الإمعان في التنسيق الأمني، هو ببساطة انتحار سياسي سيقود حتماً إلى ثورة شعبية تفتح الباب على جميع الاحتمالات
التطورات الميدانية الأخيرة؛ بعيدًا عن تنبؤات وتحليلات صحف العدو، أرغمت رئيس سلطة رام الله على تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل، إثر المجزرة التي اقترفها جيش الاحتلال في جنين، كما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة؛ نبيل أبو ردينة، "التعاون الأمني مع إسرائيل لم يعد قائمًا بعد ما حدث في جنين".
لا يمكن اعتبار قرار الرئاسة الأخير أكثر من مناورة؛ لن يكتب لها الاستمرار، كما يثبت تاريخ السلطة الحافل بالمناورات التكتيكية البحتة، التي لا تستند إلى استراتيجية كفاحية بالمعنى الحقيقي. الرد الشعبي السريع، متمثلًا في العملية التي نفذها البطل خيري علقم في القدس المحتلة، ستفرض هي الأخرى تطورات جديدة، قد تتخذها سلطة عباس مبررًا؛ بطريقة ما، لاستئناف التنسيق الأمني لاحقًا، أو ربما نتيجة ضغوط واشنطن، التي سوف تمارسها على سلطة رام الله قريبًا، إذ تعتبر الأخيرة "العم سام" بمثابة صانع أقدارها.
الرهان على "اليانكيز"
طالما لوّح رئيس سلطة رام الله، عند كل محطة سياسية، باتخاذ هذه الخطوة، قبل أن يتراجع على أرض الواقع