عباس يهدّد بإنهاء الشراكة مع "حماس"

07 سبتمبر 2014
تواجه المصالحة الفلسطينية خطر "الفشل" (Getty)
+ الخط -
انتقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الأحد، إدارة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لقطاع غزة، وهدد بإنهاء "الشراكة" معها في حال استمرار الوضع على ما هو عليه.

وجاء كلام عباس في كلمته، خلال افتتاح الدورة الـ142 لمجلس وزراء الخارجية العرب، بمقرّ الجامعة العربية في القاهرة، وقال "حاولنا أكثر من مرة تحقيق المصالحة إثر الانقلاب الذي حدث في غزة، ولم تنجح تلك المحاولات، وأهمها ما جرى في السعودية". وتوقف عباس عن الكلام، بغية إخراج الصحافيين من القاعة، لتتحوّل الجلسة إلى مغلقة.

و
شهدت الأيام الماضية توتراً في العلاقة بين عباس، وحركة "حماس"، وذلك من خلال التصريحات المتبادلة بين الطرفين. ففي لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين، مساء أمس السبت، في القاهرة، قال الرئيس الفلسطيني إنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد، و"لن نقبل أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل".

وجدّد عباس اتهامه للحركة بتشكيل "حكومة ظلّ مكونة من 27 وكيل وزارة، وأنّها هي من تقود البلاد (غزة)، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع".

وخلال حديثه قال عباس إنّ عدد القتلى الذين ينتمون إلى حركة "حماس" في الحرب الإسرائيلية على غزة بلغ 50 شخصاً، بينما الذي قتل من حركة "فتح" 861 شخصاً.

في المقابل دعت حركة "حماس" رئيس السلطة الفلسطينية، إلى التوقف عن حوارها عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين الحركتين بشكل مباشر.

وقال المتحدث باسم الحركة في غزة، سامي أبو زهري في بيان، "تصريحات عباس ضد حماس والمقاومة غير مبررة، والمعلومات والأرقام التي اعتمد عليها مغلوطة، ولا أساس لها من الصحة وفيها ظلم لشعبنا وللمقاومة التي صنعت هذا الانتصار الكبير".

وأوضح أبو زهري أن "الحركتين اتفقتا على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة".

بدوره، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل القيادات والرموز الفلسطينية إلى "التعالي عن المعارك الجانبية"، مشيراً إلى خروج بعض من وصفهم بالرموز، بالتصريحات "الحادّة" عقب انتهاء الحرب، قائلًا: "نحن اليوم أمام معركة مستمرة مع الاحتلال، ولن نعود إلى صفحات الانقسام البغيضة".

وأضاف مشعل خلال كلمة ألقاها في مهرجان صيدا في لبنان، والذي نُظّم احتفالاً بانتصار المقاومة الفلسطينية في العدوان الأخير على غزة: "ندعو لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية، في الشراكة الوطنية وفي القرار والمسؤولية والقيادة".

ودعا مشعل إلى المسارعة "في تحقيق مسار المصالحة الوطنية، لنتعلم مما حققته المقاومة من توحّد خلال العدوان".

وتابع "اتفقنا أو اختلفنا في التفاصيل، لكن يجب أن نضع معركة غزة في مسارها الصحيح في الصراع العربي الصهيوني، وموقعها اللائق في قضية تحرير فلسطين".

ووقعت حركتا "حماس" و"فتح" يوم 23 إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقاً لإنهاء انقسام دام سبعة أعوام، غير أنّهما ما زالتا تتبادلان الاتهامات حول الجهة المتسببة بعرقلة المصالحة الفلسطينية.

وتوافقت الحركتان على تشكيل حكومة وحدة وطنية، برئاسة رامي الحمد الله، أدت اليمين الدستورية في الثاني من يونيو/حزيران الماضي، غير أن هذه الحكومة لم تتسلم حتى اليوم المسؤولية الفعلية لقطاع غزة.
المساهمون