قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الاثنين، إن دولة الاحتلال "تعتزم الوصول إلى رفح، لكن لا يمكنني القول متى وكيف"، زاعماً أن جيش الاحتلال تمكن من "القضاء على عدد من كتائب حماس، وباتت في حكم العدم"، وأن "كتيبة خانيونس في حماس على وشك الانهيار".
وسبق لغالانت أن هدد بـ"الوصول إلى رفح"، حيث قال في بيان الخميس: "نحقق مهمتنا في (مدينة) خانيونس (جنوبي غزة)، وسنصل أيضاً إلى رفح"، لتحذّر وزارة الخارجية الفلسطينية من "خطر شديد" يهدد 1.5 مليون فلسطيني في "حلقة إبادة جديدة" في حال نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي تهديداته بنقل عملياته إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية إنها تنظر "بخطورة بالغة لتصريحات وزير جيش الاحتلال (وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت)، وغيره من المسؤولين الإسرائيليين باقترابهم من بدء حلقة جديدة وبشعة من الإبادة في رفح ومنطقتها، بما يعرض حياة أكثر من 1.5 مليون فلسطيني لخطر كبير ومحقق".
إلى ذلك، أكد وزير الأمن الإسرائيلي، في مؤتمر صحافي اليوم، أن "حماس لا تفهم إلا لغة القوة، وقادتها يمرون بظروف صعبة حالياً داخل مخابئهم"، مشيراً إلى أن "السنوار لا يقود الحرب ولا يسيطر على القوات، وهمّه الأساسي الآن النجاة بنفسه (..) وغير قادر على التواصل" مع أوساطه، وفق ادعائه.
وقال غالانت، في وصف حرب الإبادة التي يشنّها جيش الاحتلال في غزة: "عمليتنا العسكرية في غزة تجري بدقة وتصميم، وستتواصل خلال الأشهر القادمة.. عمليتنا البرية متواصلة من أجل تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن، وجنودنا يخوضون عملية برية هي الأعقد في تاريخ الحروب".
وأكد وزير الأمن الإسرائيلي، الذي سبق أن وصف الفلسطينيين بـ"الوحوش البشرية" ضمن حملة تحريض قادة الاحتلال عليهم ومحاولة نزع صفة الإنسانية عنهم: "نقاتل بقوة واحترافية داخل الأنفاق، ونزيد الضغط على المخربين"، في إشارة إلى المقاومة التي تواصل تصديها لجيش الاحتلال وتكبيده الخسائر بعد 122 يوماً من العدوان.
تحريض على قطر
في سياق آخر، وفي مواصلة لتحريض قادة الاحتلال على الدوحة، زعم غالانت أن "هناك مخربين من حماس يعيشون داخل فنادق فخمة في قطر"، في إشارة إلى القيادة السياسية للحركة.
وتلعب قطر دوراً محورياً في التوصل إلى هدنة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، ونجحت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في إبرام هدنة إنسانية استمرت لأسبوع أفرج بموجبها عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
ويأتي تصريح غالانت ضمن حملة تحريض إسرائيلية، عبر عدد من المسؤولين، من ضمنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.
ونُشرت أخيراً تسجيلات مسربة لرئيس حكومة الاحتلال يقول فيها إن قطر "إشكالية أكثر من الأمم المتحدة والصليب الأحمر".
وردت وزارة الخارجية القطرية حينها على كلام نتنياهو، مؤكدة أنها تصريحات "غير مسؤولة ومعرقلة للجهود المبذولة لإنقاذ أرواح الأبرياء". بدوره، قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مقابلة مع المجلس الأطلسي في واشنطن في 29 يناير/ كانون الثاني، إن دور قطر هو التوسط وليس ممارسة الضغوط على الأطراف، وأنه "لا نفوذ لقطر على أحد".
كما قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، ردًا على هجوم نتنياهو على بلاده ودورها في الوساطة، إنه "لا يتوقع أي شكر منه ومن طرفه (نتنياهو)"، وأنه يؤمن بأن "دور قطر مهم، وأثبت الوصول إلى نتائج"، معرباً عن فخره في أن تكون قطر في الصف ذاته مع الصليب الأحمر والأمم المتحدة.
وفيما يتعلق بالهدنة المرتقبة، التي تتوسّط فيها قطر مع أطراف أخرى، قال غالانت في مؤتمره الصحافي اليوم، إن "على حماس أن تقدم ردها على المقترح الخاص بمفاوضات صفقة التبادل"، زاعمًا أن "الضغط العسكري ضد حماس يؤدي نتائج جيدة".
جبهة لبنان
وبشأن الاشتباكات على الحدود مع لبنان، عبر وزير الأمن الإسرائيلي عن أمله في التوصل إلى "حل سياسي مع "حزب الله""، وأنه "غير معني بالوصول إلى حرب، وهدفنا ضمان أمن سكان الشمال"، مشيرا إلى أن "أي حرب مع "حزب الله" ستدفع خلالها إسرائيل أثماناً، لكنها ستكون أصعب على لبنان".