غارات إسرائيلية على عشرات المواقع في سورية تزامناً مع احتلال مناطق جنوباً

09 ديسمبر 2024
تدريبات لجنود إسرائيليين في الجولان المحتل، أكتوبر 2023 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استولى الجيش الإسرائيلي على مناطق استراتيجية في القنيطرة والجولان، مما أدى إلى اعتقالات بعد مقاومة المواطنين، وسط تحذيرات مسبقة وصمت عربي.
- شنت إسرائيل غارات على 100 موقع في سورية، مستهدفة مواقع عسكرية ومستودعات أسلحة، بهدف منع تهديدات محتملة وتدمير البنى التحتية.
- أدانت مصر استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة، واعتبرته انتهاكاً للسيادة السورية، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم لضمان سيادة سورية.

استولى الاحتلال الإسرائيلي على مناطق في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، ومرتفعات الجولان المحتل، وذلك بالتزامن مع سلسلة غارات استهدفت عشرات المواقع.

وقال مصدر محلي خاص بـ"العربي الجديد" في محافظة القنيطرة، إن الجيش الإسرائيلي تقدم، أمس الأحد، إلى مدينة البعث ووصل إلى جسر الرقاد وأعلى نقطة في جبل الشيخ وخان أرنبة والحميدية. وبين المصدر أنه نجم عن ذلك التقدم اعتقال عدد من المواطنين من أبناء المحافظة بعد مقاومتهم القوات الإسرائيلية. وأضاف المصدر: "كانت القوات الإسرائيلية قد مهدت لدخولها بالدبابات بعد نشر قصاصات ورقية من الطيران تحذر المواطنين في المحافظة من المقاومة والتزام بيوتهم، ليصبح تقدمها داخل الأراضي السورية يقدر بمساحة أحد عشر كيلومترا مربعا".

وأشار المصدر إلى أن الأهالي في قرى القنيطرة التزموا بيوتهم خوفاً من قيام قوات الاحتلال بارتكاب مجزرة بحقهم وحق أبنائهم في "ظل الصمت العربي المطبق عن كل ما يجري منذ اندلاع عمليات المعارضة في سورية وبقاء الحكومات العربية بوضع المتفرج".

تقارير عربية
التحديثات الحية

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الأمن يسرائيل كاتس قوله إن الجيش استولى الليلة الماضية على نقاط إضافية في المنطقة العازلة مع سورية. وأضاف: "أمرت بالعمل على خلق مجال أمني خالٍ من الأسلحة الاستراتيجية الثقيلة والبنى التحتية التي يمكن أن تهدد إسرائيل"، وشدد على ضرورة التحرك الفوري لمنع إعادة تفعيل مسار تهريب الأسلحة من إيران إلى لبنان، عبر سورية.

وبالتزامن مع إعلان الجيش الإسرائيلي احتلال مواقع في "المنطقة العازلة" وقمة جبل الشيخ السوري، شنت الطائرات الإسرائيلية، الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين، سلسلة غارات استهدفت نحو 100 موقع في سورية. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن سلاح الجو الإسرائيلي هاجم الليلة الماضية مواقع عسكرية تطل على هضبة الجولان، بزعم أنها مستودعات أسلحة ومجموعات موالية لإيران في دير الزور في الشرق السوري.

ونفذ الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على القلمون في سورية، وعلى قواعد للجيش السوري في ريف مدينة درعا، جنوبي البلاد، تم خلالها قصف مستودعات الأسلحة. كما وردت أنباء عن هجمات إسرائيلية إضافية في محافظة درعا، بالإضافة إلى مواقع عسكرية أخرى في المنطقة. وشن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت مطار دمشق، وذلك عقب ساعات من إعلان المعارضة السورية دخول العاصمة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد.

ونفذت إسرائيل نحو ست ضربات على القاعدة الجوية الواقعة شمالي السويداء، وأربع غارات على اللواء 90 القريب من الشريط الحدودي، وغارات كثيفة على منظومات الدفاع الجوي ومستودعات الصواريخ ومعامل التطوير والتصنيع في المنطقة، ومطار المزة وثكنات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في سفح جبل قاسيون، والبحوث العلمية ومعامل الدفاع في دمشق، والمراصد والتلال العالية التي كانت تعتبر مرابض مهمة.

وبررت إسرائيل ذلك بأنها تحاول حماية أمنها القومي من أي مكان شارك أو صنع أو مرر أو طور قطعة كانت خطراً على إسرائيل أو ستشكل خطراً عليها. أما التصريحات الرسمية الإسرائيلية الصادرة عن هيئة البث، فأشارت إلى أن الغارات والعمليات الإسرائيلية هدفها إحباط التهديدات المحتملة من قبل الحاكمين الجدد لسورية ولمنع المساس بتفوق الكيان الجوي، مشيرة إلى أن لديها بنك أهداف سيتم تدميره خلال الساعات القادمة.

مصر تدين استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة مع سورية

أدانت مصر بأشد العبارات استيلاء جيش الاحتلال الإسرائيلي على المنطقة العازلة مع سورية والمواقع القيادية المجاورة لها، ووصفت الخطوة بأنها "احتلال لأراضٍ سورية" وانتهاك صارخ للسيادة السورية ومخالفة واضحة لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وأكدت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي أن الممارسات الإسرائيلية تشكل خرقًا للقانون الدولي، وتهديدًا لوحدة وسلامة الأراضي السورية. وأشارت إلى أن إسرائيل تستغل حالة السيولة والفراغ الأمني في سورية لفرض أمر واقع جديد على الأرض بما يخالف القانون الدولي. ودعت مصر مجلس الأمن الدولي والقوى العالمية إلى تحمل مسؤولياتها واتخاذ موقف حازم تجاه هذه الاعتداءات الإسرائيلية. وطالبت بضرورة ضمان سيادة سورية على كامل أراضيها ووقف الممارسات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

المساهمون