استهل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، محادثاته مع نظيره الفلسطيني، محمود عباس، في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود، اليوم الثلاثاء، بالتأكيد على ثبات موقف موسكو من ضرورة تسوية القضية الفلسطينية وفقا لمقاربات مجلس الأمن الدولي مع مراعاة مصالح جميع سكان المنطقة على قاعدة الدولتين المستقلتين.
وقال بوتين: "موقف روسيا الاتحادية على المسار الفلسطيني ومن تسوية القضية الفلسطينية لا يزال من دون تغيير. يجب تسوية القضية الفلسطينية وفقا للقرارات السابقة التي تم تبنيها على مستوى مجلس الأمن الدولي، وعلى قاعدة عادلة تراعي مصالح جميع سكان هذه المنطقة، وعلى قاعدة الدولتين المستقلتين".
وأكد على مواصلة العمل على هذا المسار "مهما كان صعبا"، مضيفا: "أعتقد أنه في إطار لقاء اليوم، سنتبادل معكم السيد الرئيس المحترم المعلومات حول ما يجري الآن وكيف هو الوضع في الوقت الراهن، وسنفكر معا ماذا يمكن فعله للمضي قدما".
بوتين: يجب تسوية القضية الفلسطينية وفقا للقرارات السابقة التي تم تبنيها على مستوى مجلس الأمن الدولي، وعلى قاعدة الدولتين المستقلتين
وشدد الرئيس الروسي على أهمية تبادل الآراء حول الوضع على المسار الفلسطيني والشرق الأوسط بشكل عام.
من جهته، أعرب عباس عن امتنانه للدعوة للزيارة، وتقديره للموقف الروسي تجاه الفلسطينيين. وكشف في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية عشية توجهه إلى سوتشي، أن زيارته تهدف إلى مناقشة سبل إحياء العملية السياسية على ضوء إيمان روسيا بحل الدولتين وعضويتها في اللجنة الرباعية الدولية والعضوية الدائمة بمجلس الأمن وعلاقاتها مع جميع الأطراف الإقليمية.
وكانت مصادر فلسطينية مطلعة قد قالت لـ"العربي الجديد"، إنّ اللقاء بين عباس وبوتين سيتضمن، على أجندته، المصالحة الداخلية الفلسطينية، وتفعيل دور الرباعية الدولية، والخطوات التي كشفها عباس في خطابه حول الدولة الواحدة، وأهمية إطلاق مؤتمر دولي للسلام على أساس حل الدولتين.
وأضافت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أنّ "من المتوقع أن يطرح الرئيس الروسي بوتين على الرئيس أبو مازن أهمية تمتين الوضع الداخلي الفلسطيني، وتحديداً حركة "فتح" وإنهاء الخلافات الداخلية فيها، ولا سيما مع القيادي الفتحاوي المطرود من الحركة محمد دحلان".
وتابع مصدر، قائلاً إنّ "دحلان زار روسيا بداية الشهر الحالي ضمن وفد من قيادات فتحاوية محسوبة على تياره، والتقى خلالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وناقش معه المصالحة الفلسطينية الفتحاوية الداخلية في ما سمّاه "إنقاذ الوضع الحالي" الذي تمرّ به السلطة الفلسطينية".
وأوضح: "كانت هناك محاولات سابقة من قبل مسؤولين روس لعمل مصالحة فتحاوية داخلية، لكن الرئيس أبو مازن كان يرفضها دوماً".
وفي السياق، أكدت المصادر أنّ أجندة اللقاء ستتضمن نقاش ما جاء في خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر/أيلول الماضي، وتلميحه إلى حل الدولة الواحدة والعودة إلى قرار التقسيم كمرجعية للحل مع إسرائيل، وأهمية إطلاق مؤتمر دولي لإنعاش عملية السلام يقوم على أساس حل الدولتين.
ووصل الرئيس عباس على رأس وفد فلسطيني، أمس الاثنين، إلى مدينة سوتشي الروسية للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء.
ويضم الوفد الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة، اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية، مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيسين عباس وبوتين سيبحثان تفعيل دور الرباعية الدولية، نظراً للدور الهام الذي تقوم به روسيا في اللجنة الرباعية".
من المتوقع أن يطرح الرئيس الروسي بوتين على الرئيس أبو مازن أهمية تمتين الوضع الداخلي الفلسطيني، وإنهاء الخلافات داخل فتح، ولا سيما مع القيادي الفتحاوي المطرود من الحركة محمد دحلان
وتابع مجدلاني: "تتطلع القيادة الفلسطينية إلى عقد لقاء للجنة الرباعية الدولية على مستوى الوزراء، وتوسيع الرباعية لتضم دولاً عربية ودولية".
وكان آخر لقاء بين الرئيس عباس وبوتين، قد جرى في يناير/كانون الثاني العام الماضي، عندما كان بوتين في زيارة مشتركة لإسرائيل، وبعد ذلك زار مدينة بيت لحم المحتلة للقاء الرئيس عباس، حيث طالبه الأخير بدور روسي أكبر لدفع العملية السياسية من خلال إقامة مؤتمر دولي للسلام بمشاركة دولية واسعة لرعاية العملية السياسية.