عمليات إجلاء متوقعة من ماريوبول وجونسون يتوجه إلى النواب الأوكرانيين

03 مايو 2022
تأمل كييف استئناف عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول اليوم (Getty)
+ الخط -

تأمل أوكرانيا استئناف إجلاء المدنيين من مدينة ماريوبول المحاصرة، اليوم الثلاثاء، فيما سيتوجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى البرلمان الأوكراني عبر الفيديو في أول خطوة من هذا النوع لمسؤول غربي منذ بدء الحرب.

ويفترض أن تستأنف عمليات الإجلاء، صباح الثلاثاء، بدعم من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة ماريوبول المدمرة التي بات الروس يحتلون الجزء الأكبر منها على ما أفاد المجلس البلدي لهذه المدينة الساحلية الاستراتيجية الواقعة في جنوب شرقي البلاد.

رئيس بلدية ماريوبول: لا يزال أكثر من 200 مدني في مصنع الصلب الضخم

في السياق، قال رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويتشينكو، اليوم الثلاثاء، إن أكثر من 200 مدني لا يزالون يتحصنون مع مقاتلين في مصنع ضخم للصلب بالمدينة، بحسب وكالة "رويترز".

وقال إن حوالي مائة ألف مدني في المجمل ما زالوا داخل المدينة الواقعة جنوب أوكرانيا، والتي تحتلها القوات الروسية.

وكانت عطلة نهاية الأسبوع الماضي شهدت للمرة الأولى منذ فرض حصار على المدينة قبل شهرين وعمليات القصف المتواصلة، إجلاء نحو مائة مدني كانوا لاجئين في طوابق تحت الأرض في مجمع آزوفستال للصلب، وهو جيب المقاومة الأخير في المدينة الاستراتيجية الواقعة جنوب دونباس.

لكن الإثنين في زابوريجيا على بعد 200 كيلومتر إلى شمال غربي ماريوبول، لم يستقبل موقف سيارات حُوّل إلى موقع استقبال للاجئين حيث ركنت سيارتان مصفحتان رباعيتا الدفع تابعتان ليونيسف ومنظمات غير حكومية دولية، أي موكب من ماريوبول.

ومساء، أوضحت كتيبة آزوف المشاركة في الدفاع عن مصنع الصلب: "بعد إجلاء جزئي للمدنيين من أراضي آزوفستال، يستمر العدو بقصف المصنع بما يشمل أبنية يختبئ فيها مدنيون".

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية إيرينا فيريتشتشوك، إن "مئات المدنيين لا يزالون عالقين في آزوفستال"، بحسب ما أوردته وكالة "فرانس برس".

الصورة
أوكرانيون
لا يزال المئات عالقين في آزوفستال (Getty)

ساعة المجد

داخل المدينة، إلى حيث توجهت وكالة "فرانس برس"، الجمعة، في إطار زيارة منظمة من الجيش الروسي، لا يبدو أن ثمة مواجهات باستثناء دوي انفجارات بعيد يصدر بانتظام من آزوفستال.

وبعدما أمضوا أسابيع تحت الأرض أو في منازلهم، خرج السكان إلى شوارع المدينة الساحلية الزاخرة بالنشاط سابقا ليجدوها مدمرة.

في جنوب غربي أوكرانيا كانت أوديسا الساحلية هدفاً مجدداً لصواريخ روسية. وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، مساء الإثنين، بضربة روسية أدت إلى مقتل مراهق وجرح فتاة في الساعة العاشرة. وسأل زيلينسكي "من أجل ماذا؟ بمَ هدّد هؤلاء الأطفال.. الدولة الروسية؟".

ويخشى الأوكرانيون أن تصبح المدينة أحد أهداف روسيا، خصوصاً بعد تأكيدات جنرال روسي أن هجوم الكرملين في أوكرانيا يهدف إلى إقامة ممر من روسيا إلى منطقة ترانسدنيستريا المولدافية الانفصالية يمر عبر أوديسا.

هجوم الكرملين في أوكرانيا يهدف إلى إقامة ممر من روسيا إلى منطقة ترانسدنيستريا المولدافية الانفصالية

ويزيد الحلفاء الغربيون من ضغوطهم على موسكو ودعمهم لكييف، مع خطاب يلقيه رئيس الوزراء البريطاني عبر الفيديو أمام البرلمان الأوكراني في أول بادرة من هذا النوع لمسؤول غربي منذ بدء الغزو الروسي.

