تقام في فرنسا، اليوم السبت، مراسم جنازة الشاب البالغ 17 عاماً، الذي قُتل برصاص شرطي، بعد تواصل أعمال الشغب لليلة الرابعة على التوالي مع أعمال نهب ومواجهات في أرجاء البلاد، تخللها توقيف أكثر من ألف شخص.
وأصيب الفتى نائل برصاصة قاتلة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة أثناء عملية تدقيق مروري. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً، تهمة القتل العمد.
وأعلنت فرنسا وألمانيا، اليوم السبت، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أرجأ زيارة رسمية إلى ألمانيا كان من المقرر أن تبدأ غداً الأحد، في ظل الاضطرابات التي تجتاح فرنسا في الوقت الراهن.
ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي ودركي مدعومين بآليات مدرعة لضبط أعمال الشغب التي اندلعت إثر مقتل الشاب في إحدى ضواحي باريس الثلاثاء. وتواصلت أعمال الشغب المرتبطة بهذه الحادثة في الكثير من الأحياء الشعبية في البلاد ليل الجمعة - السبت مع "تراجع حدتها"، بحسب وزارة الداخلية.
وكتب محامو عائلة الفتى "يوم السبت الأول من يوليو/ تموز سيكون لعائلة نائل يوم صلاة"، داعياً وسائل الإعلام إلى عدم حضور المراسم "احتراماً لخصوصية العائلات الثكلى".
وكانت الحكومة قد قررت إلغاء كل "الأحداث الكبيرة" مثل حفلتي المغنية ميلين فارمر يومي الجمعة والسبت في استاد فرنسا، وأمرت بوقف حركة الحافلات والترامواي في كل أرجاء البلاد بعد الساعة التاسعة مساءً (الساعة السابعة مساءً بتوقيت غرينيتش).
وأثار مقتل نائل م. الذي له أصول جزائرية، الجدل من جديد بشأن عنف الشرطة والعنصرية في فرنسا، حيث قُتل 13 شخصاً في عام 2022 بعد رفضهم الامتثال لأوامر الشرطة.
وخلال مؤتمر صحافي روتيني في جنيف، الجمعة، حضت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فرنسا على "معالجة جدية لمشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن". إلا أن وزارة الخارجية الفرنسية ردت على الفور، معتبرة أن "لا أساس" لهذا الاتهام.
ويطرح جزء من الأوساط السياسية مسألة فرض حال الطوارئ في البلاد وهي مسألة تلقى متابعة حثيثة في الخارج، خصوصاً أن فرنسا تستضيف في الخريف كأس العالم للركبي ومن ثم دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس في 2024.
ويسمح فرض حال الطوارئ للسلطات الإدارية باتخاذ إجراءات استثنائية، مثل منع التجول، وسبق أن فُرضت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2005، بعد أعمال شغب استمرت عشرة أيام في الضواحي، عقب مقتل مراهقين اثنين صعقاً في محول كهربائي احتميا فيه هرباً من مطاردة الشرطة لهما.
(فرانس برس، رويترز)