أفادت مصادر أمنية ومحلية في إقليم كردستان العراق، مساء أمس السبت، بأنّ مروحيات تركية نفذت غارات استهدفت مواقع لمسلحي حزب العمال الكردستاني في بلدة العمادية بمحافظة دهوك، شمالي العراق، فيما نشرت القوات التركية جنوداً لها في المنطقة.
وكثّفت الطائرات التركية، منذ أسبوع، قصف المناطق الحدودية التابعة لقضاء العمادية، وخاصة منطقة سوري سكيري القريبة من الحدود العراقية التركية، التي تضم مواقع لمسلحي "العمال الكردستاني".
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها محطات إخبارية في الإقليم، فإنّ "المنطقة المحيطة بمنطقة سكيري، التي تتبع لقضاء العمادية شمال أربيل، تعرضت في ساعة متأخرة من ليل السبت/ الأحد لعدة غارات نفذتها مروحيات تركية"، مؤكدة أنّ "حجم الخسائر والأضرار التي نجمت عن القصف لم تعرف بعد".
وأشارت إلى أن "هذه الغارات هي الثالثة من نوعها خلال أقل من 7 أيام في المنطقة ذاتها، إذ جرى استهداف تحركات لعناصر الحزب".
من جهتها، أوردت شبكة "رووداو" الإخبارية الكردية أنّ القوات التركية قامت، قبل أيام، بتثبيت جنودها في منطقة سوري سكيري بالقضاء التابع لمحافظة دهوك، وتقوم بقصف المنطقة بكثافة.
في الأثناء، قالت مصادر أمنية عراقية في محافظة نينوى شمالي البلاد، مساء اليوم الأحد، إن قتيلين على الأقل من "حزب العمال الكردستاني" قضيا بقصف نفذته طائرة مسيرة على شاحنة صغيرة كانت تسير في طريق زراعي ضواحي بلدة سنجار (115 كيلو متراً غرب الموصل).
وقال مسؤول في قيادة عمليات الفرقة العاشرة بالجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن "سيارة من طراز بيك أب، جرى تدميرها بواسطة قصف نفذته طائرة مسيرة، يعتقد أنها تركية، في قرية سردشت، التابعة لمدينة سنجار، ظهر اليوم الأحد".
وأكد أن قتيلين على الأقل لقيا حتفهما جراء القصف، مضيفاً أن المعلومات الأولية تشير إلى أنهم نشطاء مسلحون في "العمال الكردستاني".
وذكر مصدر محلي آخر بالمدينة، في اتصال هاتفي لـ"العربي الجديد"، أن "القصف استهدف السيارة في منطقة زراعية خالية من المارة أو السكان، ولا خسائر تذكر باستثناء من كان في السيارة".
بدورها نقلت مصادر إخبارية عراقية كردية، عن مصدر أمني قوله إن السيارة المستهدفة كانت تحمل أسلحة لصالح "وحدات حماية سنجار"، الذراع المحلية لـ"حزب العمال الكردستاني" في العراق، وأن الهجوم نفذ في منطقة واقعة ضمن جبل سنجار الخاضع لسيطرة "الكردستاني".
وتواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في الشمال العراقي ضمن نطاق نينوى وإقليم كردستان العراق، مع تركزها خصوصاً في مدن السليمانية وسنجار وسيدكان وسوران والزاب وزاخو وجبل قنديل، وتتضمن عملياتها قصفاً جوياً واغتيالات تطاول قيادات بارزة في حزب "العمال الكردستاني"، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية".
واعتمدت قيادات "العمال الكردستاني" أسلوب التنقل واعتماد مواقع بديلة لعقد اجتماعاتها خوفاً من عمليات الاستهداف. وقال ضابط في القوات الكردية (البشمركة) إنّ "عمليات قصف مقار الحزب تتسبب في الغالب بقتل عناصر في الحزب، وباتت تغير من تكتيكاتها واعتمدت أسلوب التنقل وعدم الاستقرار في مكان واحد لأكثر من أسبوع"، مبيّناً لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أنّ "تحركات تلك العناصر وزج نفسها في المناطق السكنية الكردية واعتماد مقار بديلة تسبب هلعاً لدى الأهالي وخوفاً من القصف التركي".
وتسبّب القصف الذي تتعرّض له مناطق إقليم كردستان العراق، وخاصة السليمانية التي يوجد فيها عناصر حزب العمال الكردستاني بكثرة، بموجات نزوح أهالي مئات القرى الذين تركوا مناطقهم حرصاً على حياتهم.
وتستهدف العمليات التركية منذ منتصف عام 2021 مقار وتحركات عناصر "الكردستاني" في عدة مناطق ضمن إقليم كردستان العراق، يقع أغلبها بمحاذاة الحدود مع تركيا. وأدت تلك العمليات، خلال الفترة الماضية، إلى قتل المئات من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقار ومخازن سلاح ضخمة تابعة للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.