ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة "ريشت بيت"، نقلاً عمّا وصفتها بمصادر فلسطينية في رام الله، اليوم الثلاثاء، أنّ السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس تضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كي يدرج الأخير في تصريحاته السياسية خلال زيارته غداً لإسرائيل، ومن ثم لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيت لحم، دعوة لتجميد البناء الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، أو على الأقل عدم البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة.
وبحسب هذه المصادر، فإنّ جهات أميركية أبلغت الطرف الفلسطيني بأنّ بايدن يدرس أن يقول في تصريحاته إنّ "مواصلة البناء في المستوطنات تهدّد حل الدولتين، وتبعد الطرفين عن اتفاق حلّ دائم".
ووفقاً للمصادر الفلسطينية، فإنّ "من شأن بايدن أن يتطرق أيضاً لحلّ الدولتين باعتباره الحلّ الوحيد المقبول لدى الأميركيين".
وتأتي هذه التصريحات عشية زيارة بايدن للمنطقة، والتي سيبدأها غداً في إسرائيل، حيث ينتظر أن تحطّ طائرته في مطار بن غوريون عند الثالثة والنصف بعد الظهر، وسيكون في استقباله رئيس حكومة الاحتلال يئير لبيد، ومن هناك سيتوجه الاثنان إلى قاعدة بلماحيم العسكرية. بعد ذلك، سيزور بايدن مؤسسة "ياد فشيم"؛ المركز الإسرائيلي لإحياء ذكرى ضحايا الهولوكوست.
أما في اليوم الثاني للزيارة، فسيلتقي بايدن كلاً من رئيس الحكومة الإسرائيلية يئير لبيد، والرئيس إسحاق هرتسوغ، فيما تبرز وسائل الإعلام أنّ بايدن خصّص فقط 15 دقيقة للقاء مع رئيس الحكومة السابق وزعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.
وسيعقد بايدن ولبيد مؤتمراً صحافياً مشتركاً عند الثانية عشرة ظهراً، وجملة من الفعاليات الأخرى لزيارة محطات مختلفة.
أما في ما يتعلق بـ"الفقرة الفلسطينية" من زيارة بايدن، فوفقاً للبرنامج الذي نشرته الإذاعة الإسرائيلية العامة صباح اليوم، مع تأكيدها على احتمال حصول تغيير فيها، فإنه من المقرّر أن يتجه بايدن، في أول زيارة يقوم بها رئيس أميركي لمستشفى فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، إلى مستشفى "المطلع" الذي يحمل أيضاً اسم مستشفى "أوغوستا فيكتوريا"، في حي الطور، القريب من مبنى الجامعة العبرية على جبل المشارف.
وفي الثانية عشرة من ظهر يوم الجمعة، سيتجه بايدن إلى بيت لحم، حيث سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ثم يعود لإسرائيل بمراسم وداع رسمية يحضرها رئيس الحكومة والرئيس الإسرائيلي فقط، ليغادر من مطار بن غوريون عند الثانية بعد الظهر متوجهاً في رحلة مباشرة إلى السعودية.
قوننة المستوطنات
إلى ذلك، كشفت صحيفة هآرتس، اليوم الثلاثاء، أن ما يسمى قسم الاستيطان في الوكالة الصهيونية العالمية قرر رصد مبلغ 29 مليون شيكل (8 ملايين و300 ألف دولار تقريبا) من أجل ربط البؤر الاستيطانية غير القانونية (حتى وفقا للتعريف الإسرائيلي) بشبكة الكهرباء الإسرائيلية العامة في سياق الإجراءات الجارية لتحويل هذه البؤر الاستيطانية إلى "مستوطنات قانونية" بالمقاييس الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن المبلغ المذكور سيستخدم أيضا لإتمام عمليات مسح للأراضي التي تقوم عليها هذه البؤر الاستيطانية، ووضع مخططات تنظيم وخرائط هيكلية تمهيدا لشرعنتها.
وبينت أن هذه المبالغ تأتي من ميزانيات متفق عليها في اتفاقية الائتلاف الحكومي لحكومة نفتالي بينت، التي أنهت ولايتها قبل أسبوعين، مع الكنيست، وحددت كميزانيات لأغراض الاستيطان.
ووفق الصحيفة، فإن "شرعنة" البؤر الاستيطانية هي بند جديد في خطة العمل السنوية لقسم الاستيطان في الوكالة الصهيونية العالمية للعام 2022.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسالة ربط هذه البؤر الاستيطانية غير القانونية بالكهرباء وبناء بنى تحتية لها "مرهون بموافقة من المستوى السياسي" تحت مسمى "أمر الكهرباء"، وأن المبلغ رُصد منذ البداية لهذه الغاية.
وأضافت هآرتس في تقريرها إلى أن "أمر الكهرباء" مرهون أيضا بقرار من وزير الأمن بني غانتس، لكن لا يتوقع حاليا إصدار الأمر فعليا، ربما بفعل زيارة بايدن.
ويأتي القرار اليوم أيضا في سياق الدعاية الانتخابية، خصوصا أن الوكالة الصهيونية العالمية هي هيئة غير مرتبطة بالحكومة الإسرائيلية، ولكنها تنفذ سياسات الاستيطان، بما يمكن دولة الاحتلال الإسرائيلي من التنصل من مسؤوليتها عن خطط وبرامج هذه المنظمة، في حال وجهت لها انتقادات دولية من الخارج.