شنّ مسؤولون إسرائيليون هجوماً حادّاً على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد أن قال وهو يقف إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز في برلين، إن إسرائيل ارتكبت 50 هولوكوست ضد الفلسطينيين، ما دفع عباس إلى إصدار بيان توضيحي حول تصريحاته.
وقال عباس للصحافيين إن إسرائيل ارتكبت "50 مذبحة، 50 هولوكوست، وإلى الآن كل يوم عندنا قتلى". وردّت إسرائيل بغضب على هذه التصريحات.
ضجة كبيرة في إعلام العدو ومسؤوليه وعلى رأسهم رئيس الوزراء لبيد بعد أن اتهم #محمود_عباس #ابو_مازن #اسرائيل بارتكاب "50 محرقة". ووما وصفوه التزم الصمت من المستشار الألماني بعد حديثه هذا. pic.twitter.com/TEPs3Kdp2x
— سعيد بشارات Saaed Bsharat (@saaed_bsharat) August 17, 2022
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يئير لبيد في تغريدة على "تويتر": "اتهام محمود عباس لإسرائيل بارتكاب (50 محرقة) أثناء وقوفه على التراب الألماني ليس عارا أخلاقيا فحسب، بل كذبة وحشية".
وأضاف بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول": "قُتل ستة ملايين يهودي في الهولوكوست (إبان الحرب العالمية الثانية)، من بينهم مليون ونصف مليون طفل يهودي". وتابع لبيد بلهجة غير مسبوقة: "التاريخ لن يغفر له أبدا".
أما وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس فقال في تغريدة على "تويتر": "كلام أبو مازن حقير وكاذب ومحاولة لتشويه التاريخ وإعادة كتابته".
وأضاف بحسب ما نقلت ذات الوكالة: "المقارنة المؤسفة التي لا أساس لها من الصحة بين المحرقة التي قام بها الألمان ومساعدوهم في محاولة لإبادة الشعب اليهودي، وبين الجيش الإسرائيلي الذي يحمي صمود إسرائيل في أرضها ومواطني إسرائيل وسيادتها ضد الإرهاب الوحشي هي إنكار للهولوكوست"، بحسب زعمه.
وتابع: "يُتوقع من الذين يسعون إلى السلام أن يعترفوا بجرائم الماضي، وألا يشوهوا الواقع ويعيدوا كتابة التاريخ".
ومن جهته، اعتبر وزير المالية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أن عباس "مُنكر للهولوكوست وعدو لدود لدولة إسرائيل". وقال في تغريدة على "تويتر": "أبو مازن، حصل على الدكتوراه في موسكو عن إنكار المحرقة، وقدم شكاوى إلى محكمة الجنايات في لاهاي، واتهم جنود الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
وأضاف ليبرمان: "أبو مازن، الذي رفض أمس إدانة مذبحة أولمبياد ميونخ وقتل الرياضيين قبل خمسين عاما، هو (إرهابي) متورط في الإرهاب السياسي، وبالتالي فهو أخطر من كل النشطاء (الإرهابيين) لحركة (حماس) أو (الجهاد الإسلامي)".
وتابع: "أطالب رئيس مجلس الوزراء ووزير الأمن بالتوقف عن إضفاء الشرعية عليه والالتقاء به والتحدث معه"، بحسب ما نقلت "الأناضول".
ودعا إلى عدم الخشية من تهديدات عباس بوقف التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية ، مضيفا: "حتى أبو مازن يعرف أن التنسيق الأمني مهم لنفسه ليس أقل من إسرائيل، وإذا بقي الرجل على قيد الحياة حتى يومنا هذا ولم يتم القضاء عليه من قبل المنظمات (الإرهابية) المنافسة، فيعود الفضل في ذلك فقط إلى التنسيق الأمني".
ألمانيا تستدعي الممثل الفلسطيني في برلين.. وشولتز يدين تصريحات عباس
إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارية استدعت اليوم الأربعاء، رئيس البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في برلين للاحتجاج على تصريحاته بشأن المحرقة.
وأضاف المتحدث في مؤتمر صحافي دوري في برلين ونقلته "رويترز": "من الواضح بالنسبة لنا، الحكومة والمستشار، أن الاضطهاد والقتل الممنهج لستة ملايين يهودي أوروبي جريمة لا مثيل لها ضد الإنسانية".
من جانبه، قال المستشار الألماني أولاف شولتز على "تويتر": إنه مستاء من تصريحات عباس، معربًا عن إدانته أي محاولة لإنكار الهولوكوست.
I am disgusted by the outrageous remarks made by Palestinian President Mahmoud #Abbas. For us Germans in particular, any relativization of the singularity of the Holocaust is intolerable and unacceptable. I condemn any attempt to deny the crimes of the Holocaust.
— Bundeskanzler Olaf Scholz (@Bundeskanzler) August 17, 2022
عباس يصدر توضيحًا: لم أقصد إنكار خصوصية الهولوكوست
إلى ذلك، أصدر رئيس السلطة محمود عباس توضيحا حول تصريحاته، مؤكدًا أنه "لم يكن المقصود في إجابته إنكار خصوصية الهولوكوست، التي ارتكبت في القرن الماضي، فهو مدان بأشد العبارات".
وبحسب وكالة "وفا"، فإن عباس أكد أن المقصود بالجرائم التي تحدث عنها، هي "المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني منذ النكبة على أيدي القوات الإسرائيلية، وهي جرائم لم تتوقف حتى يومنا هذا".
من جهتها، أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أنه قبل خروج عباس بتوضيح صباح اليوم، وجه مكتب وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس رسالة صارمة له أكد فيها أن: "تصريحاته مرفوضة"، داعيًا إياه إلى التراجع عنها.