عضو جبهة الخلاص التونسية: حان الوقت لطرح مشروع سياسي للخروج من الأزمة وسعيد أصبح معزولاً
أكد عضو جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تونس، جوهر بن مبارك، أنه "حان الوقت لكي تضع القوى المعارضة على الطاولة تصوراً سياسياً واضحاً مقابلاً لأجندة قيس سعيد".
وشدد مبارك، في حديث لـ"العربي الجديد"، على أن "سعيد أصبح على المستوى السياسي الداخلي معزولاً وعلى المستوى الدولي كذلك، وهناك عزلة كبيرة تعاني منها تونس، وهذا يدعونا اليوم أكثر لتحريك الحياة السياسية وتحريك المعارضة المقاومة للانقلاب، ولا بد أن تضع المعارضة على الطاولة تصوّرها المشترك للحل".
وأضاف "قيس سعيد لم يعد يتمتع بالدعم الشعبي الذي كان يتمتع به عندما أعلن عن إجراءات 25 يوليو 2021".
وكان مبارك قد طرح مبادرة سياسية نشرها على صفحته على الفيسبوك تتضمن عدداً من النقاط، أهمها: وضع صيغة "إدارة سياسية مؤقتة" بسقف زمني لا يتجاوز الشهرين بضمانات وحماية المؤسسات السيادية للدولة، تتولى حصراً تصفية الإجراءات الانقلابية، وإلغاء حالة الاستثناء وما ترتّب عنها من قرارات. وتتولى كذلك إقرار صيغة تنظيمية لإجراء حوار وطني فعّال وسريع، ينتهي بتوافق حول خارطة إدارة "مرحلة انتقالية" لا تتجاوز السنة تقودها حكومة انتقالية.
كما تضمّنت المبادرة إعلان العودة إلى المنظومة الدستورية الشرعية وتفعيل دستور 2014، على أن تتولى شخصيّة سياسية مستقلّة ذات كفاءة عالية، ومتّفق عليها، قيادة حكومة انتقاليّة لفترة لا تتجاوز السنّة وبمهام محدّدة.
وأوضح بن مبارك لـ"العربي الجديد" أن "خارطة الطريق هذه مقترح شخصي، ولكنها نتيجة لأهم النقاشات التي وقعت في "مواطنون ضد الانقلاب" وفي "جبهة الخلاص" ومع بقية الأطراف السياسية، سواء كانت شخصيات أو أحزاباً، حيث إن هناك نقاشاً حول كيفية الخروج من الأزمة وخارطة الطريق المطلوبة المقابلة لمسار قيس سعيد"، مشيراً إلى أن "مختلف هذه النقاشات تُطرح بشكل متواصل، وهي عبارة عن مجموعة من الأفكار حاولت التأليف بينها في تصور يضم 6 نقاط".
وتابع بن مبارك أن "المعارضة بنت موقفاً مبدئياً مشتركاً من الانقلاب، وقناعة بأن قيس سعيد أخذ البلاد في الطريق الخطأ، وهو موقف وطني مشترك واضح، ولكن الانتقال إلى الرؤية والحل هو خطوة سياسية ثانية، وأظن أنه حان الوقت لذلك لنعبر نحو الرؤية الوطنية المشتركة".
وبيّن المتحدث أن "الالتقاء وفكرة توحيد المعارضة تتقاسمها نظرياً كل الأطراف، وترى أنه لا حل دون ذلك، ولكن هل أننا وصلنا إلى توحيد المعارضة ضد الانقلاب ضمن كتلة سياسية واحدة أو جبهة أو حتى تنسيق ميداني؟ الإجابة هي لا".
وأضاف "هناك استعداد اليوم لقبول خارطة الطريق، لكن تحوّل ذلك إلى مشترك أو التقاء ميداني لا يزال بعيداً"، مشيراً إلى أن "كل من موقعه وأدواته يدفع إلى السياق نفسه، فهي فكرة في طريقها للتبلور". وأضاف أن "المشروع المطروح هو أرضية يلتقي حولها الجميع، وهي رسالة للقوى السياسية لبناء تصور تأليفي مشترك".
وفي السياق، أشار بن مبارك إلى عودة جبهة الخلاص للشارع، وهي تستعد لتحرك جديد هذا الأحد في مدينة قبلي جنوب البلاد، مشيراً إلى أن "الهدف هو لقاء جمهور جبهة الخلاص، وشرح أهداف وخطة الجبهة القادمة، وهناك روزنامة لجولات جهوية تتضمن مدناً أخرى".
وحول المناخ الانتخابي الحالي وقرار هيئة الانتخابات تمديد فترة الترشح، أوضح بن مبارك أنها "خطوة ومغامرة جديدة لقيس سعيد ستزيد تعميق أزمة البلاد، وكل المؤشرات تدل على أن الانتخابات فشلت قبل أن تنطلق، وفشلت في إقناع التونسيين بالانتخابات، وهناك قناعة بأن الشعب التونسي لن يشارك في الانتخابات، وستكون المشاركة أقل من الاستفتاء، بحسب المؤشرات الحالية".