صفقة الأسلحة الأميركية لمصر تكرّس الشراكة

24 ديسمبر 2024
آليتان مصريتان قرب معبر رفح، 23 مارس 2024 (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وافقت الولايات المتحدة على بيع معدات عسكرية لمصر بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار، تشمل دبابات أبرامز وصواريخ هيلفاير، مما يعزز الشراكة بين البلدين في سياق التحولات الإقليمية الكبرى.
- تعكس الصفقة أهمية مصر في ضمان أمن إسرائيل بعد حرب غزة، حيث تسعى الولايات المتحدة لتحييد دور مصر وضمان قدرتها على تأمين الحدود، وتعتبر مصر الشراكة ضمانة لاحتواء التطرف اليميني الإسرائيلي.
- الصفقة تعكس استقرار العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، وتؤكد على العلاقات الوثيقة بين البلدين رغم تنويع مصر لمصادر تسليحها من دول أخرى مثل فرنسا وروسيا.

وافقت واشنطن على بيع معدات عسكرية من دبابات وصواريخ وذخائر بمبلغ فاق الخمسة مليارات دولار للقاهرة، لتكرّس صفقة الأسلحة الأميركية لمصر الشراكة بين البلدين. وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) يوم الجمعة الماضي أن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لأسلحة إلى مصر بقيمة تتجاوز خمسة مليارات دولار. ويشكّل تجديد ودعم ومعدات الدبابة أبرامز الجانب الأكبر من صفقة الأسلحة الجديدة المعلن عنها بتكلفة تبلغ 4.69 مليارات دولار. كذلك ذكرت وزارة الدفاع الأميركية أيضاً أن مبيعات الأسلحة الأخرى المحتملة تشمل صواريخ هيلفاير مقابل 630 مليون دولار ومنظومة أسلحة فتاكة دقيقة مقابل 30 مليون دولار.

ورأى حسين هريدي، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في صفقة الأسلحة الأميركية لمصر أنه "يمكن فهمها في إطار لعبة توازن القوى الإقليمية الصديقة للولايات المتحدة". وأوضح في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن كل قوة إقليمية توازن الأخرى، مع وجود قوة ردع كافية للحيلولة دون وقوع احتكاكات ذات طابع عسكري.

وفيما لفت إلى أنها تأتي في سياق التحولات الكبرى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، شدّد على أهمية الوقوف على تفاصيل الصفقة الأميركية لمصر وتوقيت التوريد لفهم أبعادها ودلالاتها بشكل أعمق. وأشار إلى أن مثل هذه الصفقات تُعدّ جزءاً من الاستراتيجية الأوسع لتحقيق استقرار إقليمي وضمان مصالح الأطراف الدولية المؤثرة في المنطقة.


عمار فايد: حرب غزة أبرزت محورية مصر بالنسبة لأميركا في ما يتعلق بضمان أمن إسرائيل

من جهته، قال الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عمار فايد، إن "حرب غزة أبرزت محورية مصر بالنسبة للولايات المتحدة فيما يتعلق بضمان أمن إسرائيل". وأضاف في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن "ذلك يتطلب تحييد دور مصر وضمان قدرتها على تأمين وضبط الحدود مع الاحتلال". وأشار فايد إلى أن مصر من جانبها ترى في هذه الشراكة مع واشنطن ضمانة لاحتواء التطرف اليميني الإسرائيلي وخططه، خصوصاً في ما يتعلق بغزة.

رفض أميركي سابق

من جهته، أكد أحمد رخا حسن، المساعد السابق لوزير الخارجية المصري، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن صفقة الأسلحة الأميركية لمصر تأتي في إطار اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي تشمل تقديم واشنطن دعماً عسكرياً سنوياً بقيمة 1.3 مليار دولار. وأشار إلى أن هذا الدعم ليس مرتبطاً بالحرب الإسرائيلية على غزة، كما قد يظن البعض. وأوضح حسن في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن الولايات المتحدة سبق أن رفضت بيع مصر أنواعاً متقدمة من طائرات "فانتوم" الحربية، مما دفع القاهرة إلى التوجه نحو فرنسا لتأمين احتياجاتها العسكرية، ونجحت في شراء طائرات متقدمة منها، ما أدى إلى فقدان واشنطن لهذه الصفقة. وأضاف أن توفر البدائل العسكرية يمنح مصر حرية أكبر في اتخاذ قراراتها وتنويع مصادر تسليحها، بعيداً عن الاعتماد الحصري على الولايات المتحدة.

حسام شاكر: صفقة الأسلحة الأميركية لمصر تعتبر ضخمة نسبياً

صفقة الأسلحة الأميركية لمصر ضخمة نسبياً

بدوره، قال المحلل حسام شاكر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن صفقة الأسلحة الأميركية لمصر تعتبر ضخمة نسبياً، وتعكس استقراراً وثيقاً في العلاقات بين البلدين عبر مراحل متعددة. وأشار إلى أن هذه الصفقة تؤكد أن العلاقات الأميركية المصرية في وضع جيد للغاية. وأوضح أن الصفقة تعبر عن رضى الإدارة الأميركية عن الأداء المصري في الملفات الإقليمية، وتؤكد أهمية القاهرة في أي ترتيبات إقليمية تقوم بها واشنطن. وتطرق شاكر إلى تنويع مصر لمصادر تسليحها، حيث أبرمت صفقات عسكرية مع دول أخرى مثل فرنسا وروسيا. وأوضح أن هذا التنويع يعكس استراتيجية القاهرة في إدارة خياراتها التسليحية بشكل متنوع، لكن الصفقة الأخيرة مع الولايات المتحدة تؤكد أن العلاقات بين البلدين وثيقة إلى حد كبير، وأن واشنطن مرتاحة للدور المصري في ظل التطورات الإقليمية الجارية منذ أكثر من عام. 

المساهمون