لم يكن يوم 4 أغسطس/آب 2020 عادياً بالنسبة للبنانيين. هو يوم بات يرتبط بكارثة عاصمتهم ومأساتها. فالانفجار الذي وقع يومها في العنبر 12 بمرفأ بيروت أودى بحياة أكثر من 216 شخصاً وشرد الآلاف، تاركاً خلفه مدينة محطمة وخسائر فادحة وآثاراً نفسية قد لا تمحى.
بعد عام، تحل "ذكرى" الانفجار خانقة على من هم في بلد "يغرق" جراء أزماته الاقتصادية والمالية، بينما تكبر لائحة الأسئلة التي لم تلق إجابات، عن المسؤولين عن الإهمال والفساد، والـ2750 طناً من مادة نترات الأمونيوم المخزنة منذ عام 2013 وكانت سبب الكارثة.
بعد عام، ما يزال أهالي الضحايا يرفعون صور أبنائهم، رافضين تحولهم إلى مجرد أرقام، مذكرين بأحلامهم المسروقة ذات نهار، ساعين كذلك وراء المحاسبة من خلال تحقيق لم يكتمل بعد، ويجد محاولات سياسية للتنصل من المسؤولية بالتستر وراء شعار "الحصانات".
بعد عام يعود "العربي الجديد" إلى من كانوا هناك، يسمع منهم قصصهم بينما يروون معاناتهم، ويتلمسون جروحهم التي لم تندمل، ومع ذلك ينشدون العدالة.