أكدت صحيفة "كيهان" الإيرانية المحافظة، اليوم الأربعاء، أن تطبيع السعودية علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي "خيانة خاصة"، متوعدة إياها بـ"حرب إلكترونية" ومقاومة من "تنظيمات ثورية في المنطقة".
وذكرت الصحيفة، التي يعين المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي مسؤولها، في افتتاحيتها بقلم الكاتب سعد الله زارعي، أن "تطبيع الرياض علاقاتها مع تل أبيب سيواجه ردود فعل شعبية، وتنظيمية في المنطقة"، مضيفة أن "تنظيمات ثورية على مستوى المنطقة وتشكيل مجموعات مقاومة شعبية مثل عرين الأسود (في الضفة الغربية) ستشكل عامل إزعاج كبير ومستمر للدول التي تخون الإسلام والمسلمين بالتطبيع".
وواصلت الصحيفة تحذيراتها للسعودية من أن "في دول المنطقة مثل العراق ثمة مجموعات معروفة يمكنها استضافة وإسناد مجموعات مقاومة في بلد آخر مما يخلق وضعاً" جديداً.
وذهبت الصحيفة الإيرانية المحافظة في تهديداتها للرياض إلى أبعد من ذلك، ملوحة أيضاً بشن هجمات إلكترونية، حيث قالت إن "الهجمات السيبرانية التي غالباً ما تبقى مصادرها غير قابلة للاكتشاف تشكل تهديداً أساسياً لتطبيع عربي إسرائيلي"، مشيرة إلى أنه "إذا ما أرادت الحكومة السعودية وحكومات مماثلة الوصول إلى أمن مستدام فهذا الأمن يتحقق من خلال إقامة الأخوة مع الشعوب المسلمة وتيارات المقاومة"، على حد تعبيرها.
ولفت إلى أن "التحضيرات قد أنجزت إلى حد كبير" للتطبيع السعودي الإسرائيلي، مشددة على أن ما وصفته بأنه "مثلث أميركا والكيان الإسرائيلي والحكومة السعودية قد تعمل على تفعيل ماكينة التطبيع العربي الإسرائيلي".
وهاجم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الثلاثاء، سياسة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، قائلاً إن هذا الكيان "ليس اليوم في وضع يشجع على التقارب معه، ويجب أن يعلموا ذلك"، في إشارة غير مباشرة إلى السعودية.
وتابع قائلاً إن "الخسارة تنتظر هؤلاء وهم يخطئون ويراهنون على الحصان الخاسر".
ودعا خامنئي دول المنطقة، مثل إيران ومصر والسعودية، إلى "وحدة الصف" في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، قائلاً إن هذه الدول "إذا ما اتحدت فيما بينها فلن تتمكن أميركا من ممارسة التنمر والتدخل فيها".
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس الثلاثاء، في تصريحات أمام شخصيات إسلامية في طهران أن بلاده تستهدف "إغلاق الطريق" أمام تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
وتطرّق أمير عبد اللهيان إلى استئناف العلاقات مع السعودية، مؤكداً أنّ طهران بصدد توسيع وتعميق هذه العلاقات "بهدف إحباط الأعداء وإغلاق الطريق أمام تطبيع العلاقات" بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي.
وشدّد على أنّ بلاده ترحب بالصفحة الجديدة في العلاقات مع الدول الإسلامية، مشيراً إلى أنّها بصدد المضي قدماً في هذه العلاقات على أساس "الحفاظ على مصالح فلسطين وعدم شرعية الكيان الصهيوني".