أثارت تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، التي أدلى بها، أمس الجمعة، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومفادها بأنّ جماعات متطرفة مثل "داعش" و"القاعدة" و"حركة طالبان الباكستانية" و"حركة أوزبكستان" وغيرها لا تزال نشطة في أفغانستان، ردود أفعال غاضبة في الأخيرة، على المستويين الحكومي والشعبي.
وقال وزير الخارجية الأفغاني الملا أمير خان متقي، في مؤتمر صحافي في كابول، إنّ "بعض الجهات المغرضة تسعى لأن تظهر للعالم أنّ أفغانستان ما تزال بؤرة الجماعات المسلحة وفيها مخابئ للجماعات الإرهابية"، مشدداً على أنّ تلك الاتهامات "لا أساس لها من الصحة".
كما أكد متقي أنّ حكومة "طالبان" تعهدت، من خلال اتفاق الدوحة، الموقّع في 29 فبراير/شباط 2020، أن "لا تسمح لأي جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضد أي دولة، وهي لن تسمح لأي جماعة مسلحة بأن تنشط في أفغانستان".
ومع أنّ متقي لم يذكر اسم دولة أو جهة ما، إلا أنّ تصريحاته كانت تشير ضمناً إلى تصريحات رئيس الوزراء الباكستاني.
لاحقاً، أصدرت الخارجية الأفغانية أيضاً بياناً نددت فيه بما وصفته "محاولة بعض الجهات لأن تقول للعالم إنّ أفغانستان ما تزال بؤرة الإرهاب"، وصرّحت الخارجية، دون ذكر اسم أي دولة، بأنّ "ما قيل في الجمعية العامة بخصوص وجود الجماعات المسلحة ليس إلا زعماً وكذباً لا أساس له من الصحة".
كما شددت الخارجية الأفغانية على أنّ "الأمم المتحدة لو سمحت لمندوبي (طالبان) بأن يشاركوا في الجمعية؛ حينها كان بإمكان الحكومة الأفغانية أن تبرز موقفها حيال القضية".
من جانبه، شجب الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، في بيان، ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني، وقال إنّ ما "قاله شهباز شريف غير صحيح، وبعيد عن الواقع"، مؤكداً أنّ "السنوات الماضية قد أثبتت أنّ الواقع عكس ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني، إذ إنّ بلاده تحتضن الجماعات الإرهابية وتمولها وتساندها، بينما أفغانستان ضحية لما تقوم به هي"، داعياً باكستان إلى "ترك ما تقوم به من ترويج ادعاءات لا أساس لها من الصحة، كي يعيش البلدان في جو من الأمن والاستقرار".
من جانبه، قال القيادي السابق في "طالبان"، وسفيرها في باكستان خلال التسعينيات، الملا عبد السلام ضعيف، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إنّ "ما قاله رئيس الوزراء الباكستاني من كذب في الجمعية العامة إنما هو في الأصل بوادر لمؤامرة جديدة أطلقتها باكستان".
ودعا ضعيف "طالبان" إلى التريث والحذر والتصدي لما وصفها بـ"المؤامرة الجديدة"، مشدداً على أنّ "أفغانستان عليها أن تتعظ من الماضي وألا تبقى دوماً في حسن الظن إزاء ما تقوم به إسلام أباد، لأن نتائج ذلك ستكون وخيمة".
كما حظيت تصريحات شهباز شريف باهتمام واسع من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن إعلاميين ونشطاء في أفغانستان، إذ كتب الإعلامي جاويد هميم كاكر، على صفحته في "فيسبوك"، أنّ ما قاله شريف هو "محاولة للحصول على حرب بالإيجار من أجل الخروج من المأزق الاقتصادي"، معتبراً أنّ باكستان "تؤلّب المجتمع الدولي ضد طالبان وتريد بذلك شنّ حرب جديدة في أفغانستان تكون هي المستفيدة منها".
كما قال الناشط والإعلامي حنان حبيبزي، على "فيسبوك" أيضاً، إنّ "تصريحات شهباز شريف محاولة لإعاقة مساعي طالبان من أجل الحصول على الاعتراف الدولي"، داعياً حكومة "طالبان" إلى طرد السفير الباكستاني.