طلاب يهود يرفضون اتهام اعتصام جامعة كوبنهاغن بـ معاداة السامية

13 مايو 2024
مخيم للطلبة في حرم جامعة كوبنهاغن دعماً للشعب الفلسطيني، 7 مايو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في الدنمارك، تواجه حملة اليمين واليمين المتشدد ضد الحراك التضامني مع فلسطين في جامعة كوبنهاغن انتقادات لاتهامها المتظاهرين بمعاداة السامية، وهو ما رفضه الطلاب اليهود مؤكدين عدم شعورهم بالأمان أو معاداة السامية.
- الحملة اليمينية تدعو لتطبيق نموذج أميركي لمنع معاداة السامية واستدعاء الشرطة لفض الاعتصام، بينما ينتقد الطلاب اليهود استغلال مسألة معاداة السامية لأغراض شعبوية.
- الطلاب المعتصمون يواصلون مفاوضاتهم مع إدارة الجامعة، مطالبين بالاعتراف بالإبادة في غزة، وقف إطلاق النار، سحب الاستثمارات من الشركات المستفيدة من احتلال فلسطين، والمقاطعة الأكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية.

يبدو أن مواقف بعض اليمين واليمين المتشدد من الحراك التضامني مع فلسطين في الدنمارك، بات في حالة حرج بعد أن تزايد الكشف عن أنه حتى الطلاب اليهود لا يشاركونهم المواقف والاتهامات التي تطاول المتضامنين في جامعة كوبنهاغن. فعلى عكس ما ذهبت إليه مسؤولة اتحاد طلبة كوبنهاغن في حزب المحافظين الدنماركي "الطلبة المحافظون"، جوزفين باسك، من اتهامات للمتظاهرين والمعتصمين في جامعة كوبنهاغن بأنهم "معادون للسامية"، إلى جانب انتقادات أخرى لاذعة للحراك المؤيد لفلسطين، ذهب مسؤولون بين طلاب يهود في الجامعة إلى رفض "شعبوية خطاب المحافظين"، مشددين على أنهم لا يشعرون بما يسمى معاداة السامية نتيجة الاعتصام الجامعي.

والحملة اليمينية على اعتصام الطلبة وعلى مطالبهم لإدارة جامعة كوبنهاغن وصلت إلى حد المطالبة بـ"تحصين منع معاداة السامية وفق النموذج الأميركي، لما يخلقه التحرك الجامعي من عدم أمان بين الطلاب اليهود". ولدى "المحافظين"، وغيرهم من يمين متشدد، يتطلب الأمر استدعاء الشرطة لفض الاعتصام، والمزيد من التحريض على الفعاليات في الشارع بحجة أنها "تثير عدم أمان عند اليهود".

رد الطلبة اليهود بأنفسهم، اليوم الاثنين، أحرج مسؤولة "الطلبة المحافظون" باسك. فقد اعتبر الطلاب اليهود، وفقاً للتلفزة الدنماركية، أن ما يطرح هو "تشويه للواقع وسوء استخدام لمصطلح معاداة السامية". وكتب الطلاب اليهود في صحيفة الجامعة "يوني أفيزن"، أنه "يجب على "الطلبة المحافظون" أن يمتنعوا عن إساءة استخدام معاداة السامية في شعبويتهم المسرحية". وأشار الطالب والناشط اليهودي الدنماركي، جوناثان كيرين كلاريس، للتلفزيون الدنماركي، بأنه رغم عدم اتفاقه مع العديد من المطالب التي قدمتها حركة "طلاب ضد الاحتلال" (إلى إدارة جامعة كوبنهاغن) لا يستطيع التعرف على الصورة التي مفادها أن ذلك التحرك التضامني "يخلق عدم أمان بين الطلاب اليهود".

وأشار كلاريس الذي يدرس "دراسات الشرق الأوسط بجامعة كوبنهاغن"، أنه والكثير من الطلاب اليهود ليس لديهم عدم شعور بالأمان، كما يسوق معسكر اليمين واليمين المتشدد في مهاجمة الاعتصام الجامعي وعموم التحركات التضامنية في الشارع.
ويؤكد هؤلاء للتلفزيون الدنماركي: "لا نعتقد إطلاقاً أن تلك التحركات هي تعبير عن معاداة السامية".

