طهران ترفض تقرير الطاقة الذرية عن تغييرات غير معلنة في أجهزة الطرد الإيرانية

04 فبراير 2023
رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية محمد إسلامي (أشكين كياغان/الأناضول)
+ الخط -

انتقدت إيران ما قالت إنه تصرف "غير مقبول" للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في أعقاب تقرير للوكالة الأممية عن تعديلات على أجهزة طرد مركزي، تؤكد طهران أنه استند إلى خطأ من أحد المفتشين الدوليين.

وتأتي الانتقادات الجديدة بعد زهاء أسبوعين من إعلان غروسي عزمه التوجه إلى طهران خلال فبراير/شباط، لحضّ إيران على زيادة تعاونها بشأن أنشطتها النووية، بعد تقليصه منذ أشهر في ظل توترات بين طهران وكل من الوكالة وأطراف غربية، وفي ظل جمود يسود مباحثات إحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 بشأن برنامج إيران النووي.

وأوردت الوكالة، في تقرير سري هذا الأسبوع، أن إيران أدخلت تعديلاً جوهرياً على الربط بين سلسلتين تعاقبيتين من أجهزة الطرد لتخصيب اليورانيوم، بنسبة تصل إلى 60 بالمائة في منشأة فوردو، من دون الإبلاغ عن ذلك بشكل مسبق.

وردت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بأن التقرير يعود إلى "خطأ" من مفتّش دولي، وأن المسألة تم "إيضاحها" قبل صدور التقرير إلى الدول الأعضاء.

ونقلت وكالة "إرنا" الرسمية، اليوم السبت، عن رئيس المنظمة الإيرانية محمد إسلامي قوله: "بعثنا برسالة إلى الوكالة بأن المفتش (...) ارتكب خطأ ورفع تقريراً غير دقيق. لكن مجدداً، قام المدير العام للوكالة بنشر ذلك عبر الإعلام". وأضاف: "هذا التصرف غير احترافي وغير مقبول، ونأمل ألا يواصل المدير العام للوكالة هذه الممارسة، لأن هذا الأمر غير مقبول حيال سمعة الوكالة".

وأورد تقرير الوكالة أن المفتشين اكتشفوا، خلال عملية تفتيش غير معلنة في 21 يناير/كانون الثاني، أن "سلسلتي طرد مركزي من طراز "آي آر-6"... مترابطتان بطريقة تختلف اختلافاً جوهرياً عن طريقة التشغيل التي أعلنتها إيران للوكالة". وأضاف أن إيران استخدمت هاتين السلسلتين منذ أواخر عام 2021 لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%.

وفي بيان مشترك أمس الجمعة، رأت الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، أن التصريحات الإيرانية عن استناد التقرير الأممي إلى خطأ من أحد المفتشين الدوليين هي "غير كافية". وقالت هذه الدول، وهي من أطراف اتفاق 2015، إن التغيير "يتعارض مع التزامات إيران"، وإن "عدم الإخطار المسبق يضعف طاقة الوكالة على الحفاظ على قدرة الكشف السريع في المنشآت النووية الإيرانية".

وأبدى غروسي، في 24 يناير/كانون الثاني، عزمه على زيارة إيران لإجراء "حوار سياسي تشتدّ الحاجة إليه" مع الجمهورية الإسلامية، في ظل جمود مباحثات إحياء اتفاق العام 2015.

وأتاح الاتفاق تقييد أنشطة طهران النووية في مقابل رفع عقوبات مفروضة عليها. إلا أن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه في 2018، معيداً فرض عقوبات قاسية على طهران، التي ردت ببدء التراجع عن غالبية التزاماتها الأساسية.

واعتباراً من إبريل/نيسان 2021، أجرت طهران والقوى الكبرى، بتنسيق من الاتحاد الأوروبي ومشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات لإحياء الاتفاق، الا أنها تعثّرت منذ سبتمبر/أيلول.

(فرانس برس)