طائرات روسية تقصف في البادية السورية وتستهدف "حراقات" نفط في حلب

08 ابريل 2022
تجهيزات بدائية لتكرير النفط في سورية (رامي آل سيد/ فرانس برس)
+ الخط -

شنت الطائرات الحربية الروسية، فجر وصباح اليوم الجمعة، غارات على مناطق عدة في سورية، استهدفت إحداها المصافي البدائية لتكرير النفط في الشمال السوري، والتي تسمى "الحراقات"، وهي عبارة عن خزانات من الحديد، وذلك شرقي حلب، في منطقة خاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا.

وذكرت مصادر محلية، ومنها صفحة "أخبار مدينة الباب" على "فيسبوك"، أن الطيران الحربي الروسي استهدف حراقات ترحين بريف مدينة الباب، شرقي حلب، بغارة جوية، في عملية أطلقت خلالها عدة صواريخ، ما أدى إلى اشتعال النيران في تلك الحراقات.

ويتم في منطقة ترحين، التابعة لمدينة الباب، تكرير النفط الخام القادم من مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وكانت المنطقة قد تعرضت سابقاً لهجمات جوية وصاروخية روسية مماثلة.

 في غضون ذلك، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن تعزيزات عسكرية لقوات النظام والمليشيات الموالية لها وصلت إلى بادية الرصافة في محافظة الرقة وبادية السخنة بريف حمص الشرقي قرب الحدود الإدارية مع دير الزور، وذلك تمهيداً للبدء بحملة تمشيط جديدة بحثاً عن عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي.

ويتزامن ذلك مع شن الطائرات الحربية الروسية، خلال الساعات الماضية، نحو 22 غارة جوية على بادية الرصافة بمحافظة الرقة، مستهدفة مغارات وكهوفاً يرجّح أن عناصر التنظيم يتوارون فيها، وسط معلومات عن وقوع خسائر بشرية، وفق "المرصد".

هجمات وحظر للتجول

وفي شرق البلاد، هاجم مسلحون مجهولو الهوية بالأسلحة الرشاشة نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" بالقرب من نهر الفرات في بلدة الجرذي بريف دير الزور الشرقي، فيما فرضت "قسد" حظراً للتجول في مدينة هجين بريف دير الزور اعتباراً من الساعة 7 مساءً حتى 6 صباحاً حتى إشعار آخر، وذلك بعد تعرض أحد حواجزها العسكرية لهجوم مسلح أدى لمقتل عنصرين قبل يومين.

واستقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية إلى بلدة أبو راسين، شرقي رأس العين، فيما قتل عنصر من المليشيا وأصيب عدد من عناصرها بجروح جراء قصف مدفعي لـ"الجيش الوطني السوري" على مواقعها في محيط قريتي جديدة ومعلق قرب بلدة عين عيسى، شمالي الرقة. كما استهدف القصف مواقع انتشار "قسد" في قرى المعلق وصيدا ومحيط طريق "إم 4" شمالي الرقة.

تنديد بممارسات "قسد"

من جهة أخرى، اختطفت "الشبيبة الثورية"، التي تعمل ضمن مناطق سيطرة "قسد"، الطفل عزيز شيخ حسن، البالغ من العمر 14 عاماً، من مدينة تل رفعت، شمالي حلب، بهدف سوقه إلى معسكرات التجنيد الإجباري، فيما طالب ذوو طفل آخر، يدعى نواف خالد عبيد الهبيرة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، "قسد" والتحالف الدولي بإطلاق سراحه.

إلى ذلك، اتهم "المجلس الوطني الكردي" المعارض حزب "الاتحاد الديمقراطي" بممارسة سياسة تجويع الشعب وإذلاله بهدف "إخضاع كل من يخالفهم الرأي ودفعهم للاستسلام لأجنداته وسياساته".

وأضاف المجلس، في بيان حول إضراب أصحاب المحال في مدينة القامشلي احتجاجاً على فرض "الإدارة الذاتية" ضرائب مالية، أن هذه الخطوة تأتي في وقتٍ يعاني فيه أهالي المنطقة من وضع اقتصادي مزرٍ وارتفاع جنوني في الأسعار.

وكان أصحاب محال تجارية قد أضربوا في سوق القامشلي احتجاجاً على فرض "بلدية الشعب" التابعة لـ"الإدارة الذاتية" ضرائب مالية وصلت قيمة بعضها إلى مليون ليرة سورية سنوياً، يوم الثلاثاء الماضي.

وردت "الإدارة الذاتية" على الاحتجاجات بالقول إنّ قرار جباية الضّرائب موجود منذ ثماني سنوات، ولكن تقديراً للظروف الاقتصادية والمعيشية للسكان تم إعفاؤهم طيلة هذه المدة.

وفد طاجيكستاني في مناطق شمال شرقي سورية

في الأثناء، زار وفد دبلوماسي طاجيكي مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الواقعة شمال شرقي سورية، والتقى بمسؤولين في الإدارة، التي استقبلت خلال الأيام الأخيرة العديد من الوفود الغربية والأوروبية.

وقالت دائرة العلاقات الخارجية في القامشلي، في بيان، إن "الوفد الطاجيكي برئاسة سفير دولة طاجيكستان في الكويت زبيد الله زبيدوف، وبرفقة السكرتير الثالث في السفارة الطاجيكية في الكويت ورسلان دزوريف، زار المنطقة".

وبحسب البيان، فقد كان باستقبال الوفد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية عبد الكريم عمر، ونائبي الرئاسة المشتركة عبير إيليا وفنر الكعيط.

ووفقاً لدائرة العلاقات الخارجية، فقد تباحث المجتمعون حول العديد من الملفات والقضايا المتعلقة بالمنطقة، وخاصة الوضع في شمال شرقي سورية.

وأشارت الدائرة إلى "وضع الوفد بصورة الأحداث والهجمات الأخيرة في كل من سجن الحسكة (الصناعة) ومخيم الهول، والتي كان يهدف تنظيم داعش الإرهابي من خلالها إلى نشر الفوضى والسيطرة على مدينة الحسكة، ومن ثم على بقية المناطق وبالتالي إعادة إحياء نفسه من جديد".

فقد الاتصال مع عناصر من "فاطميون"

من جهة أخرى، فقدت مليشيا "فاطميون" الأفغانية الموالية لإيران الاتصال بمجموعة من عناصرها مع مدرعة عسكرية، وذلك على محور حقل الهيل النفطي، جنوبي السخنة، في بادية حمص الشرقية خلال جولة تفقدية للحقل.

وذكر موقع إذاعة "وطن إف إم" أن خمسة عناصر مع عربتهم العسكرية وكامل الأسلحة والعتاد قُطِع الاتصال بهم في ظل محاولات من قبل المليشيا للعثور عليهم، موضحة أن من بين المفقودين أفغانياً وعراقياً.

في الأثناء، بدأت حواجز النظام بالتدقيق في هويات المدنيين في محافظة درعا، مع انتهاء فترة التأجيل التي منحها للمتخلفين عن الخدمة العسكرية.

وذكر الناشط أبو محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن حواجز النظام طلبت هويات ركاب الحافلات العامة، وخاصة الشباب، بحثاً كما يبدو عن المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية.

وانتهت، مطلع الشهر الحالي، مدة تأجيل المتخلفين عن أداء الخدمة العسكرية الإلزامية في محافظتي درعا والقنيطرة، ما يعني ضرورة التحاقهم بالخدمة في قوات النظام السوري، أو التعرض للملاحقة الأمنية.

المساهمون