عاد الاحتقان مجدداً إلى الكامور بتطاوين، جنوب تونس، بسبب ما وصف بتلكؤ الحكومة وعدم تنفيذ وعودها.
وتوجه أعضاء من تنسيقية اعتصام الكامور، مساء اليوم الخميس، إلى مضخة الكامور لإغلاقها مجدداً في خطوة تصعيدية، احتجاجاً على تخلي الحكومة عن التزاماتها تجاه شباب ولاية تطاوين بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر من موعد تنفيذها للاتفاق المبرم مع المحتجين.
وأكدت تنسيقية الكامور اليوم أنها استبشرت خيراً في حكومة هشام المشيشي والوفد الحكومي وتفاعلت معهما من أجل حلحلة الأزمة بالمحافظة، ولكن بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر من التوقيع على الاتفاقية وفتح وحدة الضخ رقم 4، لم يتم تسجيل أيّ تقدم في إنجاز بنود الاتفاقية.
وشددت التنسيقية، في تدوينة في صفحتها الرسمية على فيسبوك، على أنها أعطت الثقة للحكومة حفاظاً على السلم الاجتماعي، محذرة من ردود أفعال الشباب الغاضب وإمكانية العودة إلى النقطة الصفر خاصة أمام ما شهدته المحافظة اليوم من احتقان احتجاجات وغلق الطريق وإشعال الإطارات المطاطية.
وبيّنت أنّ الوضع في شركة البيئة مايزال على حاله دون تصنيف، ولم يتم صرف المفعول الرجعي للزيادة في الأجور للسنوات الماضية مع عدم صرف الأجور في مواعيدها، إضافة إلى عدم تسوية ملفات القروض وملف التتبعات العدلية.
وأكد عبدالله الهادي، وهو أحد معتصمي الكامور بتطاوين، في تصريح لـ "العربي الجديد" أن هناك احتقاناً في تطاوين، مشيراً إلى أن شباب المحافظة احتجوا اليوم، مؤكداً أن الحكومة أخلت بالتزاماتها تجاه شباب الكامور، رغم أنه تم الاتفاق مع الحكومة على وقف الاحتجاجات، إلا أنه في صورة إخلال أحد الطرفين بالاتفاق تعود الاعتصامات مجدداً.
وأوضح أنه تم توقيع اتفاق مع الحكومة في 8 نوفمبر/تشرين الثاني على أساس تطبيق بنوده قبل نهاية عام 2020، إلا أنه مضت قرابة ثلاثة أشهر، ولم تلتزم الحكومة بالاتفاق رغم الوعود المتكررة والمحاولات المستمرة لاحتواء المحتجين.
وأشار إلى أن أغلب الوعود لم تُطبق، فالحكومة تنصلت من قروض المشاريع التي ستمنحها للشباب، ما أغضبهم اليوم، كما تلكأت بخصوص الانتدابات.
وتابع الهادي أن الانتدابات في شركة البستنة لم تتم، مضيفاً أن الاتفاق نص على وقف التتبعات العدلية ضد المحتجين، ولكن هذا لم يحصل، مؤكداً أنه وعلى أرض الواقع لا وجود لأي مشاريع تحققت وأغلب ما ورد في الاتفاق لا يزال حبراً على ورق. وأوضح أن الاحتقان كبير في تطاوين وقد صبروا واستبشروا خيراً ولكن هناك تعطيلاً كبيراً لا يعرفون سببه.
وأفاد بأنهم صبروا وراعوا الظروف التي تمر بها البلاد، "لكن الفترة طالت ولا توجد أي بوادر لحلحلة الأزمة، مشيراً إلى أن أعضاء من التنسيقية توجهوا للكامور وسيحتجون سلمياً على أمل أن تتجاوب الحكومة".