استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الفرنسي إلى مقر الوزارة، احتجاجا على نشر مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة كاريكاتيراً يسيء إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.
وأفاد بيان صادر عن الخارجية الإيرانية، الأربعاء، باستدعاء السفير الفرنسي نيكولاس روش، احتجاجا على "العمل المسيء إلى مرتبة إيران ومقدساتها وقيمها الدينية والوطنية".
وقال الناطق باسم الخارجية ناصر كنعاني إنهم سلّموا السفير الفرنسي مذكرة دبلوماسية تضمنت "احتجاج إيران القوي على الإساءة غير المقبولة".
وأكد أنه "لا يمكن لفرنسا تبرير إهانة المقدسات للدول الإسلامية الأخرى بدعوى حرية التعبير".
وشدد كنعاني على أن إيران "تحتفظ بحقها في الرد بشكل مناسب" على هذا السلوك.
وأشارت الوزارة إلى أنها تنتظر صدور بيان من الحكومة الفرنسية يدين سلوك "شارلي إيبدو".
ونشرت المجلة في عدد خاص، الأربعاء، رسوما كاريكاتيرية لخامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران وصاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا.
وأتت الرسوم في سياق مسابقة أعلنت عنها المجلة دعماً للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر/أيلول، عقب وفاة الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، عبر "تويتر"، أن "العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر من دون رد حاسم وفعال".
وأضاف: "لن نسمح للحكومة الفرنسية بتجاوز حدودها. لقد اختاروا طريقا خاطئا بالتأكيد".
اقدام توهین آمیز و خارج از نزاکت نشریه ای فرانسوی در انتشار کاریکاتور علیه مرجعیت دینی و سیاسی بدون پاسخ قاطع و موثر نخواهد بود. به دولت فرانسه اجازه نمیدهیم پا را از گلیم خود فراتر گذارد.آنها قطعا مسیر اشتباهی را انتخاب کرده اند. پیشتر این نشریه را در فهرست تحریمها قرار دادیم.
— H.Amirabdollahian امیرعبداللهیان (@Amirabdolahian) January 4, 2023
وأطلقت المجلة في ديسمبر/كانون الأول الماضي "مسابقة دولية لإعداد رسوم كاريكاتورية" لخامنئي، بهدف "دعم الإيرانيين الذين يناضلون من أجل حريتهم".
وقُتل مئات الأشخاص، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كما أوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبِر مسؤولون إيرانيون جزءا كبيرا منها بمثابة "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.
وأعربت دول غربية عدة، منها فرنسا، عن دعمها للاحتجاجات، موجّهة انتقادات إلى تعامل السلطات الإيرانية معها.
وفي واشنطن، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين ردّاً على سؤال حول الرسوم الكاريكاتيرية التي نشرت الأربعاء، إنّ الولايات المتحدة تقف "إلى جانب حرية التعبير" سواء "في فرنسا أو في إيران".
وكان مدير المجلة لوران سوريسو، المعروف باسم ريس، قد أوضح أن ذلك "كان طريقة لإظهار دعمنا للرجال والنساء الإيرانيين الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن حريتهم ضد النظام الديني الذي يضطهدهم منذ عام 1979".
من جهتها، رأت الوزيرة الفرنسية السابقة والنائبة في البرلمان الأوروبي ناتالي لوازو، في تغريدة، أن رد الفعل الإيراني "محاولة للتدخل" في شؤون "شارلي إيبدو" و"تهديد" للمجلة.
وأضافت: "ليكن الأمر واضحا: النظام القمعي الديني في طهران لا يسعه أن يملي دروسا على فرنسا".
إيران تغلق مركز أبحاث فرنسياً
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، الخميس، إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) رداً على نشر الرسوم المسيئة لخامنئي.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الإيرانية أن "الجمهورية الإسلامية تندّد بعدم تحرّك السلطات الفرنسية المعنية المتواصل في مواجهة معاداة الإسلام، والترويج للكراهية العنصرية في الإعلام الفرنسي".
وأعلنت الوزارة "وضع حد لنشاطات المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى" من الردّ الإيراني على الرسوم الكاريكاتورية.
وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية، أبصر النور في عام 1983 بعد اندماج "البعثة الأثرية الفرنسية في إيران" (دافي)، التي أنشئت في عام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت)، الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.
باريس تأسف
في المقابل، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، أنها لم تُبلّغ رسميًا بإغلاق السلطات الإيرانية المعهد الفرنسي للبحوث في إيران.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر "لم نتلقّ أي معلومة رسمية حتى الآن في ما يخصّ إعلانات عبر الإعلام للسلطات الإيرانية في ما يخصّ إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري)".
وأضافت "سيكون ذلك مؤسفًا بالطبع في حال تأكّد"، لافتة إلى أن هذا المعهد "مركز عريق للثقافة والتبادل".
(الأناضول، فرانس برس)