قال ضابط إسرائيلي إن إيران دشنت بنية صناعية عسكرية في منطقة مصياف، شمال سورية.
وأضاف الضابط "نيتسان"، المسؤول عن قطاع الشمال في الاستخبارات التكنولوجية التابعة للواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، في مقابلة نشرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم" اليوم الأربعاء، أن إيران تستخدم مرافق الصناعات العسكرية السورية في إنتاج الوسائل القتالية وتحديداً الصواريخ، مشيراً إلى أن هذه الأنشطة تتواصل بشكل سري ومن دون التنسيق مع نظام بشار الأسد أو الحصول على إذن مسبق منه.
ونوه الضابط إلى أن القائمين على الصناعات العسكرية الإيرانية في سورية على علاقة وثيقة بقادة "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، فضلا عن أنهم يتلقون رواتب مقابل دورهم في إنتاج عشرات الصواريخ في السنة.
ولفت إلى أن "الوسط 4" هو أهم مرافق الصناعات العسكرية السورية والمتخصص في إنتاج السلاح في منطقة مصياف، مشيرا إلى أن هذا المرفق يضم "المركز 4000"، الذي يتولى بشكل خاص إنتاج الصواريخ.
وزعم الضابط أن الذي يقود "الوسط 4" هو عاصف دياب، في حين أن الضابط المسؤول عن الأمن فيه هو خضر حمدان، زاعماً أنهما على اتصال مباشر بـ"فيلق القدس"، ويتلقيان منه مخصصات مالية مقابل الطاقة الإنتاجية من الصواريخ سنويا.
وحسب الضابط، فإن "الوسط 4" ينتج صواريخ "M600"، التي تزود بها إيران "حزب الله"، لافتاً إلى أنه يتم تزويد هذه الصواريخ بتقنيات تصنع في إيران بهدف تحويلها إلى صواريخ ذات دقة إصابة عالية ليتسنى للحزب المس بأهداف "نوعية" داخل إسرائيل في الحرب القادمة.
واستدرك أن قدرات الصناعية العسكرية الإيرانية في مصياف "متعثرة لكنها تبقى تهديدا قائما".
وأردف الضابط أن إيران كانت تصنع هذه الصواريخ داخلها لكن بسبب استهداف إسرائيل لقوافل السلاح المهرب لجأت إلى انتاجها داخل سورية.
وأبرز أن استهداف إسرائيل المرافق الصناعية العسكرية في مصياف دفع الإيرانيين إلى تدشين مرافق تحت أرضية لإنتاج السلاح في المنطقة.
وأوضح أن المسؤول الإيراني الذي كان مسؤولا عن العلاقة مع القائمين عن المرافق الصناعية السورية التي تنتج السلاح لمصلحة طهران كان عزيز أصبار، الذي اغتيل في 2018، مشيراً إلى أن من يتولى إدارة المشروع عن الجانب الإيراني حاليا هما: علي نيروزي، قائد الشعبة التقنية واللوجستية في الحرس الثوري، وأبو علي مسعود نكبحت.
ويرتبط كل من نيروزي ونكبحت بعلاقة مباشرة ببسام مرهج الحسن، مستشار بشار الأسد المقرب، لكنهما يديران الصناعات العسكرية من خلال التواصل بشكل مباشر مع المسؤولين عن "الوسط 4" في الصناعات العسكرية السورية، كما أضاف الضابط.
وادعى الضابط أن مدراء ومهندسين في الصناعات العسكرية السورية يعملون بتوجيه مباشر من إيران.
وحول فاعلية الهجمات الإسرائيلية في مواجهة الصناعات العسكرية الإيرانية في سورية، قال الضابط إن هذه الهجمات لم تمس بدافعية الإيرانيين لمواصلة أنشطة التصنيع.
ونقلت الصحيفة عن "ماي"، الضابطة المسؤولة عن قسم صواريخ أرض أرض في لواء الأبحاث التابع لـ"أمان"، قولها إن مشاريع التصنيع العسكري الإيراني يتم إيقافها في كثير من الأحيان "عندما تكون في نصف الطريق" بسبب تراجع الاستعداد للعمل أو بسبب غياب الأشخاص الذين يقتلون أو يصابون في القصف.