غارات روسية شرق اللاذقية واتهامات من موسكو تطاول مناطق النفوذ التركي

12 أكتوبر 2021
شنت طائرة حربية روسية أربع غارات مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار (فرانس برس)
+ الخط -

شنت طائرة حربية روسية غارات جوية، اليوم الثلاثاء، على منطقة جبل الأكراد شمال شرقي محافظة اللاذقية، شمال غربي سورية. فيما ادعى نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في قاعدة "حميميم" ضمن منطقة جبلة، الأدميرال فاديم كوليت، أن عنصراً من قوات النظام السوري أُصيب نتيجة قصف نفذته قوات المعارضة السورية على قرية مرعناز شمالي محافظة حلب.

وقال الناشط علي حاج سليمان في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "طائرة حربية روسية شنت أربع غارات جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها تلة الخضر الواقعة في منطقة جبل الأكراد شمال شرقي محافظة اللاذقية، دون وقوع إصابات بشرية".

كما شنت طائرة حربية روسية، فجر الثلاثاء، غارة جوية على أطراف قرية القصر التي تُسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، والقريبة من خطوط التماس مع المليشيات الإيرانية غربي محافظة حلب، والواقعة ضمن ما تُعرَف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

وكان الأدميرال فاديم كوليت، نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سورية، قد ادعى مساء الإثنين، أن "مسلحين تابعين لجماعات غير شرعية تعمل في الأراضي الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة التركية؛ قصفوا بالمدفعية من منطقة جبرين مواقع القوات الحكومية في منطقة قرية مرعناز، ما أسفر عن إصابة جندي سوري". وفق "نوفوستي" الروسية.

واتهم نائب قائد قاعدة "حميميم" الجوية هيئة "تحرير الشام" بخرق وقف إطلاق النار في إدلب، بقوله إنه "تم خلال اليوم الماضي، في منطقة خفض التصعيد بإدلب تسجيل تسع هجمات من مواقع جماعة جبهة النصرة، حيث تعرضت محافظة إدلب لهجوم واحد، ومحافظة حلب لثلاث هجمات، أما محافظة حماة فقد تعرضت لهجومين، واللاذقية لثلاث هجمات".

من جهة أخرى، أوضح كوليت أن "القوات الروسية والتركية المشتركة أجريت دوريات مشتركة على طول الطريق السريع (إم 4) في محافظة حلب"، مضيفاً: "الدورية الروسية التركية جرت على طول الطريق السريع (إم 4) في محافظة حلب من نقطة تفتيش جارح الفوقاني إلى تل شعير والعودة إلى نقطة انطلاقها".

وكانت مصادر محلية أكدت لـ"العربي الجديد" أن القوات الأميركية سيرت اليوم الثلاثاء، دورية عسكرية في مدينة المالكية شمال شرقي محافظة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية، مُشيرةً إلى أن  الدورية المؤلفة من أربع مدرعات عسكرية انطلقت من قاعدتها قرب مدينة الرميلان شرق مدينة القامشلي، دون أن يرافقها غطاء جوي.

وأوضحت المصادر أن الدورية تجولت في عدد من أحياء مدينة المالكية وتوقفت حوالي نصف ساعة على شارع الكورنيش في المدينة، وبعدها عادت إلى قواعدها قرب مدينة الرميلان، لافتةً إلى أن دورية أميركية أخرى خرجت من قاعدتها قرب مدينة المالكية، صباح اليوم الثلاثاء، وتوجهت نحو الريف الجنوبي للمدينة وتألفت من أربع مدرعات دون أن يرافقها غطاء جوي أيضاً.

وأجرت قوات التحالف الدولي، صباح اليوم الثلاثاء، تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة حقل "كونيكو" للغاز شرقي محافظة دير الزور، شرقي سورية، نتج عنها دوي انفجارات سمعت في ريف دير الزور الشرقي والشمالي.

أطفال جرحى بقصف النظام على ريف حلب الغربي

قال الناشط عبد العزيز قيطاز، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الميليشيات الإيرانية وقوات النظام المتمركزين في غرب محافظة حلب، استهدفا بقذائف الهاون والمدفعية منازل المدنيين والأراضي الزراعية المحيطة ببلدة كفر عمة القريبة من مدينة الأتارب غرب محافظة حلب، ما أدى لإصابة خمسة أطفال بعضهم بحالة حرجة، بالإضافة لامرأة أُصيبت بجروح طفيفة تم نقلهم إلى المشافي القريبة من المنطقة".

في سياق منفصل، استهدفت مدفعية القوات التركية المتمركزة ضمن منطقة "نبع السلام" شمال محافظة الرقة، مساء الثلاثاء، مواقع ومقرات عسكرية لـ "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في محيط بلدة تل تمر شمال محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "القصف التركي تسبب بتدمير ثلاثة مقرات لقسد، وإصابة أكثر من ثمانية عناصر كانوا داخل تلك المقرات".

من جهة أخرى، أكدت مصادر عسكرية في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن "ميليشيا لواء الباقر المدعومة من إيران، أرسلت اليوم الثلاثاء، تعزيزات عسكرية ضخمة من مقراتها في مدينة حلب، إلى بادية حمص، وذلك بمساندة قوات النظام والميليشيات المدعومة من روسيا في حملتها العسكرية ضد خلايا تنظيم (داعش)".

وأضافت المصادر أن "التعزيزات تضمنت 35 سيارة من نوع (بيك آب) مزودة برشاشات متوسطة من عيار 14.5 وعيار 23، وسيارات ذخيرة ومعدات لوجستية، بالإضافة لـ 250 عنصراً من الميليشيا رافقوا الرتل"، مُشيرةً إلى أن "التعزيزات وصلت مساء الثلاثاء إلى سلسلة جبال العمور في بادية مدينة تدمر شرق محافظة حمص".

في غضون ذلك، اندلعت اشتباكات بالرشاشات المتوسطة والأسلحة الفردية، مساء الثلاثاء، بين دورية من قوات الأمن العسكري التابعة للنظام من جهة، وعناصر الميليشيات الإيرانية من جهة أخرى، إثر خلاف نشب بين الطرفين بشأن عائدات من معبر تهريب يفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام وقوات "قسد" بالقرب من مقصف السلطان على ضفاف الفرات بمدينة القورية شرقي دير الزور، شرق البلاد.

وحول الاشتباكات،أوضح الناشط أمجد الساري، المتحدث باسم شبكة "عين الفرات"، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المقر الذي اندلعت في محيطه الاشتباكات يتبع لميليشيا أبو فضل العباس (العراقية) التابعة للحرس الثوري الإيراني"، لافتاً إلى أن "العناصر المتواجدين داخل المقر عناصر محليون (سوريون)" مضيفاً: "جاءت دورية تابعة للأمن العسكري للمعبر بغرض التهريب والهدف الفائدة المالية بالاتفاق مع أشخاص بالطرف الآخر بمناطق قسد، فقام عناصر المقر الإيراني بمنعهم وحصلت مشادة كلامية، ليتم الاتصال بعدنان السعود الملقب بالزوزو قائد ميليشيا أبو الفضل العباس في المنطقة، وهو الذي أعطى الأمر بإطلاق النار لكل من يصل للمعبر، وتم بعدها طرد الدورية نتيجة تبادل لإطلاق النار دون إصابة أحد".

المساهمون