انتشارها، وبالاستيلاء على الموارد الطبيعية.

من جهة أخرى، اعتبر لافروف أن التمرّد المسلّح لقائد فاغنر ورجاله المنتشرين في أوكرانيا لن يغيّر شيئاً في العلاقات بين روسيا وحلفائها، وقال "يتلقى الرئيس بوتين اتصالات من (شركاء أجانب) عدة للتعبير عن تأييدهم".

خريطة انتشار "فاغنر" في أفريقيا

وتنتشر "فاغنر" بشكل علني في ليبيا والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي ومدغشقر وموزمبيق، وكذلك في سورية، غير أن انتشار عناصرها في بوركينا فاسو وغينيا وغينيا بيساو والكونغو الديمقراطية وأنغولا وزيمبابوي وتشاد، يبقى غير مؤكد.

وتنتشر المجموعة أيضاً في دارفور في السودان، حيث "تحمي" مناجم الذهب، بموجب اتفاق أتمّته مع الرئيس المخلوع عمر البشير، وبالتعاون مع قائد "وحدات الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ومنذ تفجر الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع في 15 إبريل/نيسان الماضي، انتشرت أنباء عن مشاركة "فاغنر" في الحرب إلى جانب حميدتي.

أما في جمهورية أفريقيا الوسطى، الغنية بالذهب والأخشاب الاستوائية الثمينة، فقد دعمت "فاغنر" جيش البلد في مواجهة المتمردين، خصوصاً بعد أن كادت العاصمة بانغي تسقط أمام مقاتلي "الاتحاد من أجل السلام" في مطلع يناير/كانون الثاني 2021. وهو ما أكسبها مزيداً من النفوذ في هذا البلد.

وفي مدغشقر، باتت "فاغنر" حارسة للنظام الذي يعاني من التوترات بشكل شبه دائم، أما موزمبيق، التي شهدت تمرداً لمجموعة مقرّبة من "حركة الشباب" الصومالية، فلجأت إلى "فاغنر" التي وضعت حداً للمسلحين، وباشرت الاستثمار في البلاد التي تمتلك موارد ضخمة غير مستغلة من الغاز الطبيعي المسال والمعادن النفيسة مثل الذهب والألماس. 

وفي مالي سيطرت المجموعة، وفق اتفاقيات، على مناجم ذهب وألماس وغيرها، استناداً إلى مجموعة عوامل، أبرزها الغضب الشعبي من الفرنسيين، الذين لم يتمكنوا من القضاء على المجموعات المسلحة في البلاد، فضلاً عن كون فرنسا المستعمرة السابقة لمالي.

وفي تقرير لموقع "ذا كونفرسايشن"، فإن استعانة الحكام الأفارقة بـ"فاغنر"، تحصل بسبب مرونتها في نشر عناصرها، وأسلحتها الحديثة، وجرأتها في القتال، ذلك لأن القوى البديلة لضرب المسلحين في البلدان الأفريقية تبقى مقيّدة بعوامل عدة، فبعثات الأمم المتحدة تفتقر للصلاحيات النافذة، وبعثات الاتحاد الأفريقي تفتقر للسلاح، بينما يوحي وجود قوات أوروبية بماضٍ استعماري مليء بالقمع.

المساهمون