شنّت طائرات حربية روسية، صباح اليوم الخميس، غارات جديدة على ريفي اللاذقية الشمالي وإدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، فيما تستعدّ قوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل معها لبدء حملة جديدة ضد تنظيم "داعش" في البادية السورية، مع تواصل هجمات الأخير على تلك القوات.
وذكر الناشط محمد المصطفى، لـ"العربي الجديد"، أن الطائرات الروسية قصفت بالصواريخ محور الكبينة بريف اللاذقية الشمالي، مستهدفة مواقع للحزب التركستاني، من دون أنباء عن وقوع إصابات، كما استهدفت الغارات محيط قرية الفطيرة بريف إدلب الجنوبي.
كما شنّت الطائرات الحربية الروسية 14 طلعة جوية على البادية السورية، واستهدفت بنحو 30 ضربة جوية باديتي السخنة بريف حمص الشرقي والشولا بريف دير الزور، إضافة لعدة غارات على باديتي الرصافة وحماة، تزامناً مع قصف مدفعي لقوات النظام على سيارات يُرجَّح أنها لعناصر تنظيم "داعش" في بادية السخنة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت مواقع لمليشيا "حزب الله" العراقي في جبل البشري قد تعرضت، أمس، للقصف بقذائف هاون أطلقت من عمق البادية، ما تسبّب بمقتل عنصر من المليشيا وإصابة آخرين.
كما شنّ التنظيم قبل أيام هجمات على نقاط عسكرية لقوات النظام في بادية الشولا بريف دير الزور الجنوبي، ما أسفر عن مقتل ضابط من مرتبات الفوج 11 وإصابة 5 عناصر من قوات النظام، نقلوا إلى مستشفى دير الزور العسكري.
وفي سياق متصل، زار وفد روسي حقلَي شريفة 6 وحجار 7 الغازيين في منطقة الفرقلس بريف حمص الشرقي، لوضع آلية لحماية هذين الحقلين من هجمات جديدة قد تخرجهما عن الخدمة مجدداً.
ونقلت شبكة "عين الفرات" المحلية عن مصدر قوله إن الوفد ضم 3 مستشارين عسكريين وفنيين روس اطلعوا على وضع الحقلين عقب الهجمات الأخيرة، ورافقتهم قوة من مليشيات "فاغنر" الروسية والفيلق الخامس المحلي المدعوم من روسيا كحماية لهم بعد خروجهم من مطار تدمر العسكري.
ووفق الشبكة، فقد عقد الوفد اجتماعاً مع مسؤولي الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، اللذين يستلمان مهام حماية الحقلين، ليتم الاتفاق على تحديد آلية تحمي الحقلين من الهجمات المستقبلية.
وتقضي الخطة بتعزيز القوات المسؤولة عن الحماية، وحفر أنفاق بعرض متر وبعمق مترين، بالإضافة لتركيب كاميرا حرارية في المنطقة، وتعزيز نقاط الاستطلاع المتقدمة، وربطها مع المراكز العسكرية في المنطقة لتلقي الدعم عند حصول أي هجوم.
وهاجم عناصر تنظيم "داعش"، الإثنين الماضي، حقل شريفة 6 الغازي بريف حمص الشرقي، متسببين بإخراجه عن الخدمة وبقتل 4 عناصر من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وبإصابة آخرين.
كما تحدثت شبكات محلية عن استعدادات تقوم بها مليشيات إيران وقوات النظام لإطلاق عملية عسكرية جديدة وبشكل موسع ضد خلايا تنظيم "داعش" في مناطق البادية السورية عبر حشود عسكرية ضخمة مؤلفة من مئات العناصر والقياديين بدعم إيراني وروسي.
وبحسب هذه المصادر، فإن المئات من "الحرس الثوري" الإيراني وصلوا إلى منطقة السخنة بريف حمص الشرقي، برفقة 550 آخرين من مليشيات "لواء القدس" "وفاطميون" و70 من حركة "النجباء" العراقية ومئات من الحرس الجمهوري التابع للنظام.
وينتشر مقاتلو "داعش" على شكل جيوب في البادية السورية منذ انحسار مناطق سيطرة التنظيم بشكل نهائي أواخر عام 2019، حيث اتبع "داعش" أسلوب الهجمات الخاطفة على مواقع وأرتال خصومه على امتداد ضفتي نهر الفرات، خصوصاً في ريفي حمص وحماة الشرقيين.
من جهة أخرى، قال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الروسية والتركية سيّرت دورية مشتركة، اليوم الخميس، في ريف محافظة الحسكة، انطلقت من شيريك، وجابت قرى دليك وعباس وعالية وظهر العرب، وصولاً إلى مفرق قرية كسرى، وعادت من الطريق ذاته، وصولاً إلى قرية قرمانية، غرب مدينة الدرباسية بثلاثة كيلومترات، تزامناً مع تحليق مروحيات روسية في أجواء المنطقة. كما تفقد الجنود الروس الطريق بحثاً عن الألغام، وسط إجراءات مشددة.
وفي محافظة إدلب، قُتل طفل وأصيبت شقيقته بانفجار جسم من مخلفات الحرب في مخيم للنازحين بمنطقة حربنوش بريف المحافظة الشمالي الغربي.
ويأتي ذلك بعد أقل من 48 ساعة من مقتل طفلين شقيقين بانفجار تسببت به مخلفات الحرب في ريف إدلب، قرب قرية الصواغية، شمال شرق مدينة إدلب.