استهدف قصف شنّته طائرات مسيّرة مجهولة، ليل الخميس- الجمعة، قاعدة جوّية في شرق ليبيا ينتشر فيها عناصر من مجموعة فاغنر الروسيّة، من دون أن يُسفر عن خسائر بشريّة، وفق ما أعلن مصدر عسكري.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لوكالة "فرانس برس"، إنّ طائرات مسيّرة "مجهولة قصفت قاعدة الخروبة الجوّية (150 كيلومتراً جنوب شرق بنغازي)، حيث ينتشر عدد من قوّات فاغنر" الروسيّة. ولم يتحدّث المصدر عن سقوط ضحايا.
ودخلت "فاغنر" ليبيا عام 2019 لمساعدة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في شرق ليبيا في هجومه على طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دولياً.
وقال مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة في عام 2020 إن "فاغنر" نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا، وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا إن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لمقاتلي "فاغنر" هناك.
وأدارت "فاغنر" أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية، جنوبي طرابلس، مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم في سورية.
وبالإضافة إلى تجنيد سوريين، عملت "فاغنر" بمعاونة مقاتلين أجانب من السودان وتشاد وأماكن أخرى.
ورغم أن هجوم حفتر انتهى بالفشل بوقف إطلاق نار في عام 2020، لكن "فاغنر" لم تبرح ليبيا وظلت موجودة في الجفرة وغيرها من القواعد الجوية في الجنوب والشرق، التي يقول باحثون إنها تستخدمها كنقطة انطلاق إلى مواقع أخرى في أفريقيا.
وانتشرت أيضاً لبعض الوقت حول حقول نفط كبيرة، ويقول باحثون إن لها مصالح تجارية في ليبيا تشمل إنتاج الطاقة وشبكات تهريب محلية.
ويأتي القصف بعد حوالي أسبوع من تمرّد فاشل قاده قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين على القيادة العسكرية الروسية، حيث استيقظت روسيا صباح السبت على واقع أنباء صادمة عن دخول عناصر المجموعة إلى مدينة روستوف (جنوب غرب روسيا)، وتقدمها شمالاً، بعد توعد بريغوجين بـ"مسيرة العدالة" إلى موسكو.
ولم تدم أزمة تمرد بريغوجين طويلاً، إذ أعلن بحلول مساء السبت التوصل إلى اتفاق بوساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، يعيد قائد "فاغنر" بموجبه مقاتليه إلى مواقع المرابطة ويغادر إلى بيلاروسيا بضمانات شخصية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
(فرانس برس، العربي الجديد)