استمع إلى الملخص
- أشارت الصحيفة إلى قلق إيران وروسيا من هجوم هيئة تحرير الشام على حلب، وتحدثت عن مخطط دولي لإبعاد الأسد عن إيران، مع تراجع دعم روسيا وإيران وحزب الله.
- تناولت صحيفة "هم ميهن" تغير الظروف في الشمال السوري، مشيرة إلى تحول الدعم الإيراني من استشاري إلى قتالي، وتساءلت عن الدور الروسي المحدود في الهجمات.
هاجمت صحيفة "ستارة صبح" المقربة من التيار الإصلاحي الإيراني أسرة الأسد الحاكمة في سورية، في عددها الصادر اليوم السبت، قائلة إن الرئيس السوري السابق حافظ الأسد سلّم الجولان لإسرائيل، ونجله بشار الأسد أدخل سورية في أتون حرب أهلية بعد الربيع العربي، ما خلف آلاف القتلى والجرحى وملايين مشردين. ويأتي هذا الهجوم، فيما يسود في إيران قلق من سقوط الحليف السوري المتمثل بالنظام الذي استثمرت في بقائه لأكثر من عقد بعد اندلاع الأزمة السورية، وكلفها ذلك الكثير من المال، وكذلك في سمعتها التي تراجعت بعد هذا التدخل في العالمين العربي والإسلامي.
وأضافت الصحيفة الإيرانية، في مقال معنون بـ"الأسد وحيداً"، جعلتها عنوان المانشيت في صفحتها الأولى، أن الهجوم المباغت لهيئة تحرير الشام على حلب قد أدخل العالم في صدمة، وأقلق إيران وروسيا بشأن مستقبل سورية وبشار الأسد، مؤكدة أن إضعاف الأسد أو إسقاطه سيعود بالضرر على حلفائه، متحدثة عن مخطط بين الفصائل المقاتلة وتركيا والغرب والدول العربية "أساسه رحيل الأسد أو ابتعاده عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وذكرت الصحيفة أن روسيا بسبب الحرب الأوكرانية "غير قادرة على لعب دور في إنقاذ الأسد كما حصل عام 2016، وإيران أيضاً بسبب مواجهتها مع إسرائيل غير قادرة على دعمه مثل السابق، وحزب الله أيضاً قد أُضعِف ولا يمتلك القدرة السابقة"، مشيرة إلى أن الحشد الشعبي العراقي أيضاً يواجه عقبتين: الأولى سيطرة المعارضة على مدينتي البوكمال ودير الزور، والعقبة الثانية رفض رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، والمرجع الديني علي السيستاني، دخول الحشد في الحرب لأجل بقاء الأسد أو محاربة إسرائيل.
ودعت "ستارة صبح" الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى تغيير سياساتها تجاه سورية، حفاظاً على حقوق المواطنين الإيرانيين وسلامة الأراضي الإيرانية والمصالح القومية، مشيرة إلى دعوة روسيا رعاياها إلى مغادرة سورية، وقالت إن ذلك يكشف عن أن "توازن القوة في الشرق الأوسط قد تغير ضد مصلحة الأسد وروسيا وإيران وحزب الله".
إلى ذلك، تناولت صحيفة "هم ميهن" الإيرانية الإصلاحية، في مقال لها اليوم السبت، تطورات الشمال السوري على خلفية الهجمات المتلاحقة للمعارضة السورية، متطرقة إلى موقف البلاد تجاه ما يحصل بعنوان "لغز إيران". وقالت إنه بعد 13 عاماً من بدء الحرب الداخلية في سورية، ودور إيران المباشر في الأزمة، "تبدو الظروف هذه المرة والتصريحات والدعايات السياسية حول التطورات الجارية مختلفة". وتابعت: "في بدايات الحرب السورية قبل ظهور الجماعات الإرهابية والتكفيرية، تدخلت إيران عبر قواتها العابرة للحدود من أجل إنقاذ بشار الأسد وحكومة الجمهورية العربية السورية".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "عندما اتخذت الحرب شكلاً آخر، والتحقت بها الجماعات الإرهابية الصغيرة والكبيرة، غيرت إيران أيضاً شكل حضورها من الفرق الاستشارية والعملياتية الصغيرة لفيلق القدس إلى حضور كبير للقوات القتالية، لكن اليوم حتى الآن لا وجود لتلك الدعاية السياسية التي كانت موجودة قبل 13 عاماً، لا المواقف مثل السابق ولا التقارير المؤكدة تشير إلى أن إيران بصدد اتباع تلك العملية الاستراتيجية عام 2011"، في إشارة إلى اتخاذ قرار بدعم الأسد وحكومته.
ولفتت "هم ميهن" إلى أن التلفزيون الإيراني قد استخدم أمس الجمعة لأول مرة عبارة "الفصائل المسلحة أو المعارضون المسلحون" في تغطيته الشأن السوري، بينما كان يستخدم مصطلح "الجماعات الإرهابية والإرهابيون"، وتساءلت الصحيفة عن سبب الدور الروسي المحدود في تنفيذ الهجمات على المعارضة السورية كما كان سابقاً.
وفيما كانت تتوقع أوساط إيرانية محافظة مقربة من الحرس الثوري خلال الأيام الماضية، التدخل هذه المرة أيضاً للوقوف إلى جانب النظام السوري، كتبت صحيفة كيهان المحافظة في افتتاحيتها اليوم السبت، أن "وحدة الساحات ليست فقط وحدة الميدان العسكري، ولا تقتصر على أعضاء جبهة المقاومة، وليس صحيحاً هذا الفهم، فوحدة الساحات لا تختزل في الميدان العسكري ولا في جبهة المقاومة".
وأضافت "كيهان" أن "وحدة الساحات فيها درجات الشدة والضعف، وبالإضافة إلى الوحدة العسكرية، تشمل أيضاً الوحدة سياسياً واقتصادياً وأمنياً وثقافياً واجتماعياً"، مشيرة إلى أنه في الحرب المركبة، فإن الدفاع عن أمن الحلفاء هو الدفاع عن أمن إيران، لافتة إلى أن "أمن العراق وسورية ولبنان واليمن جزء من أمننا". كذلك انتقدت، في الوقت ذاته، تعالي دعوات في إيران إلى التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية في الظروف الراهنة، متهمة البعض بإرسال "إشارات ضعف إلى أميركا وأوروبا" للتفاوض.