وقال كلاريس إنه تلقى "عدداً من الرسائل من طلاب يهود أكدوا أنهم لا يستطيعون التعرف على الصورة التي يقدمها الطلبة المحافظون". وتساءل الطلبة اليهود الدنماركيون عن كيفية بناء منظمة طلابية تتبع مواقفها لحزب سياسي وتصل إلى نتيجة أنهم يهود يشعرون بعدم أمان وبأن التحركات من "طلاب ضد الاحتلال" هي بمثابة معاداة للسامية، معتقدين أنه "يجب عدم الزج بمسألة معاداة السامية في هذا النوع من الخطاب الشعبوي".

التفاعل الطلابي اليهودي، سواء من مشاركين منهم في الاعتصام، أو من رافضي مطالبه، يركز على رفض الزج بشعار معاداة السامية، ما جعل المسؤولة الطلابية في اتحاد طلاب حزب المحافظين جوزفين باسك، مضطرة على خلفية تدخل اليهود لوضع حد لطرحها المتواصل منذ فترة طويلة لشعار معاداة السامية، إلى التصريح بأنها لا تعتبر اعتصام طلبة جامعة كوبنهاغن تحركاً معادياً للسامية.

ومع أن الطلاب اليهود المعارضين لمطالب اعتصام طلبة جامعة كوبنهاغن، يرفضون تصنيفه بأنه "معاد للسامية"، أصر المسؤول الوطني لطلاب الدنمارك المحافظين، دانيال بيكيسي، على موقف حزب المحافظين بأن "معسكر الخيام هو معاد للسامية"، وفق رسالة أرسلها إلى هيئة البث العام في الدنمارك، دي آر، مستشهداً باستخدام الطلبة لكلمات مثل: انتفاضة، والنصر، والثورة (وبعضها يرفعها طلبة دنماركيون ينتمون إلى الحزب الشيوعي الثوري في الدنمارك) للدلالة على أنه معاد للسامية.

بل اعتبر بعض منتقدي اعتصام الطلبة في جامعة كوبنهاغن أن لافتة كُتب عليها: "معاداة الصهيونية ليست معاداة للسامية" هي لافتة معادية للسامية لأنها ضد وجود إسرائيل، كما شدد على ذلك المسؤول في حزب المحافظين دانيال بيكيسي، وهو في الأصل يهودي دنماركي.

ويُظهر هذا السجال في معسكر رافضي الاعتصام الجامعي بعض أوجه الشعبوية لدى معسكر اليمين، خصوصاً حين يتعلق الأمر بظهوره أكثر حرصاً على الطلاب اليهود من أنفسهم. ويذكر ذلك بمواقف بعض الساسة المحليين والأوروبيين الذين كانوا في الأيام الأولى للحرب على غزة يبدون "عدم الموافقة" على وقف إطلاق النار، برغم أن بعض الإسرائيليين كانوا يطالبون بذلك لأجل إطلاق سراح الأسرى في غزة.

والحرص على الطلبة اليهود، كما يدعي مؤيدو دولة الاحتلال الإسرائيلي، لا يأبه لمستوى نشر شعبويته لكراهية ضد الطلاب الفلسطينيين والدنماركيين المعارضين للاحتلال، بحسب ما ينتقد الطلاب المعتصمون والمتظاهرون في مختلف مدن الدنمارك.

على كلٍّ، يجري الطلبة المعتصمون في جامعة كوبنهاغن، مفاوضات، عصر الثلاثاء، من خلال "طلاب ضد الاحتلال" مع إدارة الجامعة متمسكين بستة مطالب، وعلى رأسها أن تعترف الجامعة بالإبادة المستمرة في  قطاع غزة وتدينها، وأن تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار.

ويطالب المعتصمون جامعة كوبنهاغن بسحب استثماراتها وإنهاء اتفاقيات الشراء مع الشركات التي تستفيد من احتلال فلسطين أو المتواطئة فيه، مع ضرورة إظهار الشفافية المالية الكاملة في ما يتعلق باستثماراتها. وكذلك "يجب أن تلتزم جامعة كوبنهاغن بالمقاطعة الأكاديمية من خلال إنهاء التعاون المؤسسي مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية". وتؤكد "طلاب ضد الاحتلال" أنه يجب على جامعة كوبنهاغن "أن تعترف بالوضع الصعب الذي يعيشه طلابها الفلسطينيون".

المساهمون