غزة وسورية على طاولة قمة الدول النامية في القاهرة

18 ديسمبر 2024
بزشكيان في طهران، 1 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستضيف القاهرة قمة الدول النامية الثماني (دي ـ 8) لمناقشة التعاون الاقتصادي، مع التركيز على الأوضاع في غزة وسوريا ومنطقتي الساحل والصحراء والقرن الأفريقي، وتشمل الدول الأعضاء مصر ونيجيريا وتركيا وباكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وماليزيا وإيران.
- تركز القمة على تعزيز التعاون الاقتصادي من خلال تخفيض الجمارك وزيادة التجارة في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة والصحة، وسط تحسن العلاقات بين مصر وإيران وتركيا.
- تأسست مجموعة الدول النامية الثماني عام 1997 لتعزيز التعاون بين الدول النامية، وتأتي مشاركة الرئيس الإيراني كأول زيارة لرئيس إيراني إلى مصر منذ 2013، مع تكثيف الاتصالات الدبلوماسية.

تستمد قمة الدول النامية الثماني للتعاون الاقتصادي (دي ـ 8) التي تستضيفها القاهرة غداً الخميس، أهمية خاصة في دورتها الحالية في ظل التطورات والأحداث التي يشهدها الإقليم، سواء على صعيد ملفي الأوضاع في قطاع غزة وسورية، أو التطورات المتلاحقة في منطقتي الساحل والصحراء، والقرن الأفريقي. وتضم المجموعة إلى جانب مصر كلاً من: نيجيريا، وتركيا، وباكستان، وبنغلاديش، وإندونيسيا، وماليزيا، وإيران. وحول ذلك، قالت مصادر دبلوماسية مصرية، لـ"العربي الجديد"، إن اجتماعات قمة الدول النامية ربما تشهد أول لقاء مباشر بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان، منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد وسيطرة المعارضة المدعومة من تركيا على الحكم في دمشق. وأضافت المصادر أن ملف الوضع في قطاع غزة سيحظى بحيز كبير من المباحثات على هامش القمة، ومن المقرر أن تُعقد مباحثات مصرية ـ إيرانية ـ تركية بشأن الوضع في غزة والجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، في ظل ما تملكه الدول الثلاث من نفوذ في هذا الملف.


عبد الرحمن صلاح: أعتقد أن هناك فرصة لتغيير الصورة في المنطقة

بزشكيان في قمة الدول النامية

يأتي ذلك في وقت وجّهت فيه القاهرة الدعوة للرئيس الفلسطيني محمود عباس للحضور إلى القاهرة لعقد مباحثات على هامش القمة. كما من المقرر أن يبحث الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في القاهرة، على هامش قمة الدول النامية مع المسؤولين المصريين آخر التطورات المتعلقة باتصالات غير مباشرة جرت أخيراً مع مسؤولين مستقبليين في إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بشأن الملف النووي الإيراني. وإلى جانب القضايا الإقليمية على هامش القمة، فإن الأجندة الرسمية تركز على ثلاثة ملفات رئيسية: تخفيض حجم الجمارك البينية بين الدول الثماني، وزيادة معدلات التجارة بينها، وتعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات متعددة. وقال مصدر دبلوماسي مصري مطلع على تحضيرات قمة الدول النامية لـ"العربي الجديد"، إن قادة الدول الثماني يرون أن الفرصة متاحة في الوقت الراهن لزيادة معدلات التجارة، خصوصاً في ظل التحسن الكبير في العلاقات بين مصر وإيران من جهة، ومصر وتركيا من جهة أخرى، بعد سنوات طويلة من الخلافات السياسية التي كانت تعطل مجموعة من الإجراءات على المستوى الاقتصادي.

وأوضح المصدر أن هناك اهتماماً مصرياً كبيراً بتطوير العلاقات مع نيجيريا وفتح مسارات جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي والعسكري، في ظل اهتمام مصر البالغ بتطورات الأوضاع في أفريقيا، وتحديداً في منطقة الساحل والصحراء. وأشار المصدر إلى أن القاهرة تتابع بشكل دقيق تحركات تنظيم القاعدة في منطقة الساحل والصحراء، خصوصاً بعد تراجع الدور الفرنسي، وكذلك محاولات إعادة بناء مجموعات فاغنر الروسية والتداعيات المحتملة لتحركات موسكو، التي باتت تهتم بالمنطقة بشكل متزايد وتنقل كثيراً من العتاد العسكري الذي كان موجوداً في سورية إلى أفريقيا. وقال السفير المصري السابق لدى أنقرة عبد الرحمن صلاح لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن هناك فرصة لتغيير الصورة في المنطقة، لكن هذا لن يحدث أبداً إذا استمرت إسرائيل في تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني أولاً في إنشاء دولته، وثانياً إذا استمرت في احتلال الأراضي السورية".


مصادر دبلوماسية مصرية: الاجتماعات ربما تشهد أول لقاء بين أردوغان وبزشكيان

تشاور حول سورية

ورأى المصدر أنه "بسبب انتقال النظام الدولي من نظام أحادي القطبية إلى آخر متعدد الأقطاب، أعتقد أن هناك مساحة متاحة للقوى الإقليمية الكبرى مثل مصر وتركيا والسعودية، بل وإيران، للقيام بدور فاعل. من الأفضل أن يتم التنسيق في هذا، وألا تكون المواجهات عسكرية. قمة الدول الثماني الإسلامية التي ستعقد في القاهرة تُعد فرصة جيدة جداً لتشاور مصر وتركيا وإيران حول مستقبل ليس فقط سورية ولكن مستقبل المنطقة وشكلها بأكملها، سواء ستكون ساحة للصراعات والحروب أم مجالًا لبناء السلام". وتتمحور أجندة القمة حول تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء، لا سيما في مجالات: الصناعة، والزراعة، والتجارة، والسياحة، والصحة، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات. وتعقد المجموعة قمتها مرة كل ثلاث سنوات، وكانت النسخة الأخيرة في بنغلاديش عام 2021، حيث أعربت الدول الثماني خلالها عن عزمها محاربة كل ما يهدد التنمية الاقتصادية وسلام وازدهار الدول الأعضاء، بما في ذلك الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، والطائفية، والتطرف. وتأسست المجموعة عام 1997 لتعزيز التعاون بين الدول النامية الممتدة من جنوب شرق آسيا إلى أفريقيا، والتي يزيد عدد سكانها على مليار نسمة، بما يمثل 14% من سكان العالم، فيما يبلغ ناتجها الإجمالي نحو خمسة تريليونات دولار.

وتهدف المجموعة إلى تحسين موقف الدول النامية في الاقتصاد العالمي لتكون نظيراً للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وتنويع وخلق فرص جديدة في العلاقات التجارية، وتعزيز المشاركة في صنع القرار على الصعيد الدولي. ويشارك بزشكيان في القمة، في أول زيارة لرئيس إيراني إلى مصر منذ عام 2013، على خلفية توتر العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، كثفت القاهرة وطهران اتصالاتهما الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، التي تؤدي فيها مصر دور الوسيط بالتعاون مع الولايات المتحدة وقطر.

المساهمون