طهران: نرفض التدخلات الغربية بشؤوننا الداخلية ولن نربط علاقاتنا بالاتفاق النووي

31 أكتوبر 2022
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني (عطا كناري/فرانس برس)
+ الخط -

جدّدت طهران، اليوم الإثنين، تأكيد رفضها التدخلات الغربية في شؤونها الداخلية، على خلفية الاحتجاجات المستمرّة في البلاد منذ مقتل الشابة مهسا أميني في 16 سبتمبر/أيلول الماضي بعد توقيفها من قبل شرطة الآداب، نافية في سياق آخر تزويد أي طرف بالسلاح في الحرب الروسية على أوكرانيا، ومؤكدة وجود نشاط فعال في ما يتعلق بالاتفاق النووي.

وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، وفق وكالة "إرنا" الإيرانية، على أن "إيران لا تصدّر أسلحة إلى أي طرف، بما في ذلك روسيا، لاستخدامها في حرب أوكرانيا"، مؤكداً أن إيران تعارض الحرب في أوكرانيا وسورية واليمن وغيرها، وتؤمن بضرورة اللجوء إلى الحلول السياسية لحلّ الخلافات.

ولفت إلى أنه على عكس الدول التي تتهم إيران وتصدّر معدات بمليارات الدولارات إلى طرف واحد من الحرب، ركزت جهود طهران على إنهاء الحرب، وتوظيف الآلية السياسية لإنهاء هذا النزاع.

وعلّق كنعاني على تصريح منسق الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الذي قال إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى جولة جديدة من المفاوضات مع إيران حول الاتفاق النووي، بالتأكيد أن المواقف السياسية التي تتخذها واشنطن تختلف عن الرسائل التي ترسلها إلينا، لكن بشكل عام هناك نشاط فعال في ما يتعلق بالاتفاق النووي، ولا يوجد جمود سياسي في نقل الآراء بين الطرفين.

وعن نتيجة عملية التفاوض، قال: "نعتقد أن الإرادة السياسية الأميركية هي التي بإمكانها أن تساعد في توقيع الاتفاق"، مؤكداً أن طهران لن تنتظر التوصل إلى اتفاق لتأمين مصالحها، ولن تربط سياستها الخارجية وعلاقاتها بالاتفاق النووي.

وحول موضوع تبادل السجناء مع الولايات المتحدة، قال كنعاني: "لقد أكدنا أن المفاوضات جارية مع واشنطن بهذا الخصوص من خلال الوسطاء. توصلنا إلى توافقات لم يتم تنفيذها بعد"، وتابع: "لقد أظهرنا حسن نيتنا في المفاوضات، وقد اتخذنا خطوة نحو هذه القضية من خلال النظر في القضايا الإنسانية، لكن الجانب الأميركي لم يتخذ أي إجراء عملي إيجابي في هذا الصدد".

تحذير لبرلين

إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجية أن تدخلات الدول الغربية، وخصوصاً كندا، ومواقفها غير المسؤولة، أدت لاستغلال الاحتجاجات من قبل مثيري الشغب، وقال: "نرفض التدخلات الغربية في شؤوننا الداخلية، والإجراءات غير البناءة من جانب هذه الدول".

وأشار إلى تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، التي قالت أمس الأحد إن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدرسان إدراج الحرس الثوري في قوائم الإرهاب، قائلاً: "نحث ألمانيا على عدم التضحية بالمصالح بين طهران وبرلين لأهداف سياسية قصيرة المدى"، مشدداً على أن أي خطوة ألمانية لوضع الحرس الثوري على قائمة الإرهاب ستكون غير قانونية وغير بناءة.

وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن تصريحات السلطات الألمانية بشأن قرار فرض عقوبات على الحرس الثوري هي استمرار للإجراءات غير المسؤولة لهذه الدول تجاه إيران، وناجمة عن نهجها الخاطئ تجاه إيران حكومةً وشعباً.

وأكد كنعاني أن الحرس الثوري هو مؤسسة عسكرية رسمية إيرانية، ومثل هذا الإجراء غير قانوني، معرباً عن أمله في أن تركز الحكومة الألمانية والحكومات الأخرى على تداعيات إجراءاتها غير البناءة، وألا تضحي بمصالحها المشتركة من أجل المصالح السياسية العابرة والقرارات العاطفية.

وشنّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية هجوماً على الأوروبيين، على خلفية التصريحات الأخيرة لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي قال إن أوروبا "المتميزة" هي "حديقة"، والعالم من حولها "غابة"، مشيراً إلى أن "أولئك الذين يدعون أنهم من سكان الحدائق، ويعتبرون الآخرين من سكان الغابات، التزموا الصمت وتناسوا دعم حقوق المرأة وحقوق الإنسان وحقوق الطفل".

وأضاف كنعاني أنهم ينسون دورهم في تأجيج العنف والاضطراب وخلق أرضية لمثل هذه الأعمال الإرهابية ويتجاهلون مسؤوليتهم.

ولفت إلى أنه لولا دور إيران، وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، لكانت الدول التي تدعي حقوق الإنسان منشغلة حتى الآن بالجرائم الناجمة عن هذه الحركات الإرهابية، وفق قوله.

اعتقال شخص على صلة بهجوم شيراز

وفي سياق آخر، نقلت وكالة "إرنا" عن وزير الأمن إسماعيل خطيب إعلانه اعتقال عنصر ثانٍ على صلة بالهجوم على ضريح ديني في مدينة شيراز، جنوب غرب البلاد.

وقال في تصريح خلال الملتقى الوطني للدفاع المدني، صباح اليوم الاثنين، إن القوى الأمنية اعتقلت مساء أمس الأحد، العنصر الثاني لجريمة مرقد شاهجراغ، والتي راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح، بينهم نساء وأطفال.

ولفت إلى أن الإجراءات التي اتخذتها وزارة الأمن من الناحية الهندسية والدفاعية والاستفادة من تقارير المواطنين عن الحادث، "أدت إلى اعتقال العنصر الثاني في جريمة الهجوم الإرهابي على مرقد السيد أحمد بن موسى"، معتبراً أن من وصفه بـ"العدو"، سيصاب بخيبة الأمل في حال وجود أبناء الشعب في الساحة وتحليهم باليقظة.

المساهمون