وقالت رئاسة الوزراء البريطانية في بيان، مساء الإثنين، إنّ جونسون سيقول للنواب الأوكرانيين في الخطاب الذي سيبدأ بإلقائه في الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء (09:00 بتوقيت غرينتش): "هذه ساعة مجدكم".

وسيضيف: "عندما كانت بلادي مهدّدة بالغزو خلال الحرب العالمية الثانية، استمرّ برلماننا، على غرار برلمانكم، في الانعقاد أثناء النزاع، وأظهر الشعب البريطاني قدراً كبيراً من الوحدة والتصميم لدرجة أنّنا نتذكّر مرحلة الخطر العظيم التي مررنا بها باعتبارها ساعة مجدنا".

وبحسب البيان، فإنّ رئيس الوزراء سيعلن في خطابه عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (357 مليون يورو)، تشمل خصوصاً أعتدة عسكرية دفاعية.

حزمة مساعدات عسكرية جديدة من بريطانيا لكييف بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني

وحتّى الآن، قدّمت بريطانيا إلى أوكرانيا خمسة آلاف صاروخ مضادّ للدبابات وخمس منظومات صاروخية للدفاع الجوي، مع أكثر من 100 صاروخ و4.5 أطنان من المتفجّرات.

تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو

ويعمل الأوروبيون من جهتهم على تشديد العقوبات الاقتصادية على موسكو. وستقترح المفوضية الأوروبية، اليوم الثلاثاء، حزمة سادسة من العقوبات ستشمل جدولاً زمنياً لوقف تدريجي لواردات النفط الروسي التي تشكل 30 % من واردات الاتحاد الأوروبي على هذا الصعيد.

وفي حال اتفاق الدول السبع والعشرين على هذا الإجراء سيكون وقف مشتريات النفط ومشتقاته تدريجياً على ستة أو ثمانية أشهر، مع تدابير فورية المفعول لا سيما فرض رسوم على النقل بناقلات النفط بحسب ما أفاد به مسؤول أوروبي.

وستشمل العقوبات الجديدة أيضاً "القطاع المصرفي مع خروج مصارف روسية أخرى من نظام سويفت"، بحسب ما أفاد به وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بنما، أمس الإثنين.

ومع اقتراب موعد التاسع من مايو/أيار الذي تحتفل فيه روسيا بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في 1945، تسري تكهنات حول الطريقة التي ستقدم فيها موسكو المكاسب التي حققتها في أوكرانيا.

ورأت وزارة الدفاع الأوكرانية، الإثنين، أن موسكو قد تستغل هذه الاحتفالات لطرح مسألة ضم "جمهوريات" انفصالية موالية لها في دونباس إلى روسيا الاتحادية. وكانت موسكو اعترفت باستقلال هذه المناطق قبيل غزوها أوكرانيا.

في واشنطن، أشار السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل كاربنتر، إلى معلومات "موثوق بها جداً" مفادها بأن روسيا تنوي تنظيم استفتاءات "قرابة منتصف مايو"، في "محاولة لضم" دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس في شرق أوكرانيا.

وقال حاكم لوغانسك إنه يتوقع "تكثيفا لعمليات القصف" مع اقتراب التاسع من مايو.

إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى أن تكون روسيا تعد لتحرك عسكري خاص في هذه الذكرى، في مقابلة مع محطة "ميدياست" الإيطالية بثت الأحد.

وأثار هذا اللقاء ضجة كبيرة بسبب تصريحات للافروف، الذي قال إن "دماً يهودياً كان يسري في هتلر" ما أثار توتراً دبلوماسياً مع إسرائيل.

وشجب وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد الإثنين تصريحات نظيره الروسي، واستدعى السفير الروسي للحصول على "توضيحات".

ودان لبيد التصريحات في بيان، قائلًا: "إن تصريحات الوزير لافروف هي في الوقت نفسه فاضحة ولا تُغتفر، وخطأ تاريخي مروّع".

على الأرض في منطقة دونباس، واصلت القوات الروسية هجومها مع معارك شرسة في محيط إيزيوم وليمان وروبيجني التي يحاول الروس "السيطرة عليها تحضيراً لهجومهم على سيفيرودونيتسك" إحدى المدن الكبرى في دونباس التي لا تزال تحت سيطرة كييف، بحسب ما أكدته هيئة الأركان الأوكرانية.

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون