أكدت القيادية الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هناك العديد من القرارات التي يستطيع الرئيس الأميركي جو بايدن أن يتخذها تجاه الفلسطينيين لكنه لن يفعل، مشيرة إلى أنه يريد أن يستخدم لقاءه مع الرئيس محمود عباس اليوم الجمعة، غطاءً ليس أكثر.
وقالت عشراوي التي استقالت من عضويتها في منظمة التحرير الفلسطينية قبل أكثر من عام احتجاجاً على سياسة التفرد التي يمارسها عباس في الحكم، إن "هناك العديد من القضايا التي قام بها الرئيس السابق دونالد ترامب وقيّد بها الرئيس الحالي جو بايدن تجاه الفلسطينيين، لا سيما تلك التي تتعلق بقوانين مكافحة الإرهاب، لكن هناك قرارات تنفيذية يستطيع الرئيس بايدن أن يتخذها، لكنه يعتبر النسخة الضعيفة من ترامب، ولن يقدم على أي قرار يغضب إسرائيل، وبالتالي يجب على الفلسطينيين عدم التعويل عليه".
وحول ما يستطيع أن يفعله بايدن حقيقة لكنه لا يريد ذلك، قالت عشراوي، إن "هناك قرارات تنفيذية يستطيع الرئيس بايدن أن يتخذها، مثل إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة الموجودة منذ عام 1844، أي ما قبل إقامة دولة إسرائيل". وتابعت: "هذا قرار سهل بالنسبة للرئيس بايدن، لكن إدارته تصرّ على أخذ إذن من إسرائيل حول إعادة فتح القنصلية".
وقالت عشراوي: "بالنسبة لإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، هذا الأمر مقيّد بقانون تايلور فوريس لمكافحة الإرهاب، لكن الرئيس بايدن يستطيع أن يبدأ العمل على ذلك، وأن يخاطب الكونغرس بأن الإدارة الأميركية فتحت حواراً مع منظمة التحرير"، ما يعني أن بايدن يستطيع الطلب من الكونغرس تعليق هذه القوانين. وأضافت: "يستطيع الرئيس بايدن أن يقول إن القدس تم ضمها بشكل غير شرعي، ونريد أن نسحب سفاراتنا، هذا الأمر يستطيع أن يقوم به أيضاً".
الاستيطان
وتساءلت عشراوي "لماذا لا يتم الحديث عن الاستيطان، رغم أن أميركا سبق أن قالت إن الاستيطان في "إي 1" ممنوع لأنه يتناقض مع القانون الدولي؟".
يذكر أن مخطط "إي 1" الاستيطاني يهدف إلى إقامة القدس الكبرى عبر ربط المستوطنات في القدس بمستوطنات الضفة الغربية، من خلال إنشاء المزيد من المستوطنات التي تقطع أوصال الضفة الغربية، وتمنع إقامة دولة فلسطينية مستقبلاً بشكل كامل.
وكانت إسرائيل قد جمّدت هذا المشروع الاستيطاني بسبب مقاومة الفلسطينيين المقيمين في الأراضي المرادة مصادرتها، إضافة لتدخل المؤسسات الحقوقية الدولية، لكن إسرائيل استأنفت العمل عليه بعد إعلان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ضم القدس لإسرائيل.
وقالت عشراوي: "لدينا رسالة ضمانات من الولايات المتحدة الأميركية ضد ضم القدس وضد الاستيطان منذ عام 1991، والتي وافقنا كفلسطينيين على أساسها على الدخول بمفاوضات مدريد عام 1991".
غطاء
ورداً على سؤال حول ما يجب أن تفعله القيادة الفلسطينية، قالت عشراوي: "يجب على القيادة الفلسطينية أن تتقدم بمطالبها بشكل علني للإدارة الأميركية وتعرف إذا ما كانت الأخيرة مستعدة لنقاشها، مثل وقف الاستيطان، ووقف طرد الفلسطينيين من بيوتهم خصوصاً في القدس، وأخذ موقف معلن من القتل الذي تقوم به إسرائيل بشكل شبه يومي ضد الفلسطينيين، وقرار واضح بالنسبة لاغتيال الصحافية شيرين أبو عاقلة، لأن الذي يحدث أن الإدارة الأميركية شكلت غطاءً لإسرائيل في قتل متعمد من قبل قناص للصحافية أبو عاقلة".
وتابعت عشراوي: "يجب على القيادة الفلسطينية ألا تصبح غطاء لزيارة بايدن للمنطقة عبر لقاء رمزي مع الرئيس عباس، والترويج أن بايدن زار الأراضي الفلسطينية والتقى بفلسطينيين".
ورأت أن "الأمر واضح، إما أن تتدخل الإدارة الأميركية لتضغط على إسرائيل، أو أن تعلن القيادة الفلسطينية أنها غير مستعدة لتشكيل غطاء للقاء صوري مع الرئيس الأميركي، لا سيما أن كل ما طلبناه من الإدارة الأميركية لم يتم". وختمت قائلة: "القيادة الفلسطينية والإدارة الأميركية سوف تفسران لقاء الرئيسين عباس وبايدن بأنه إعادة للعلاقات الفلسطينية الأميركية بعد انقطاع طويل، لكن اللقاء يقيّم بالنتائج، والتي أصبحت معروفة للجميع".