- مباحثات تجري في نيويورك بين المندوب الإيراني ومسؤولين أميركيين، وسط نفي إيراني لوجود مفاوضات مباشرة وتأكيد على التواصل عبر قنوات وسيطة.
- الخلافات والتعقيدات تزيد من صعوبة التوصل إلى اتفاق، لكن يُتوقع تجدد الاهتمام بالملف النووي بعد انتهاء الحرب على غزة والانتخابات الرئاسية الأميركية.
المباحثات تجرى بين مندوب إيران في الأمم المتحدة ومسؤولين أميركيين
وكالة إرنا عن مصدر مطلع: لا تفاوض مباشراً بين واشنطن وطهران
تأتي المباحثات وسط تصاعد المخاوف من انزلاق واشنطن لحرب مع طهران
في خضم التوترات الأخيرة، بدأت تظهر بوادر حراك دبلوماسي بين طهران وواشنطن بشأن ملفات الخلاف بينهما، في مقدمتها المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي وكذلك الحرب على غزة. وكشفت صحيفة شرق الإيرانية، اليوم الأحد، عن مباحثات تُجرى في نيويورك بين المندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة سعيد إيرواني ومسؤولين أميركيين.
وتأتي هذه المباحثات في وقت تشهد المنطقة توتراً كبيراً تصاعد مع بدء الحرب على غزة، وإعلان فصائل مسلحة مرتبطة بطهران في العراق وسورية استهداف مصالح أميركية في المنطقة، وشن الحوثيين المدعومين من إيران هجمات على سفن في البحر الأحمر، وأخيرًا، تبادل إيران وإسرائيل القصف بشكل مباشر وعلني وتصاعد المخاوف من انزلاق الولايات المتحدة لمواجهة مباشرة مع طهران.
وبحسب ما تقول "شرق" نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، فإن المباحثات تناقش طيفاً من مختلف الملفات بمحورية أزمة غزة، مشيرة إلى أنها تشمل أيضاً بحث سبل إحياء الاتفاق النووي، مؤكدة أن المباحثات النووية لم تعد تتابع فقط من قبل كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني، بل إن المندوب الإيراني في الأمم المتحدة أيضاً أصبح يتابع الملف.
من جهتها، نفت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، اليوم الأحد، صحة التقارير عن مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية في نيويورك من خلال المندوب الإيراني الدائم في الأمم المتحدة سعيد إيرواني.
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصدر قالت إنّه مطلع على الملف، قوله إنّه "لا يوجد أي تفاوض مباشر" بين الطرفين، مشيرةً إلى استمرار تبادل الرسائل في "إطار محدد" عبر القنوات الوسيطة. وأكد المصدر الإيراني أن كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني هو المخول بمتابعة ملف المفاوضات النووية.
في غضون ذلك، يقول الخبير الإيراني في العلاقات الإيرانية الأميركية رحمن قهرمان بور، لـ"العربي الجديد"، إنه "يمكن اعتبار مفاوضات نيويورك مباحثات تمهيدية وعادية بين الدبلوماسيين"، مشيراً إلى أنه في هذه الحالة "عادة يجرى تبادل وجهات النظر والتصريحات بين الدبلوماسيين". ويؤكد قهرمان بور أن الأولوية الأميركية في الوقت الراهن هي حرب غزة، وليس الاتفاق النووي والمفاوضات بشأنه مع إيران، قائلا إن عودة الاهتمام الأميركي إلى الملف النووي والمباحثات حوله ربما تحصل بعد انتهاء الحرب والانتخابات الرئاسية الأميركية خلال نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويضيف: "إذا فاز الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في تلك الانتخابات، فإنه قد يجعل المفاوضات النووية مع إيران مرة أخرى ضمن جدول أعماله على نحو جاد". لكن الخبير الإيراني يؤكد في الوقت نفسه أنه في حال استئناف المفاوضات النووية، يستبعد أن يكون عنوانها إحياء الاتفاق النووي، بل بحث سبل التوصل إلى اتفاق جديد امتدادا للاتفاق النووي المبرم عام 2018. ويشير إلى أن هناك إرادة لدى الطرفين الإيراني والأميركي لحل الملف النووي، "لكن ما يصعّب التوصل إلى اتفاق هو الخلافات والفجوات بين مصالح الطرفين ومطالبهما"، لافتًا إلى أن الجانبين، قبل عملية "طوفان الأقصى"، اتجها نحو حل منفرد لبعض القضايا الخلافية، على حد سواء، عبر تفاهمات صغيرة وجزئية، "لأن الوصول إلى اتفاق شامل أصبح من الصعب".
ويختم قهرمان بور بالقول إنه اليوم وبعد التوترات الأخيرة في المنطقة بين إيران وإسرائيل وتطورات فلسطين، أصبح الوضع "أكثر تعقيدا وصعوبة وتعمقت الفجوات أكثر" بين إيران والولايات المتحدة في سبيل التوصل إلى صيغة لحل الخلافات بشأن الملف النووي.
ويترنح الاتفاق النووي المبرم عام 2015 منذ عام 2018 بعد انسحاب واشنطن منه بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب. وسعى خلفه جو بايدن لإعادة إحياء هذا الاتفاق، من خلال مفاوضات أُجريت في فيينا، لكنّها توقّفت منذ صيف عام 2022.