شنت مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، الثلاثاء، سلسلة غارات جوية مكثفة على مواقع مفترضة للحوثيين غربي محافظة مأرب النفطية، فيما وجه حزب التجمع اليمني للإصلاح دعوة مصالحة لخصمه التقليدي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي أسسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وقال مصدر عسكري في الجيش اليمني لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلات التحالف استهدفت مواقع مختلفة للحوثيين في مديرية صرواح ضمن عملية جوية واسعة بدأت منذ أيام وتهدف إلى تدمير المقدرات الحوثية غربي مأرب.
وأشار المصدر إلى أن غارات يوم الثلاثاء لم تتزامن مع عمليات عسكرية على الأرض كما جرت العادة، موضحًا أنها تتبعت الدبابات والتجمعات الحوثية في جبهات المشجح والكسارة، وهي المواقع التي يحشد إليها الحوثيون تعزيزاتهم قبل تنفيذ هجوم جديد على مواقع القوات الحكومية.
وأقرت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين بوقوع 17 غارة جوية الثلاثاء على مأرب، منها 14 على مديرية صرواح و3 على مديرية رحبة جنوبي مدينة مأرب، دون الكشف عن أي خسائر بشرية أو مادية جراء تلك الضربات.
في المقابل، تحدثت وزارة الدفاع التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مساء الثلاثاء، عن "خسائر حوثية كبيرة" في الأرواح والعتاد، في جبهات متفرقة بأطراف مأرب، وذلك جراء قصف مدفعي للجيش الوطني وغارات التحالف.
وذكر موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، أن مدفعية الجيش الوطني استهدفت تجمعات وتعزيزات للمليشيا الحوثية في جبهتي الكسارة والمشجح، وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى، فيما شنت مقاتلات التحالف غارات على تعزيزات للحوثيين في جبهة رحبة، وكبدتها خسائر في العدد والعدة، دون إيراد أي تفاصيل إضافية.
مليشيا الحوثي تتكبد خسائر كبيرة في جبهات مأرب https://t.co/HAw41eDfop
— سبتمبر نت (@septnet26) August 24, 2021
سياسياً، وجّه حزب التجمع اليمني للإصلاح دعوة مصالحة لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يحتفل بالذكرى الـ39 لتأسيسه، من أجل الوقوف في خندق واحد ضد جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
لم يصدر أي تعليق فوري عن حزب المؤتمر الذي يعيش مرحلة تشرذم غير مسبوقة منذ مقتل مؤسسه
وذكر بيان التهنئة الموجه من حزب الإصلاح للمؤتمر، أن "ما يعيشه اليمن من مرحلة فارقة في النضال لوأد المشروع الحوثي والإيراني يفرض أن تكون القوى السياسية يداً وإرادة واحدة تتجاوز الماضي لتعيد للوطن ألقه وللشعب حقه".
وجدد الحزب تأكيده على "ترسيخ العلاقة من حزب المؤتمر لما يخدم الصالح الوطني"، معربًا عن أمله في أن تتوحد كل الجهود للدفاع عن النظام الجمهوري و"مواجهة الكهنوت الإمامي"، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.
ويحاول حزب الإصلاح ترميم العلاقة الهشة مع حزب المؤتمر منذ نحو 10 أعوام، إذ وخلافا للتهنئة التي أشادت بالدور البارز لحزب صالح في مختلف المسارات الوطنية، يعمل ناشطون وقيادات سياسية من الجانبين على تلطيف الأجواء والمشاركة في احتفال ذكرى التأسيس كما حدث يوم الثلاثاء في مدينة مأرب.
وانهارت العلاقة بين الحزبين بشكل لافت منذ العام 2011، إذ يتهم حزب المؤتمر حزب الإصلاح بقيادة الانتفاضة الشعبية لثورة الشباب التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
ولم يصدر أي تعليق فوري عن حزب المؤتمر الذي يعيش مرحلة تشرذم غير مسبوقة منذ مقتل مؤسسه علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين في صنعاء، مطلع ديسمبر/ كانون الأول 2017، وهو ما أدى إلى تبعثر الحزب الذي حكم اليمن 33 عامًا قبل الإطاحة به في ثورات الربيع العربي، إلى 3 أقسام.