عشرات الإصابات بقمع الاحتلال مسيرات سلمية رافضة للاستيطان في الضفة الغربية

11 ديسمبر 2020
مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في قرية المغير (نضال إشتية/الأناضول)
+ الخط -

أصيب عشرات الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمسيرات الأسبوعية، التي خرجت بعد صلاة الجمعة، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تنديداً بمواصلة التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي ومنع أصحابها من الوصول إليها، ورفضًا لإقامة عدد من البؤر الاستيطانية.

وقد أصيب ثمانية فلسطينيين بالاختناق بعد ظهر الجمعة، خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في قرية المغير، شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، حيث أوضح شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن جيش الاحتلال حاصر المنطقة من عدة جهات، وسط إطلاق وابل من القنابل الغازية، ما أدى لإصابة عدد منهم، بينهم مسعفان.

وجاءت المسيرة بعد أسبوع واحد فقط من استشهاد الطفل علي أبو عليا (13 عامًا)، خلال مواجهات مع الاحتلال في المنطقة ذاتها.

أصيب ثمانية فلسطينيين بالاختناق، خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في قرية المغير، شمال مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية

وتتعرض قرية المغير لاعتداءات متواصلة من الاحتلال ومستوطنيه، كان آخرها نيته إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي كفر مالك، شرقًا، والتي تعد أراضيها مشتركة مع المغير، فيما يهاجم مستوطنو مستوطنة "جبعيت"، المقامة على أراضي القرية، المزارعين بشكل متواصل في منطقتي عين سامية ومرج الذهب.

إلى ذلك، أصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط واعتقل آخر، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية كفر مالك، شمال شرق رام الله، حيث اندلعت مواجهات عقب قمع قوات الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في القرية التي تخرج احتجاجاً على إقامة بؤرة استيطانية في منطقة "راس التين"، شرق القرية.

أما في قرية بيت دجن، شرق نابلس، شمال الضفة، فقد أصيب ستة شبان بالاختناق، بعد إطلاق قوات الاحتلال لغاز الفلفل السام باتجاه المسيرة التي وصلت إلى الأراضي المهددة بالاستيطان في شرق القرية، وزرع المشاركون في المسيرة أشتال زيتون فيها.

ووفق ما قاله الناشط محمد أبو ثابت، لـ"العربي الجديد"، فقد شارك العشرات من أبناء القرية والمتضامنين في المسيرة السلمية التي هدفت إلى زراعة أشتال الزيتون في الأراضي المستهدفة بالاستيطان، تأكيدا على فلسطينيتها ورفضاً لمحاولات الاحتلال والمستوطنين السيطرة عليها.

وأشار أبو ثابت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت في المنطقة، أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين.

شارك العشرات من أبناء القرية والمتضامنين في المسيرة السلمية التي هدفت إلى زراعة أشتال الزيتون في الأراضي المستهدفة بالاستيطان

كما أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال قمع جيش الاحتلال للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمال الضفة، والمناهضة للاستيطان، والتي انطلقت إحياء للذكرى الثالثة والثلاثين لانتفاضة الحجر والذكرى السادسة لاستشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان زياد أبو عين.

وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد اشتيوي، بأن العشرات من جنود الاحتلال اقتحموا كفر قدوم، واعتلوا أسطح المنازل وأطلقوا العشرات من قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أدى لوقوع عشرات حالات الاختناق الشديد عولجت ميدانياً من قبل طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأكد اشتيوي اندلاع مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وعشرات الشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة وأجبروهم على التراجع، فيما فشل كمين نصبه جيش الاحتلال في منزل قيد الإنشاء في اعتقال الشبان بعد كشفه، فيما تزامن ذلك مع إطلاق الاحتلال 3 طائرات موجهة عن بعد لرصد تحركات الشبان.

من جهة أخرى، منعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة "الرأس"، غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة، وذلك بعد أداء صلاة الجمعة في محيط المنطقة المهددة بالاستيلاء عليها لصالح المستوطنين وإقامة بؤرة استيطانية.

ونصب جنود الاحتلال الحواجز، وشددوا من إجراءاتهم العسكرية في المنطقة، وحالوا دون وصول المواطنين إلى أراضيهم.

