صعوبات كثيرة تعتري عمل رصيف غزة العائم.. "مجرد إلهاء ومكلف جداً"

21 يونيو 2024
خلال بناء رصيف غزة العائم، 30 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الولايات المتحدة أنشأت رصيف غزة العائم بتكلفة 230 مليون دولار لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ردًا على القيود المفروضة على دخول المساعدات برًا، لكن الرصيف لم يحقق النتائج المتوقعة في زيادة تدفق المساعدات.
- واجه الرصيف تحديات تشغيلية وأمنية، بما في ذلك الأحوال الجوية السيئة والعمليات الإسرائيلية، مما أدى إلى تأخيرات وتعليق برنامج الأغذية العالمي لمساعداته، مما أثار تساؤلات حول فعالية الاستثمار فيه.
- الأمم المتحدة وخبراء يؤكدون على أهمية تسهيل وصول المساعدات برًا كحل جذري للأزمة الإنسانية في غزة، في ظل التحديات اللوجستية والأمنية التي تواجه الرصيف العائم.

كان الهدف من بناء الولايات المتحدة رصيف غزة العائم في مايو/ أيار تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يحاصره الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن مشاكل متكررة أعاقت عمله. ونقل عبر هذا الرصيف الذي كلف بناؤه 230 مليون دولار، حتى الآن أكثر من 4100 طن من المساعدات إلى قطاع غزة، وهو أقل بكثير من "الزيادة الكبيرة" التي وعد بها الرئيس الأميركي جو بايدن. وأقامت واشنطن، الداعم العسكري الأكبر لإسرائيل، رصيف غزة العائم إزاء القيود الصارمة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على دخول المساعدات براً إلى قطاع غزة الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وقالت ميشيل ستروك مديرة الشؤون الإنسانية في مركز الدراسات CSIS في واشنطن "تبين للأسف أن رصيف غزة العائم مجرد إلهاء مكلف جداً يصرف النظر عما هو ضروري فعلاً ومطلوب قانوناً". وأوضحت أن ذلك يعني "وصول المنظمات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق لتوفير المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون مستويات غير مسبوقة من الحرمان".

وألقت الولايات المتحدة ودول أخرى مساعدات من الجو أيضاً إلا أن هذه الطريقة بتوصيل المساعدات الداخلة عبر الميناء العائم "لم تهدف يوما إلى الحلول مكان الوصول عبر المعابر البرية بشكل واسع ودائم" على ما أفادت ستروك. وأوضحت أن الولايات المتحدة من خلال تركيزها على رصيف غزة العائم وعمليات إلقاء المساعدات من الجو "أضاعت الوقت والطاقة على صناع القرار فضلا عن 200 مليون من أموال الضرائب المفروضة على الأميركيين".

رصيف غزة العائم خارج الخدمة

وكان بايدن أعلن في مارس/ آذار إقامة هذا الرصيف العائم من جانب القوات الأميركية قبالة غزة. وانتهت عمليات إنشاء الرصيف مطلع مايو إلا أن الأحوال الجوية لم تسمح بوضعه في الخدمة إلا في 17 مايو. بعد أسبوع على ذلك، تسببت الأمواج في انفصال أربع سفن أميركية كانت راسية، عن الرصيف. وتضرر بعد ذلك بسبب الأحوال الجوية الرديئة التي استمرت ثلاثة أيام ونقل بعد ذلك إلى ميناء أسدود للقيام بالإصلاحات الضرورية. ووضع في الخدمة مجددا في السابع من يونيو/ حزيران لكن أعيد إلى أسدود في 14 منه بسبب الأمواج العالية. واستؤنفت الإمدادات ليل الأربعاء الخميس على ما أفادت وزارة الدفاع الأميركية.

ورأى الخبير السياسي في مركز الأبحاث الأميركي "راند" رافاييل كوهين أن "مشروع الرصيف العائم، لم يعط بعد النتائج المرجوة من إدارة بايدن"، موضحاً "وحتى لو وضعنا الأحوال الجوية جنبا، نرى أن المشروع مكلف ولم يجد حلا للتحديات العملاتية لنقل المساعدات إلى غزة". ورغم هذه المشاكل، يوفر هذا الميناء ممراً إضافياً لتوفير المساعدات ويسمح بنقل المساعدات حتى عندما تكون المعابر البرية مغلقة على ما أكد كوهين.

صعوبات أخرى

إلا أن العملية الأميركية تواجه صعوبات أخرى لا سيما إعلان برنامج الأغذية العالمي في العاشر من يونيو تعليق توفيره المساعدات عبر الميناء "إلى حين إجراء تقييم للظروف الأمنية" لموظفيه. وردا على سؤال حول أسباب هذا التعليق، تحدثت الأمم المتحدة عن العملية الإسرائيلية قبل يومين على القرار، التي أخرجت خلالها قوات الاحتلال بمساعدة أميركية أربعة محتجزين إسرائيليين من غزة وأسفرت عن استشهاد أكثر من 270 فلسطينياً. وبعد عشرة أيام على قرار التعليق، لم تستأنف إمدادات برنامج الأغذية العالمي بعد.

وأكدت الأمم المتحدة أن كل المشاريع الهادفة إلى زيادة وصول المساعدات إلى غزة مرحب بها لكن الأهم يبقى تسهيل وصول المساعدات براً. ورأت ستروك أن "سكان غزة لا يحتاجون إلى ما يشبه المساعدة، بل إلى وصول مساعدة فعلية". وأضافت أن على واشنطن "أن تتنبه إلى عدم دعم تدابير تبدو جميلة على الورق، لكنها لا تؤدي في نهاية المطاف إلى وصول مساعدات كثيرة إلى الفلسطينيين".

(فرانس برس، العربي الجديد)