قُتل وجُرح مدنيون اليوم الثلاثاء، جراء قصف واشتباكات بين فصائل من الجيش الوطني السوري في مدينة الباب بريف حلب شماليّ سورية، فيما جدّدت قوات النظام قصفها المدفعي على ريف إدلب، عقب قصف أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين في ريف حلب.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن مدنياً قُتل جراء إصابته برصاص طائش ناجم عن اشتباكات بين عناصر من "الفيلق الثالث" وعناصر من "فرقة الحمزة" التابعة للجيش الوطني السوري، على طريق بلدة بزاعة في محيط مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي الخاضع للجيش الوطني والنفوذ التركي.
وجاءت الاشتباكات، بحسب المصادر، بعد إلقاء القبض على خلية متورطة باغتيال الناشط محمد عبد اللطيف المعروف بـ"أبو غنوم" وزوجته في مدينة الباب قبل أيام، وهي تتبع لـ"فرقة الحمزة".
وقالت المصادر أيضاً إن "الفيلق الثالث" سيطر على الكلية العسكرية والمقر الأمني التابع لفرقة الحمزة في مدينة الباب، بعد اشتباكات بين الطرفين، وانسحاب عناصر "الحمزة" باتجاه مدينة بزاعة.
وأكدت المصادر أن "فرقة الحمزة" أطلقت قذائف مدفعية من بلدة بزاعة باتجاه مدينة الباب، موقعة ثلاثة جرحى وأضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وأضافت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" أن إلقاء القبض على الخلية المتورطة بالاغتيال جرى إثر التأكد من كاميرات المراقبة من قبل غرفة عمليات مصغرة، شكّلها الفيلق الثالث والشرطة المدنية والعسكرية في المدينة، وذلك بعد غضب شعبي وإضراب ساد المدينة احتجاجاً على الفلتان الأمني.
وفي وقت سابق، أعلن ناشطون وأهالٍ في مدينة الباب عصياناً مدنياً وإضراباً على مستوى المدينة، مطالبين السلطات بتحمل مسؤوليتها ووقف الفلتان الأمني المستمر. وبثت غرفة العمليات فيديو يظهر فيه اعتراف الشخص الذي قُبض عليه، بضلوع الخلية في عملية الاغتيال، وأن الخلية تابعة لـ"فرقة الحمزة" ويقودها المدعو أبو سلطان الديري.
وشهدت مدينة الباب سابقاً عمليات اغتيال وتفجيرات أدت إلى مقتل وإصابة المئات من المدنيين والعسكريين، وجلها سُجّل ضد مجهول.
وقال بيان عن "مجلس أبناء الثورة"، إن ضلوع مجموعة من "فرقة الحمزة" في عملية الاغتيال، لا يعني ضلوع الفرقة كلها في العملية، وإنها تؤكد ضرورة محاسبة المجرمين، ورفض الفتنة بين الفصائل، مطالبة المسؤولين عنها بعدم الانجرار وراء الفتنة والاقتتال الداخلي.
قتلى للنظام
وفي إدلب، جدّد النظام السوري صباح اليوم قصفه على مناطق متفرقة في محيط النقاط التركية المتمركزة هناك، وقال الناشط مصطفى المحمد لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت بقذائف المدفعية محاور بلدة معارة النعسان شمال شرقي إدلب، وبلدات البارة والفطيرة وحرش بينين في جبل الزاوية جنوبي المحافظة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس الاثنين، إن ثلاثة عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط، قتلوا نتيجة استهداف الفصائل لمحور الفوج 46 بريف حلب الغربي، كذلك قُتل ضابط وعنصر من قوات النظام على محاور ريف إدلب.
وكان قصف من النظام السوري قد أدى في وقت سابق إلى مقتل طفل وامرأة، حيث طاول القصف صالة أفراح في بلدة الأبزمو بريف حلب الغربي.