عام كامل على قتل متظاهري السنك والخلاني في بغداد... القاتل معروف

06 ديسمبر 2020
لم تكشف السلطات العراقية عن نتائج لجنة تحقيقها بخصوص مجزرة السنك (فرانس برس)
+ الخط -

يتذكر ناشطون ومتظاهرون عراقيون حادثة "مجزرة السنك"، التي وقعت في مثل هذا اليوم من العام الماضي، في ساحة الخلاني وسط العاصمة بغداد، وتسببت بمقتل 23 متظاهراً وإصابة أكثر من 100 آخرين.

وكانت مليشيا مسلحة اقتحمت مكان تجمهر عشرات المعتصمين والمتظاهرين، في ساحة الخلاني، ومبنى "كراج السنك"، المقابل لها، وفتحت النار على الموجودين، واختطفت ناشطين آخرين في عملية استغرقت نحو 20 دقيقة دون تدخل قوات الأمن العراقية، لترفع المليشيا بعد القضاء على الموجودين من المتظاهرين لافتة كتب عليها (الخال) وهو لقب القيادي بمليشيا كتائب حزب الله العراقية عبد العزيز المحمداوي المعروف بلقب "الخال".  

ووقعت المجزرة التي تعتبر مليشيا "كتائب حزب الله"، المتهم الأول فيها عند الساعة التاسعة والنصف ليل السادس من ديسمبر/كانون الأول 2019، إذ ظهرت حافلتان وسيارات عدة من نوع "نيسان"، تقل عشرات المسلحين، ومن دون سابق إنذار، باشر المسلحون بزي مدني بتفريق المتظاهرين بالرصاص الحي، فمنهم من أطلق النار فوق رؤوس المحتجين، ومنهم من استهدف أجسادهم وأرداهم قتلى.

وكانت قوات الأمن من الجيش والشرطة انسحبت من المكان بشكل مفاجئ، ولم ترجع لتأمين الساحة إلا بعد مرور ساعتين على الهجوم، وهو ما زاد من اعتقاد الناشطين بأن الحكومة آنذاك، برئاسة عادل عبدالمهدي، كانت متورطة.

وحدثت المجزرة، بعد يومٍ واحد من تدفق المئات من أنصار المليشيات إلى ساحة التحرير، عاصمة الاحتجاجات في بغداد، رافعين شعارات دينية مختلفة تهاجم من تصفهم بالمندسين وعملاء "إسرائيل"، وأبناء السفارات في إشارة للمتظاهرين. 

وأصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بياناً عقب الحادثة، اتهمت فيه الحكومة العراقية، وقالت إن "قوات مسلحة غير محددة، بالتعاون على ما يبدو مع قوات الأمن الوطنية والمحلية العراقية، نفّذت سلسلة من عمليات القتل الوحشية في منطقة الاحتجاج الرئيسية ببغداد في 6 ديسمبر/كانون الأول 2019"، وهو ما أسفر عن مقتل "ما بين 29 و80 شخصًا"، وأصابة 137 آخرين.

وأوضح البيان أن "الكهرباء قُطعت عن المنطقة خلال الهجوم، ما جعل من الصعب على المتظاهرين تحديد هوية القَتَلة والفرار إلى بر الأمان"، وأن "الشرطة والقوات العسكرية انسحبتا عندما بدأت مليشيا مجهولة الهوية، ارتدى بعض عناصرها زياً موحداً، بإطلاق النار". 

وحتى الآن، لم تكشف السلطات العراقية عن نتائج لجنة تحقيقها التي قالت إنها ستعلن ملابسات الهجوم والمتورطين به، إثر ضغوط أممية ودولية عليها، لكن لغاية الآن لم تعلن عن أي تفاصيل رغم أن رئيس الوزراء الجديد، مصطفى الكاظمي تعهد قبل نحو 7 أشهر من تسلمه الحكومة بتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء.  

وفي السياق، قال المتظاهر والناشط المعروف في بغداد عمار النعيمي إن "المليشيات الموالية لإيران هي المسؤولة عن تنفيذ المجزرة ضمن سياسة تخويف المتظاهرين وبث الرعب لاجبارهم على إنهاء الاحتجاجات" .

ويضيف: "نتذكر في تلك الليلة كيف قُطع التيار الكهربائي، وتحوّلت الساحة إلى أجواء مظلمة، وشهدنا انسحابا فوريا ومفاجئا للقوات العراقية، ومن ثم اقتحمت المليشيات واستهدفت المتظاهرين بالرصاص الحي"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "المسلحين حاولوا أن يصلوا إلى ساحة التحرير من أجل حرق الخيام، كما فعلوا في ساحة الخلاني، ولكن خلية الدفاع الاحتجاجي والتي كانت خط الصد مع المليشيات تمكنت من إرجاعهم".

من جهته، أشار المتظاهر أحمد علي، وهو من بغداد، وتعرض لجروح في ليلة المجزرة، إلى أن "القوات الأمنية كانت شريكة بالمجرزة، لأن قوات الشرطة الاتحادية التي كانت منوطة بحماية المتظاهرين لم تتدخل، كما أن عناصر قوات حماية المنشآت، وتحديداً فوج حماية مبنى أمانة العاصمة بغداد، كان على مرأى ومسمع من كل ما حدث، وتنصل من مهامه". 

 وأوضح علي لـ"العربي الجديد" أن "عبدالمهدي أعلن عن تشكيل لجنة تحقيقية بالحادثة، ولكنها طُمست كما بقية اللجان التي أعلن عن تشكيلها في تلك الفترة".

وكانت سبع شاحنات (بيك آب) قد اقتحمت ساحة الخلاني، وتحمل مسلحين يرتدون زياً أسود وبأسلحة متوسطة وخفيفة، فتحوا النار على المتظاهرين والمعتصمين الموجودين في مبنى كراج السنك القريب. 

وأعاد ناشطون ومدونون، نشر صور ومقاطع مصورة عن المجزرة، وكتب محمد سالم على "تويتر": "يوم 06/12/2019 ذكرى يوم أسود مر على العراق وانتفاضة تشرين، 24 شهيداً، أكثر من 120 جريحاً، الساعة 09:30 ليلاً اقتحم مسلحون بسيارات رباعية الدفع ساحة السنك وفتحوا النار عشوائياً على المتظاهرين في هجوم وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "منسق".

أما "حر" فقد دوّن: "لقد كانت مجزرة السنك جريمه بشعه بحق الإنسانية بكل معنى الكلمة لا يقل على الإطلاق عن إرهاب داعش إن لم يكن أكثر منه بشاعة".

وكتب الناشط قاسم البهادلي، بعض تفاصيل ليلة "مجزرة السنك"، قائلاً: "طُعن أكثر من 15 متظاهراً بين ساحة التحرير و جسر الجمهورية، وحصل مشاجرة بين التيار الصدري "القبعات الزرقاء "و الحشد الشعبي، وأُصيب شخص من الحشد الشعبي ونقل للمستشفى وتم قتله هناك، اختطاف عناصر من الحشد الشعبي من قبل القبعات الزرقاء وحجزهم في كراج السنك".

 

المساهمون