على صعيد منفصل، أقام مستوطنون، اليوم الجمعة، غرفة من الطوب على أراضي المواطنين في منطقة البقعة، شرق مدينة الخليل، جنوب الضفة، تعود ملكيتها للمواطن عارف جابر.

منعت قوات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة "الرأس"، غرب مدينة سلفيت، شمال الضفة

ووفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) عن جابر، فإنه تلقى خبراً عن قيام مجموعة من المستوطنين ليلاً بوضع منزل متحرك في أرضه بمنطقة البقعة، وفور وصوله تبين أنهم قاموا ببناء غرفة من الطوب، وحضرت بعد ذلك إلى المكان مجموعة من المستوطنين المسلحين ترافقهم قوات كبيرة من جيش الاحتلال، واعتدوا بالضرب على أفراد من عائلته وأخرجوهم من الأرض ومنعوهم من دخولها.

وأضاف أن هذه التلة تشرف على أجزاء كبيرة من المنطقة، يحاول المستوطنون الاستيلاء عليها وشق طرق فيها، وتبلغ مساحتها ما يقرب من 50 دونما، مؤكدا على أن هذه الأراضي هي ملك خاص، ولديه كافة الأرواق التي تثبت ذلك.

إلى ذلك، كان عشرات المستوطنين قد اقتحموا، مساء الخميس، موقع "ترسلة"، قرب بلدة جبع، جنوب جنين، شمال الضفة، والتي سبق وأقيمت عليها مستوطنة وتم إخلاؤها، وذلك تحت حماية قوات الاحتلال، مرددين هتافات عنصرية معادية للعرب والمسلمين.

وأدى المستوطنون طقوساً تلمودية قبل أن يغادروا المنطقة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال على مفترق بلدة جبع، التي أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العديدين منهم بحالات الاختناق.

على صعيد آخر، أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية كريم عجوة، اليوم الجمعة، بأن محكمة الاحتلال العسكرية في سجن "عوفر" قررت الإفراج عن الأسير الجريح علي عمرو، من مدينة دورا، بمحافظة الخليل، بكفالة مالية قدرها 10.000 شيقل بالعملة الإسرائيلية، وهو بوضع صحي مستقر.

وعمرو أصيب برصاص جيش الاحتلال، مطلع الشهر الماضي، بالقرب من مخيم الفوار، جنوب الخليل، وجرى نقله بعدها لمستشفى سوروكا، وهناك أجريت له عملية جراحية، وبعدها تم نقله إلى ما تسمى "عيادة سجن الرملة".

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، فتيين خلال اقتحامها لقرية اللبن الشرقية، جنوب نابلس، وهما محمد رجا عويس، ويوسف عويس، واللذين يبلغان من العمر 16 عاما.

على صعيد منفصل، ووسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال، أدى نحو 15 ألف مصلٍ، اليوم، صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، وحاولت سلطات الاحتلال إعاقة وصول المئات من المصلين من فلسطين المحتلة إلى القدس المحتلة لأداء الصلاة في الأقصى، بعدما اعترضنت حواجزها عشرات المركبات.

وفي بلدة سلوان، جنوب القدس، انتظم أهالي حي بطن الهوى في صلاة داخل خيام قرب منازلهم المهددة بالإخلاء، منها لصالح جمعيات استيطانية تدعي ملكيتها وملكية الأرض المقامة عليها، حيث تشمل أوامر الإخلاء 86 عائلة تقطن تلك المنازل ويقدر عدد قاطنيها بأكثر من 200 نسمة.

وندد خطيب الجمعة هناك بمخطط الإخلاء المزمع تنفيذه ضد العائلات المقدسية، مجدداً رفض المقدسيين لهذا المخطط الذي يهدف لتهويد كامل منطقة سلوان.

ويجاور حي بطن الهوى حي مقدسي آخر هو حي البستان، حيث يتهدد الهدم هناك نحو 100 منزل؛ وهما حيان كانا قد شهدا في السنوات الأخيرة تكثيفاً للوجود الاستيطاني، بما في ذلك السيطرة على عشرات العقارات هناك.

المساهمون