صمت فلسطيني!

20 يونيو 2015
تحركت إسرائيل دولياً لتطويق تداعيات تقرير لجنة "شاباس" (Getty)
+ الخط -
تحركت إسرائيل في الأسبوع الأخير على أكثر من جبهة، محلية ودولية، وحثّت أصدقاءها على الوقوف إلى جانبها ضد التقرير المرتقب للجنة "شاباس". جندت عدداً لا يُستهان به من رؤساء أركان سابقين لجيوش أوروبية وغير أوروبية (كولومبيا، البرازيل، الولايات المتحدة) مختلفة، ليقدموا لها شهادة زور بأن جيشها الأكثر أخلاقية في العالم، وأنه حافظ على ضبط النفس خلال العدوان على غزة. وهاجم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروسور، مبعوثة الأمين العام ليلى زروقي، بسبب التقرير حول وضع الأطفال في مناطق النزاع المسلح، وانتقاد التقرير للكم الهائل من القتلى الأطفال في غزة.

في المقابل، لم نسمع لغاية اليوم صوتا فلسطينياً، رسميا أو شبه رسمي، يدافع عن ليلى الزروقي، أو عن ضحايا جرائم إسرائيل في القطاع. ويبدي المسؤولون الفلسطينيون عزوفاً، غريباً، عن الخوض في التقرير الرسمي المرتقب حول جرائم إسرائيل في القطاع، منشغلين في استباق إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة في غزة، بناء على تقارير صحافية لا غير، لوضع حد لحكومة الوحدة الفلسطينية بدلاً من تعزيزها وتسخيرها لضمان عدم ضياع تقرير اللجنة الدولية عن جرائم إسرائيل في غزة، كما ضاع قبله تقرير القاضي غولدستون.

يصمت الجانب الفلسطيني أيضاً، كما هو بين حتى الآن، عن تحرك إسرائيل لمواجهة حركة المقاطعة الدولية، ولا يبدي أي وقوف إلى جانب حركة عالمية تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، فيما يجد وقتا للحديث عن إطلاق قناة فلسطين 48 لمحاولة ترويض قطاع فلسطيني، أهم ما يميزه هو انتقاد غالبية أبنائه لاتفاق أوسلو ولمسار السلطة الفلسطينية.

يكثر الصمت الفلسطيني حتى يخيل أنه صمت مدو في وقت يحتاج فيه الشعب الفلسطيني أكثر من أي وقت مضى، إلى من يرفع صوته عالياً في مختلف المحافل الدولية والعربية. صوت يُرفع ليقول إن محور النزاع وقلبه هو استمرار الاحتلال لفلسطين، واستمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وبدون تنازل عن حق اللاجئين في العودة.