صحيفة عراقية حكومية تساوي بين الشهداء الفلسطينيين وقتلى الاحتلال

07 مايو 2019
من آثار القصف الإسرائيلي على غزة (سامح رحمي/NurPhoto)
+ الخط -

أثار تقرير خبري نشرته صحيفة عراقية رسمية جدلاً سياسياً، بعدما ساوى بين الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في غزة جراء العدوان الصهيوني في اليومين الماضيين، وبين من وصفتهم بـ"الضحايا الإسرائيليين".

ونشرت صحيفة "الصباح" اليومية الرسمية العراقية، في عددها أمس الأول، تقريرًا تحت عنوان "الحرب في فلسطين... قصف متبادل وسقوط ضحايا جدد من الطرفين"، تحدثت فيه عن "القصف بين الجانبين". وتحدث التقرير عن "قصف متبادل بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وقع خلالها ضحايا من الجانبين".

وأثار التقرير ردود فعل غاضبة إن من قبل سياسيين أو على مواقع التواصل الاجتماعي. فعدّت النائبة عن ائتلاف رئيس الحكومة السابق حيدر العبادي (النصر) هدى سجّاد، التقرير مفاجئاً وغير مقبول. وقالت في بيان نقلته وسائل إعلام محلية عراقية إنّ "موقفنا في البرلمان واضح وأزلي بشأن دعم القضية الفلسطينية، كما وأنّ العراق وعلى طول فترة الاحتلال والاعتداءات الصادرة من الكيان الصهيوني، كان له موقف ثابت، وهو الوقوف الى جانب الأشقاء الفلسطينيين".

وأكدت أنّ "تقرير صحيفة الصباح، كان مفاجئاً، وقد أطلت علينا الصحيفة بعنوان يساوي بين الضحية والجلاد، فيساوي بين الشهداء والمعتدين، ويجعل منهم ضحايا بنفس المنزلة"، داعية الحكومة إلى "متابعة الموضوع وفتح تحقيق بذلك".

فيما اعتبر عضو الحزب الشيوعي العراقي سلام الطائي التقرير بأنه "مقزز للغاية". وأضاف لـ"العربي الجديد" أنه "يجب فتح تحقيق موسع داخل الصحيفة ومعرفة خلفيات الموضوع"، معرباً عن اعتقاده بأن "التقرير منسوخ من موقع آخر واعتمدته الصحيفة بلا تغيير لكن ذلك لا يمنع محاسبة المتورطين بجعل الضحية والجلاد في خانة واحدة خاصة وان الصحيفة كررت عبارة "إسرائيل"، وكأنها دولة حقيقية أو شرعية معتبراً أن دماء أبناء هذه البقعة (فلسطين) غير قابلة للمساومة ولا المجاملة وأي شيء من هذا القبيل غدر وخسة"، وفقاً لقوله.

ورفضت الصحيفة التي تتبع "شبكة الإعلام العراقية" ــ وهي مؤسسة حكومية تمول من الموازنة العامة وتعبر عن وجهة نظر الدولة العراقية ــ الرد عن الاستفسارات حول الموضوع.

وقال محرر في القسم السياسي في الصحيفة إن الموضوع خطأ غير مقصود، مبيناً في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه لا يعلم ما إذا كان هناك تحقيق داخلي بالصحيفة أم لا، لكنّه قال إنّ "الأخطاء تقع في العمل الصحافي دائماً ولا يمكن أن يفسر الخطأ على غير محمله".



المساهمون