ذكرت صحيفة "خبر تورك"، اليوم الأربعاء، أنّ سلطات قبرص اليونانية منحت حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" السوري، الموافقة لافتتاح مكتب لتمثيل الحزب في الجزيرة "بهدف التصعيد وهو ما لا يخدم السلام في شرق المتوسط".
وأوضحت الصحيفة أنّ قبرص معروفة بقربها من حزب "العمال الكردستاني"، ولكنها تقدمت خطوة إلى الأمام في التعبير عن العلاقة معها عبر السماح لـ"الديمقراطي الكردي" بفتح الممثلية وبسرعة، حيث اعتبرت الصحيفة أنّ الخطوة "لا تخدم السلام وتصعد في المنطقة"، متسائلة عن السبب الذي دفع قبرص لذلك.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية يونانية أنها "تفاجأت بتسرّب الخبر، إذ إنّ الموضوع يسير بسرية كبيرة"، مبينة أنه في العام 1998 ارتبط "العمال الكردستاني" بعلاقات وطيدة مع 4 شخصيات من الاستخبارات اليونانية وهم خريسوس ياكوف، وإلني ثيوهاروس، وكوستيس إيفستاتهيو، ويورغوس بيرديكيس.
وأوضحت أنّ "هذه الشخصيات دفعت بعملية فتح الديمقراطي الكردي ممثلية له في قبرص من خلال تقديم طلب رسمي في 12 من يناير/كانون الثاني الجاري، إلى وزارة الداخلية التي بدورها أصدرت وبشكل سريع خلال 24 ساعة الموافقة اللازمة لافتتاح المكتب".
ولفتت إلى أنّ "هذه السرعة تظهر الإعداد البيروقراطي المسبق لفتح الممثلية، إذ إنّ افتتاح جمعية كنسية في الجزيرة بحاجة إلى مراجعة وتدقيق ووقت، ولكن الواضح أنّ الحزبين الكرديين لا يشكّلان خطراً على الجزيرة، ولهذا تمّت الموافقة السريعة على الطلب"، بحسب الصحيفة.
الصحيفة كشفت أنّ "شركس كوركماز المقيم في الجزيرة منذ العام 2009 ويدير نشاطات الكردستاني بشكل غير مشروع، تم تعيينه ممثلاً، حيث حصل على الإقامة بشكل رسمي في العام 2013 ويدير مركزاً ثقافياً كردياً".
وأردفت أنّ "الممثلية عقدت أول اجتماع لها الأسبوع الماضي، وفيها تحدّث كوركماز مشيداً برئيس لجنة الصداقة الكردية القبرصية ثيوفيلوس جيورجياديس الراحل في العام 1994 وهو عنصر استخبارات سابق في دائرة الإعلام القبرصية".
وتابعت أنّ كوركماز شكر حكومة قبرص، واعداً بالتعاون معها مستقبلاً.
الصحيفة التركية اعتبرت أنّ "اليونان وقبرص تصعّبان الشروط الدبلوماسية في المنطقة بشكل كبير، وإذا لم تكن هناك تهدئة من الجانب القبرصي فإنّ الأمور قد تتصاعد ولن تقف الأمور عند هذا الحد (دون توضيح ذلك)، لأنّ قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، ويتوجب على بروكسل أن يكون لها موقف لأنّ الديمقراطي الكردي يفتتح ثاني ممثلية له في الاتحاد الأوروبي بعدما كانت له ممثلية واحدة في روسيا".
وعادة ما تتخذ تركيا مواقف شديدة اللهجة ضد "العمال الكردستاني" و"الديمقراطي الكردي" و"وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية، وتعتبرها كلها حزباً واحداً ممتداً لحزب "العمال الكردستاني" المحظور في تركيا.
وتواصل القوات التركية بشكل مكثف تنفيذ عمليات عسكرية وأمنية وملاحقات بحق أعضاء الحزب داخل تركيا وشمال العراق وشمال سورية، أدت إلى القضاء على عدد كبير منهم وانحسار أعدادهم داخل تركيا، وتراجع نسبة الانضمام للحزب، بحسب تصريحات رسمية.
في مقابل ذلك، تتخذ تركيا جهوداً مجتمعية عبر دعم جهود إقناع عودة المسلحين إلى البلاد، وترك السلاح والاستسلام للقوى الأمنية، من خلال دعم اعتصام الأمهات الكرديات في ولاية ديار بكر المستمر منذ 3 سنوات.
كما تتخذ تركيا مواقف دبلوماسية حازمة من الدول التي تدعم هذه القوات، وعلى رأسها أميركا وفرنسا اللتان تستقبلان بشكل مستمر وفوداً من الحزب الكردي، وكذلك الدول الأوروبية وروسيا.