غزة تودع شهداء انفجار العبوة في مواكِب جنائزية

14 سبتمبر 2023
حزن في غزة أثناء التشييع (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

شيع آلاف الفلسطينيين، اليوم الخميس، في مواكب جنائزية حاشِدة جثامين خمسة غزيين استشهدوا مساء أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة قربهم خلال تظاهرهم قرب موقع ملكة، شرقي مدينة غزة.

وانطلقت مسيرات تشييع الشهداء الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي، من مُجمع الشفاء الطبي، وصولًا إلى عدة مساجد لأداء صلاة الظهر والجنازة، على الشُهداء، ومن ثم تشييعهم إلى مثواهم الأخير، فيما لا تزال تُجري الطواقم الطبية تدخلاتها لعلاج 25 إصابة بجراح مختلفة.

وعمت جنازات التشييع مختلف مناطق مدينة غزة، ووسط القِطاع، إذ تم نقل جثمان الشهيد براء الزرد إلى مسجد المحطة، في حي التفاح، وجثمان الشهيد محمد قدوم إلى مسجد الإصلاح في حي الشجاعية، وجثمان الشهيد علي عياد إلى مسجد الإمام حسن البنا في حي الزيتون للصلاة عليهم، ومن ثم نقلهم إلى المقبرة، لمواراة جثامينهم الثرى.

وفي المنطقة الوسطى لقِطاع غزة، تم نقل جثمان الشهيد عبد الناصر نوفل إلى مسجد الشهداء، في مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وجثمان الشهيد رائد رمضان إلى المسجد الكبير في مخيم البريج، لأداء صلاة الجنازة عليهما، ومن ثم تشييعهما إلى مثواهما الأخير عقب انتهاء صلاة الظهر.

وعمّ الحُزن الممزوج بالغضب مختلف مناطق قِطاع غزة خلال تشييع جثامين الشهداء الخمسة، والذين ارتقوا عقب انتهاء تظاهرة جماهيرية دعت إليها فصائل المقاومة الفلسطينية في موقع ملكة، ضمن فعاليات إحياء الذكرى الـ18 للانسحاب الإسرائيلي من قِطاع غزة، ونصرة للأسرى الفلسطينيين الذين يتعرّضون لإجراءات قمعية وتعسفية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تشييع 5 شهداء في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وسبق تشييع جثامين الشهداء من المستشفيات إلى المساجد، نقلهم إلى منازل ذويهم لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، في مسيرات تشييع راجِلة ومحمولة، رفع المُشاركون فيها أعلام فلسطين، ورايات الفصائل الفلسطينية، فيما تعالت أصواتهم بالتكبيرات والهتاف للشهداء والثناء على صنيعهم.

وأُلقيت داخل المساجد كلمات التأبين، التي سبقت أذان الظهر، تحدثت بمجملها عن مناقِب الشهداء، إذ قال عضو رابطة علماء فلسطين سعيد عابد "نودع كوكبة من أبنائنا المجاهدين الذين كانوا في موطِن يغيظ ويقهر العدو، ويذكرونه بأنهم يعملون لعودتهم إلى مدنهم وقراهم المُحتلة".

وشدد في كلمة التشييع داخل مسجد المحطة، على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرض فلسطين، والقدس، والمسرى، مهما تزايدت المصاعب والتحديات والآلام، مؤكدا أن كوكبة الشهداء "هي ضريبة إزالة السلك الزائل، وطليعة العودة إلى فلسطين المُحتلة".

من ناحيته، شدد القيادي في حركة حماس ماهر صبرة في كلمته خلال تشييع الشهداء، على أن المقاومة تعد وتراكم القوة من أجل فلسطين ونُصرة قضايا فلسطين المركزية، وقال: "نقاتل الاحتلال بكل الوسائل المُتاحة حتى زواله عن أرض فلسطين".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني الذي يمهُر رسائله بالدم لم ينتفض من أجل فك الحِصار، أو فتح المعابر فقط، وإنما انتفض من أجل الثوابت التي تحفظ كرامة الشعب وعزته، وسيبقى يُقدم التضحيات والشهداء حتى التحرير الكامل.

في هذا الإطار، أكد القيادي في حماس مشير المصري أن غزة تُقدم بصمَتها في نصرة الأسرى، وهي ترْقب حريتهم، وقال: "ارتقاء كوكبة الشهداء إثر انفجار العبوة الناسفة شرقي مدينة غزة، كان ضمن مساعي إسناد قضية الأسرى، الذين يواجهون الممارسات الإسرائيلية العدوانية داخل السجون".

وشدد المصري في كلمة التأبين على أن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، هي معركة الشعب الفلسطيني بأكمله، الذي سيواصل جهاده ومقاومته حتى تحرير الأرض المُحتلة، والصلاة في باحات الأقصى.

ووجه المصري رسالته إلى الأسرى داخل السجون الإسرائيلية، قائلا: "حريتكم أمانة في أعناقنا، ومن صنع صفقة وفاء الأحرار (تحرر بموجبها 1027 أسيراً فلسطينياً عام 2011، مقابل الإفراج عن جندي إسرائيلي)، سيصنع صفقة مُشرفة"، وشدد على أن كل الوسائل مشرعة على أبوابها، حتى تبييض كافة السجون، وتحرير كل الأسرى الفلسطينيين.

وتزامن تشييع الشهداء مع صدور بيانات النعي من مُختلف الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، حيث أكدت حركة حماس التي تُدير قِطاع غزة المضي في نهج المقاومة، وأن المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي ستظل مستمرة حتى دحره عن الأرض الفلسطينية، وتفكيك مشروعه الاستعماري.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عَمّ الحُزن، والغصة كافة المنصات، إذ نشر النُشطاء صور الشهداء مع عبارات النعي والترحُم والمواساة مع أُسرهم، كما تابعوا تشييع الشهداء إلى مثواهم الأخير، ومواراة جثامينهم الثرى.

المساهمون